الاقتصاد الأوروبي

من المتوقع أن تحصل لشبونة من الترويكا على مهلة في ما يخص مستهدف عجز ميزانية العام الحالي، وكان مفتشو الوفد الثلاثي قد وصلوا العاصمة البرتغالية للقيام بالمراجعة الخامسة الخاصة ببرنامج المساعدات البالغ 78 مليار يورو، ولتقييم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف العجز. وقد توافق الترويكا على تخطي عجز الميزانية حاجز 5% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، بالمقارنة مع المستهدف الأساسي عند 4.5%، ويذكر ان بعض الإقتصاديين يرى ان عجز الميزانية سيصل 6% هذا العام ، فيما تبقى البلاد على مسار التقشف، وسط مكافحتها الركود الإقتصادي القاسي.

من جهة أخرى أفادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه يتوجب على القادة الأوروبيين زيادة التنسيق مع بروكسل والبنك المركزي الأوروبي خلال الشهور المقبلة مع اقتراب أحداث مهمة. وأضافت بعد لقاء مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي في برلين أن حكومتها مقتنعة بأن المسار الذي اختارته هو المسار الصحيح، وأوضحت أن لديهم جدول أعمال طموح في الاسابيع المقبلة.

في حين أفاد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي أن البنك فد يضطر إلى اتخاذ تدابير استثنائية في بعض الأحيان من أجل تنفيذ تعهدات تقع في نطاق مسؤوليته للحفاظ على استقرار الأسعار، وهو ما يمثل ردا على انتقادات ألمانية لبرنامج شراء السندات، وأضاف في مقال له في صحيفة "دي تسايت" الألمانية أن المركزي الأوروبي سوف يبقى مستقلا وسوف يتصرف دائما في حدود مسؤولياته.

وأشارت "رويترز" إلى أن مسؤولين حكوميين وزعماء حزبيين أعلنوا أن القادة السياسيين في اليونان وافقوا بشكل عام على حزمة تقشف يطالب بها مقرضو البلاد لكن لم يقرروا بعد كيف يجري تخفيف تأثيرها على أصحاب الدخل المنخفض ومعاشات التقاعد. وتتعرض اليونان لضغوط لخفض الإنفاق بنحو 12 مليار يورو خلال العامين المقبلين لارضاء الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين أوقفا صرف أحدث دفعة من المعونة التي تهدف لتجنب إفلاس اليونان. وأفاد وزير المالية يانيس ستورناراس إن حزمة التقشف ستكون جاهزة الأسبوع المقبل لتقدم لوفد ثلاثي الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، وأضاف عقب اجتماع لزعماء الاحزاب الثلاثة المشاركة في الائتلاف الحاكم في البلاد لمناقشة الخطة "ثمة اتفاق سياسي على الحزمة. سيجري الانتهاء من الحزمة الأسبوع المقبل وتقديمها للوفد الثلاثي."

أما على صعيد المؤشرات فقد ارتفع مؤشر مناخ الأعمال الفرنسي في شهر آب إلى مستوى 90، علماً أنه كان قد سجل 89 في شهر تموز الماضي، كما ارتفع الإستثمار الفردي في فرنسا بنسبة 5% في الربع الثاني من العام الجاري، بالمقارنة مع ارتفاعه بنسبة 6% في الربع الاول.

وارتفعت مبيعات التجزئة في إيطاليا بنسبة 0.4% في شهر حزيران، بالمقارنة مع ارتفاعه 0.1% في أيار. وعلى أساس سنوي لم تشهد هذه المبيعات أي تغيير علماً أنها قد تراجعت 1% في حزيران من العام الماضي.

وكذلك ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في اليونان بنسبة 3.8% في تموز بالمقارنة مع ارتفاعه بنسبة 2.9% في تموز من العام الماضي.

بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا بنسبة 0.3% في شهر آب بالمقارنة مع ارتفاعه 0.4% في تموز الماضي. وكان من المتوقع أن يرتفع بنسبة 0.2%، وعلى أساس سنوي، ارتفع هذا المؤشر بنسبة 2.0% في آب مقارنة بارتفاعه 1.7% في آب من العام الماضي.

في حين تراجع مؤشر ثقة المستهلك في إيطاليا خلال شهر آب ليصل إلى مستوى 86، وفقاً لبيانات هيئة الإحصاء الوطنية "استات"، وذلك انخفاضاً من 86.5 في تموز. ويشار إلى أن مؤشر ثقة المستهلك يتراوح بين صفر و200 ويكون إيجابياً حين يكون فوق الـ100.

الأسواق الأوروبية

تراجعت تكلفة اقتراض ايطاليا من الأسواق في مزاد لسندات مستحقة الإسترداد بعد ستة شهور إلى أدنى مستوى لها منذ آذار الماضي، وكانت وزارة الخزانة قد استهدفت بيع تسعة مليارات يورو من تلك السندات التي شهد العائد عليها تراجعا إلى 1.585% من 2.454% في مزاد مماثل سابق أقيم في السابع والعشرين من تموز، في حين بلغ معدل التغطية 1.69 مرة ارتفاعاً من 1.61 مرة.

وتراجعت الأسهم الأوروبية بنهاية تعاملات اليوم بشكل طفيف بالتزامن مع عدم رغبة المستثمرين في المخاطرة، إذ أغلق مؤشر "يوروفرست 300" لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى على انخفاض بنسبة 0.02% عند 1085.97 نقطة.

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة الإسبانية بنسبة 0.38% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 7305.50 نقطة، ومع ذلك حقق سهم "بانكيا" أكبر المكاسب بنسبة 11.68% ليرتفع سعر السهم إلى 1.310 يورو، بينما كان سهم "اسيكيونا سا" أكبر الخاسرين بنسبة 1.92%.

بينما ارتفع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.07% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 7007.80 نقطة، حيث حقق سهم "فريسينيوس ميد اند كجاا اس تي" أكبر المكاسب بنسبة 0.94%، بينما كان سهم "ثيسينكروب اي جي" أكبر الخاسرين بنسبة 2.07%.

في حين انخفض مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 0.56% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 3412.50 نقطة، وكان سهم "بويجويس" أكبر الخاسرين بنسبة 8.95%، بينما حقق سهم "اس تي ام انكروليكترونيكس" أكبر المكاسب بنسبة 1.73%.

وكذلك انخفض مؤشر "FTSE" الإيطالي بنسبة 0.17% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 14967.00 نقطة، وكان سهم "بكا ام بي اس" أكبر الخاسرين بنسبة 5.35%، بينما حقق سهم "بانكو بوبولاري" أكبر المكاسب بنسبة 3.54%.

كما انخفض مؤشر "FTSE 100" البريطاني بنسبة 0.56% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 5743.53 نقطة، وكان سهم "غلينكور" أكبر الخاسرين بنسبة 3.76% ، بينما حقق سهم "رييد اليسفير" أكبر المكاسب بنسبة 1.86%.

الاقتصاد الأميركي

نما إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة خلال الربع الثاني بنسبة 1.7% بعد ارتفاعه 1.5% في الربع الاول. وارتفع مؤشر الناتج المحلي الإجمالي لأسعار المشتريات في الولايات المتحدة بنسبة 1.6% في الربع الثاني، وذلك مقارنة بارتفاعه 2.5% في الربع الاول. وكان من المتوقع أن يرتفع بنسبة 1.6%.

بينما تراجعت طلبات الرهن العقاري في الولايات المتحدة في 24 آب بنسبة 4.3% علماً أنها قد تراجعت بنسبة 7.4% في وقت سابق.

من جهة أخرى أظهرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية خلال الأسبوع الماضي خلافاً للتوقعات إذ أن مخزونات الخام باستبعاد الاحتياطي الاستراتيجي ارتفعت 3.78 مليون برميل إلى 364.52 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 24 آب، بينما تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 1.51 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 201.23 مليون برميل، في حين ارتفعت نواتج التقطير التي تشمل الديزل ووقود التدفئة 873 ألف برميل إلى 126.08 مليون برميل.

الأسواق الأميركية

تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بنهاية تعاملات اليوم بالتزامن مع توقعات بأن الإعصار أيزاك لن يلحق إلا ضررا محدودا بإنتاج النفط حيث تراجع سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم تشرين الأول بنسبة 0.87% إلى 95.49 دولار للبرميل عند التسوية.

وأنهت الأسهم الأميركية تعاملات اليوم على ارتفاع إذ ارتفع مؤشر "ستاندرد اند بورز 500" بنسبة 0.08% إلى 1410.49 نقطة، كما ارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.13% إلى 3081.19 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.03% عند 13107.48 نقطة.