تعتبر مواقع التسوق والمواقع المخصصة للبيع والشراء عبر الإنترنت، السوق العملاق الاول فى العالم الذي يضم ملايين بل مليارات المستخدمين والشركات الذين يقومون بعمليات الشراء والبيع ايضا، حيث يصل حجم هذه السوق الى 1.5 تريليون دولار، وهو في نمو مستمر سنويا.

وتلعب الدول العربية دورا كبيرا في هذا المجال حيث إرتفع حجم المبيعات في صناعة التجارة الإلكترونية في العالم العربي من 9 مليارات دولار أميركي في عام 2012 الى 15 مليار دولار أميركي في عام 2015. أما بالنسبة للتجارة عبر الهواتف المحمولة فقد إرتفعت المبيعات التي تتم عبرها من 900 مليون دولار أميركي في عام 2012 إلى 3 مليارات دولار أميركي في عام 2015، الأمر الذي يعكس الإمكانات الضخمة التي تمتاز بها هذه القناة التجارية في المنطقة.

أما لبنانيا فقد ظهر عدد كبير من المواقع الالكترونية المتخصصة في السنوات القليلة الماضية، وبلغت نسبة التسوق عبر الانترنت محليا 12% مقارنة مع 40% على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من وجود أعدادا كبيرة من المواقع كما ذكرنا، إلا أن معظمها يعتمد الطريقة التقليدية في البيع .. حيث يقوم المستخدم بشراء المنتجات "Online" عبر بطاقات الإئتمان مع خدمة التوصيل إلى المنزل .. إلا ان موقع "Wanowi" اللبناني كسر هذه القاعدة، حيث أصبح أول موقع في المنطقة يقد~م خدمة التسوق الترفيهي .. فيبيع منتجات تابعة لعلامات تجارية مشهورة (Brands) بطريقة جديدة ومختلفة تعتمد على فكرة "المزاد".

وللحديث أكثر عن الموقع وعن الخدمات التي يقدمها، كان لـ"الإقتصاد" حديث خاص مع صاحبة فكرة تطوير هذا الموقع دينا ضاهر.

بداية ما هو موقع "Wanowi" ... وما الخدمة التي يقدمها للمستخدمين؟

"Wanowi" هو موقع يقدّم للناس فرصة شراء منتجات عصرية أو منتجات تابعة لعلامات تجارية مشهورة بسعر أقل من السعر الأصلي للمنتج، وذلك عن طريق "المزاد" أو المناقصة إذا صح التعبير (Bidding).

فـ "Wanowi" هو منصة إلكترونية يقدّم للزبائن تجربة جديدة، شيّقة ومسلية، من خلال مزاد أو مناقصة تستمر لـ 15 دقيقة فقط .. حيث نضع على الموقع عدّة منتجات عصرية وتابعة لعلامات تجارية مشهورة (مثل: Ipad، ساعة ذكية، حقيبة ... وغيرها)، ويمكن للمستخدم إختيار المنتج الذي يرغب بشرائه والإشتراك بالمزاد الذي يكون "محدود المقاعد" (10 مقاعد مثلاً)، فتنحصر المنافسة بين 10 أشخاص فقط .. وبعد إنتهاء "المزاد" يفوز بالمنتج الشخص الذي عرض دفع أعلى سعر.

المشاركة في أي مناقصة قد يكون مجاني وقد يكون مدفوعا بحسب المنتج .. فهناك منتجات تكلّف 10$ مثلاً للإشتراك في المزاد، ويختلف السعر مع إختلاف المنتج.

بهذه الطريقة يكون المستخدم أمام فرصة لشراء منتج معيّن هو بحاجة ماسة إليه، لكن ميزانيته لا تسمح له بدفع السعر الأصلي للمنتج، فيحاول شرائه بسعر أقل من خلال موقع "Wanowi".

كيف بدأت الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطويرها؟

الفكرة بدأت معي، حيث وجدت أن السوق اللبناني يفتقد لهذا النوع من المواقع .. فمواقع التسوق الموجودة على الإنترنت مازالت تقليدية بعض الشيء، فقررت العمل على تغيير مفهوم التسوق الموجود لدى الناس، خاصة وأن الجيل الجديد اليوم مستعد للقيام بأي شيء للحصول على منتج معيّن (هاتف، لابتوب، كاميرا ..).

لذلك قررت البدء بالمشروع بمساعدة من صديقة لي تدعى مايا عبيد، وهي خبيرة في مجال الأزياء، وهي التي تعمل على إختيار المنتجات التي سيتم عرضها على موقع "Wanowi" .. إضافة إلى شريك أخر يدعى جاد عيزراني، وهو خبير في الشؤون التقنية والمسؤول عن التطوير التقني للموقع.

الفكرة جديدة بعض الشيء على السوق اللبناني .. برأيك ما هي الصعوبات التي ستواجهكم ؟

لا شك أن الصعوبة الأكبر هي في تسويق الفكرة بين الناس، خاصة أنها فكرة جديدة .. فنحن لا نقوم ببيع منتج، بل نسوّق لفكرة جديدة، وهنا يكمن التحدي الذي نخوضه من خلال هذا المشروع.

لذلك نحاول اليوم إيصال هذه الفكرة وإقناع الناس بها من خلال الحملة الإعلانية التي نقوم بها على الـ"Social Media".

بعد إختياركم ضمن برنامج "Speed" لتسريع الأعمال هذا العام .. كيف تصفون هذه التجربة؟ وكيف ساعدتكم على تطوير مشروعكم وإطلاقه؟

تجربة "Speed" كانت جيدة جداً بالنسبة لنا، حيث إستفدنا كثيراً من ورش العمل التي شاركنا بها، كما حصلنا على نظام تواصل مميز "Network System"، تمكنّا من خلاله من التواصل مع خبراء في هذا المجال ومع مستثمرين وغيرهم.

كما أن "Speed" جعلتنا أكثر تنظيماً، وغيّرت طريقة تفكرينا نحو الأفضل، فأصبحنا نعرف كيفية التعامل مع عالم الأعمال، وكيفية التطور والتقدم وتكبير حجم المشروع أو الشركة.

بالإضافة إلى ذلك، وجودنا ضمن برنامج "Speed" مع 8 شركات أخرى، ساعدنا على التواصل وتبادل الأفكار فيما بيننا، للتطور والتقدم بشكل أكبر.

ما هي مشاريعكم المستقبلية ؟ وهل تعتزمون التوسع خارج لبنان؟

في المرحلة الأولى سنركّز على السوق اللبناني، حيث سنحاول التوسع والإنتشار، وإقناع الناس بالفكرة التي نقدّمها .. وبعد ذلك سنحاول التوسع في السوق الإماراتي، وخاصة في دبي.

ولكن الأمور تحتاج إلى وقت، فلا يمكن التوسع بدون دراسة مستفيضة ومعمقة للسوق، ودراسة كل خطوة بخطوتها لكي نتمكن من الوصول إلى هدفنا.