برنامج Genius MAP "الطريقة اليابانية الحديثة لتطوير عمل دماغ الأطفال"، هو مفهوم جديد ومدهش لتنمية القدرات الذهنية. أسّس البرنامج على دراسات معمّقة في مجالات تنمية القدرات الذهنية والطاقة اللامحدودة الكامنة داخل أطفالنا عبر إستخدام الأرقام والحساب والتي هي مسؤولة عن تنشيط العقل وتمرينه، وبالتالي تزيد من القدرة على الإستيعاب وسعة العقل مما يؤدي إلى ما نسميه بالذكاء والتفوق الذهني والإبداع.

يعتمد البرنامج على المعداد “Soroban” وهو أداة حاسبة إستخدمت في اليابان وفي العديد من البلدان منذ آلاف السنين لإجراء العمليات الحسابية. وفي العام 1989، أدرجت وزارة التربية اليابانية من جديد الـ Soroban ضمن المناهج التربوية الرسمية في المرحلة الإبتدائية.

إستناداً على هذه الحقائق، ولنشر هذه التقنية أكثر كان لـ"الإقتصاد" حديث مع مديرة العلاقات العامة رنيم الرحيم، التي شرحت كيف طوّر فريق من الباحثين اللبنانيين واليابانيين برنامج Genius MAP والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير مهارات الحساب الذهني السريع، بالإضافة إلى تنمية مهارات الذاكرة، السرعة، الدقة، الاستماع، التركيز، دقة الملاحظة، القدرة على المقارنة والتحليل، التخيل، الإبداع، الثقة بالنفس وإدارة الوقت. كلّ هذه المهارات تساعد التلميذ على تطوير مستواه الأكاديمي بشكلٍ عام.

وقالت الرحيم أن "برنامج Genius MAP معدّ ليتناسب وقدرات كل طفل بغضّ النظر عن مستواه الأكاديمي والمنهج التربوي المعتمد في مدرسته. يستهدف البرنامج الأطفال من عمر 4 سنوات وحتى 16 سنة، وهو معد ليتلائم مع البيئة التعليمية للشرق الأوسط."

وأضافت أن "البرنامج بطبيعته يلبي حاجة بعض حالات الصعوبات التعلمية، وقد تم تدريب فريق متخصص بهذه الحالات في بعض المدارس الخاصة لذوي الإحتياجات الخاصة. وتجدر الإشارة الى أن Soroban هي الأداة الأولى التي ينصح بها أخصائيو الصعوبات التعلميّة في تعليم أولاد ذوي الصعوبة التعلميّة وخاصةً Dyscalculia."

وقد قُسم برنامج Genius MAP إلى 3 مراحل مراعياً الخصائص العمرية، مرحلة Sorochan وهي مخصصة لفئة الروضات (4 حتى 6 سنة)، مرحلة Soropachi وهي مخصصة لفئة الحلقة الأولى (6 حتى 9 سنوات) ومرحلة Gakushu وهي مخصصة لفئة الحلقة الثانية وما فوق (9 حتى 16 سنة).

وإجابة على سؤالنا عن "اَلية تحفيز الأطفال وتطوير قدراتهم الذهنية"، قالت رحيم "كل عام نقوم بتنظيم مسابقة عالمية لبرنامج Genius MAP، بهدف تدريب تلامذتنا على التحدي والمنافسة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ورفع معايير أدائهم وتحفيزهم على التفوق، في محاولة لمساعدتهم على مواجهة تحديات المستقبل في هذا العالم التنافسي. المسابقة السنوية العالمية هي حدث فريد ذات أهمية كبيرة حيث يتنافس فيها تلامذة من مختلف الدول المطبّقة لبرنامجنا في أجواء من الحماسة والتحدّي. وبحضور وإشراف ممثلين من المنظمات العالمية. تختتم المسابقة بإعلان النتائج وتوزيع كؤوس على الرابحين وإختيار الأوائل للإشتراك في المسابقات العالمية."

هذا وقد شارك عباقرة Genius MAP بعدة مسابقات دولية حيث تنافسوا مع تلامذة من مختلف دول العالم وأحرزوا المراتب الأولى. ففي كانون الأول 2015 شارك 12 تلميذ في مسابقة PAMA العالمية في الولايات المتحدة الأميركية (2 مرتبة أولى – 5 مرتبة ثانية – 5 مرتبة ثالثة)، وفي تموز 2016 شارك 7 تلامذة مسابقة WAAMA العالمية في هونغ كونغ (1 مرتبة أولى – 6 مرتبة ثانية) وفي آب 2016 شارك 6 تلامذة في المخيم العالمي الياباني. ونحن اليوم نستعد للمشاركة في المسابقة العالمية في كوريا نهاية العام الحالي. إن المشاركة في هذه المسابقات تتخطّى موضوع الربح والخسارة، فالمشاركة لها تأثير طويل المدى على شخصية التلامذة وعلى مسارهم الأكاديمي. وبالطبع الجوائز والمراتب لها قيمة معنوية كبيرة وهي محفز كبير للتفوق بالبرنامج والعمل بجد لتطوير مهارات التلامذة في الحساب الذهني. وهي حافز معنوي كبير لكل فريق عمل برنامج Genius MAP للعمل والجد والرقي بهذا البرنامج إلى أعلى الدرجات.

وتابعت الرحيم فيما يخص العمل على قدرات الطفل الدماغية إن عنصر التحدي عند التلميذ هو عامل رئيسي في جذبه للبرنامج حيث أن البرنامج مقسم إلى مستويات، فعلى التلميذ إجتياز الإمتحان النهائي للمستوى للإنتقال إلى المستوى الأعلى. وقالت "نعتمد في إنجاح التلميذ على معيار الوقت ومعدل الإجابات الصحيحة، وعليه فإن المنافسة الإيجابية تحفزهم على عدم الإنقطاع عن الدراسة كي يتخطوا المستويات بأسرع وقت ممكن. كما قمنا بدمج برنامجنا مع ألعاب فكرية يابانية والتي تعمل على تعزيز وتحفيز قدرات الدماغ الى أبعد مستوياتها من خلال التعلّم بالألعاب."

ولأن التلامذة هم بأعمار مختلفة فيشدد المركز على تنظيم نادي العباقرة الصيفي وشعاره "تعلم بمرح وإلعب بذكاء"، حيث نعدّ فيه برنامج يومي للتلميذ يشمل الأنشطة التربوية الذكية والأنشطة الرياضية الهادفة بالإضافة الى ساعتي تدريب على Genius MAP، بحسب قول الرحيم.

أما الكادر التعليمي فهو مختار بطريقة دقيقة وخاضع لتدريب مكثّف على التقنيات والإستراتجيات الضرورية لتعليم المادة للتلامذة. ويفترض بالمدرب أن يكون مجازاً جامعياً يتمتع بمهارات تواصل عالية مع الأطفال من مختلف الفئات العمرية.

وشددت الرحيم على أن "برنامجنا يكتفي بالأقساط والرسوم التسجيلية لتمويل أنشطته ولا يتلقى أي دعم أو تمويل مادي من أي جهة. إننا في برنامج Genius MAP  وبعد سنوات طويلة من الخبرة وحصولنا على عضوية في ثلاث أكبر منظمات عالمية في الصين وتايوان واليابان ومشاركتنا في أكثر وأكبر وأصعب المسابقات العالمية وإنتشارنا في أكثر من 100 مدرسة ومركز في معظم المناطق اللبنانية نسعى جادين على رفع المستوى الآكاديمي للتلميذ اللبناني من خلال نشر هذا العلم في كل المدراس في لبنان معتمدين نظام الج

ودة العالمية في معاييرنا وخدماتنا التربوية."

بإختصار، إن البيئة التعليمية العامة لـ Genius MAP هي بيئة تشجّع على الحماس، الفضول العلمي، الثقة بالنفس والإعتماد على الذات. والنتيجة هي تلميذ يتوقّ إلى التحدّيات ويحمل معه الخارطة التي ترشده ليكون عبقرياً... 

ومن خلال ما تقدّم نجد أنه يجب علينا أن نبدأ مبكرين مع أولادنا في اكتشاف مكامن القوة والضعف في طاقاتهم الذهنية لأنهم المورد البشري الأساس. وهذا ما نسعى إليه في برنامجنا...

وختمت بقولها "لأننا نؤمن أن الطفل طاقة تمشي على قدمين إذا أحسنّا إستغلالها سندهش العالم.."