الاقتصاد الأوروبي

ارتفع العرض النقدي "إم 3" على أساس سنوي في منطقة اليورو بنسبة 3.8%  في تموز علماً أنه بنسبة 3.2% في حزيران، وكان من المتوقع أن يرتفع بنسبة 3.3%.

على صعيد آخر تزور المستشارة الالمانية آنجيلا ميركل الصين في نهاية الاسبوع الحالي لتطلب من بكين أن تلعب دورا أكبر في حل أزمة منطقة اليورو. وقد أشارت مصادر حكومية أن الصين تساهم في حل أزمة الديون الاوروبية من خلال صندق النقد الدولي وأضافت أن ميركل ستطالب بكين بشراء ديون حكومية بشكل مباشر من الدول الاوروبية المتعثرة مثل ايطاليا وإسبانيا.

ومن جهته أعلن عضو مجلس الإدارة التنفيذي في البنك المركزي الأوروبي يورج أسموسن خلال كلمة ألقاها في هامبورج ان خطة شراء السندات الحكومية لن يتم تفعيلها من أجل تمويل الحكومات في دول منطقة اليورو. وأكد ان البنك لا يزال يعمل على التفاصيل الفنية للخطة دون تحديد موعد اطلاقها، في الوقت الذي تلقى فيه معارضة من البوندسبنك الألماني.

في حين طالبت وزيرة مالية النمسا ماريا فيكتر على ضرورة وضع آلية تسمح بطرد الدول المتعثرة من منطقة اليورو، وأضافت في مقابلة مع صحيفة "دي بريس" أن تطبيق آلية كهذه لن يكون ممكنا قبل خمس سنوات، لأن قرار كهذا بحاجة إلى لجنة عمل في البرلمان الأوروبي، وان يتم التفاوض بشأنه والتصديق والموافقة عليه في استفتاء في بعض الدول. وشددت على رغبتها في الحفاظ على وحدة منطقة اليورو والزام الدول المتعثرة على تطبيق اصلاحاتها، كما حذرت فيكتر من أنه من السهل للغاية الحديث عن خروج اليونان من اليورو مؤكدة على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار عواقب خطوة كهذه.

وبالتزامن مع ذلك أشارت تقارير اخبارية إسبانية إلى أن مقاطعة كاتالونيا الإسبانية قد طلبت من الحكومة خمسة مليارات يورو من صندوق مخصص للمناطق ذاتية الحكم، لكن دون املاء شروط مسبقة، ومن المتوقع أن يكفي المبلغ لسد عجز الميزانية االبالغ 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية عام 2012، بالإضافة إلى المساهمة في سداد الديون المستحقة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.

وفي سياق متصل أعلن وزير التنمية اليوناني كوستيس هتزداكيز في مؤتمر صحفي أن الحكومة تخطط لإقامة مناطق اقتصادية خاصة تهدف لجذب الاستثمارات من القطاع الخاص من أجل رفع عبء الديون الثقيل عن كاهل الاقتصاد الذي يعاني من الركود للسنة الخامسة على التوالي، حيث ستقدم تلك المناطق مزايا ادارية وضريبية للمستثمرين، وأشار إلى أن اليونان تجري محادثات مع المفوضية الأوروبية للحصول على موافقة على الخطوة، إلا أن بعض الشركاء يعارضون ذلك لأنه سيعطي اليونان ميزة تفضيلية عن الآخرين.

وفي اليونان أيضاً، وافقت الحكومة اليونانية على بيع إحدى طائراتها الثلاث ومنح ثمنها للقوات المسلحة، في إطار خطة التقشف والتوفير، فضلاً عن اعتبارها كتعويض عن عملية تقليص رواتب العسكريين. والطائرة هي من طراز "إمبراير" كان قد تم شراؤها قبل عشرة أعوام مقابل 27.5 مليون يورو، إلا أنها لم تكشف عن المبلغ الذي تتطلع الحكومة إلى الحصول عليه من عملية البيع، ومن المتوقع أن تتم إعارة طائرة أخرى من طراز "إمبراير" أيضا للقوات الجوية اليونانية كي يتم استخدامها كطائرة تدريب ونقل.

أما في إسبانيا تراجع الناتج المحلي الإجمالي الإسباني بنسبة 0.4% في الربع الثاني، علماً أنه كان قد انخفض بنسبة 0.3% في الفصل الاول من العام الحالي. أما على أساس، تراجع هذا الناتج بنسبة 1.3% في الربع الثاني بالمقارنة مع تراجعه بنسبة 0.6% في الربع المماثل من العام الماضي.

في حين أظهرت بيانات صادرة من البنك المركزي الأوروبي عن تراجع الودائع لدى البنوك المحلية الإسبانية في تموز، وذلك على الرغم من إعلان خطة بمئة مليار يورو لإنقاذها. وتراجعت تلك الودائع بنسبة 4.7% على أساس شهري في تموز، في الوقت الذي بقت فيه الودائع لدى البنوك الإيطالية دون تغيير تقريبا، وهبطت بنسبة 0.02%، بينما نمت الودائع في بنوك اليونان بنسبة 2% ليكون ارتفاعها الأول منذ آذار. هذا وقد أشار بنك إسبانيا إلى أن هذا الأمر لا يدعو إلى الفزع، إذ تعتاد الشركات دفع ضرائبها المستحقة في تموز، ومن ثم تعمد إلى سحب الأموال، بالإضافة إلى أن الأسر تميل إلى إنفاق المزيد من الأموال خلال أشهر الصين بالتزامن مع العطلات السنوية.

الأسواق الأوروبية

باعت وزارة الخزانة الإسبانية سندات بقيمة 3.6 مليار يورو وبأعلى من المستهدف عند 3.5 مليار يورو، في ظل توقعات بتحرك البنك المركزي الأوروبي للسيطرة على تحرك سندات ايطاليا واسبانيا. هذا وقد بلغ العائد المطلوب على أذون الخزانة لأجل ثلاثة شهور 0.946% انخفاضا من 2.434% في مزاد مماثل أقيم يوم الرابع والعشرين من تموز، وليكون أقل مستوى للعائد من 22 أيار. أما العائد المطلوب على سندات مستحقة الإسترداد بعد ستة أشهر فتراجع إلى 2.026% من 3.691% في الشهر الماضي.

بينما انخفض مؤشر البورصة الإسبانية بنسبة 0.95% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 7328.50 نقطة، وكان سهم "بانكيا" أكبر الخاسرين بنسبة 3.85% ليتراجع سعر سهم البنك إلى 1.17 يورو، بينما حقق سهم "ابينجوا" أكبر المكاسب بنسبة 3.88%.

كما انخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.69% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 6999.00 نقطة، وكان سهم "دويتشه بانك" أكبر الخاسرين للجلسة الثانية على التوالي بنسبة 2.08% ليصل سعر السهم إلى 27.34 يورو، بينما حقق سهم " هينكل اي جي اند كو كي جي اي اي في زيد" أكبر المكاسب بنسبة 1.47%.

وطرحت إيطاليا اليوم أذون خزانة بقيمة ثلاث مليارات و750 مليون يورو باستحقاقات متفاوتة الأجل، كما طرحت سندات ديون بقيمة 750 مليون يورو مستحقة السداد على خمسة وعشرة أعوام، وقد فاق الطلب على السندات المعروضة وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً على استجابة المستثمرين للطرح، وعقب طرح الأذون وصلت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشرة أعوام إلى 440 نقطة.

في حين انخفض مؤشر البورصة الإيطالية بنسبة 0.13% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 14993.01 نقطة، حيث كان سهم "DiaSorin SpA"  أكبر الخاسرين بنسبة 1.99%، بينما حقق سهم "يوبي بانكا" أكبر المكاسب بنسبة 4.89%.

وكذلك انخفض مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 1.00% ليغلق بنهاية تعاملات اليوم عند 3428.30 نقطة، حيث حقق سهم "اي دي اف" أكبر المكاسب بنسبة 1.16%، بينما كان سهم "ارسيلورميتال" أكبر الخاسرين بنسبة 2.50%.

وبشكل عام تراجعت الأسهم الأوروبية بنهاية تعاملات اليوم إذ انخفض مؤشر "يوروفرست 300" بنسبة 0.7% إلى 1088.28 نقطة، وهي أكبر خسارة يومية له منذ 21 آب الحالي، كما انخفض مؤشر "يوروستوكس 50" بنسبة 0.8% إلى 2442.37 نقطة.

وفي ضوء ذلك ارتفع اليورو لأعلى مستوى في الجلسة مقتربا من مستويات الذروة التي سجلها في الآونة الأخيرة أمام الدولار يوم الثلاثاء بعدما أعلن البنك المركزي الأوروبي أن رئيسه ماريو دراغي لن يحضر مؤتمرا لمحافظي البنوك المركزية مطلع الأسبوع المقبل في جاكسون هول، وصعد اليورو لأعلى مستوى في الجلسة عند 1.2562 دولار ارتفاعا من نحو 1.2540 دولار قبل أنباء عدم حضور دراغي لمؤتمر جاكسون هول لكثرة أشغاله. وسجلت العملة الموحدة أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 1.2590 دولار يوم 23 آب.

الاقتصاد الأميركي

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما  في كلمة ألقاها من البيت الأبيض ان العاصفة الإستوائية ايزاك خطيرة ويجب ان يتم التعامل معها على محمل الجد. وأشار الى ان فرق الطوارئء تبقى متواجدة على طول المسار المحتمل للعاصفة وإلى ضرورة استماع السكان في مناطق المسار لما يقوله المسؤولين المحليين مع ضرورة الإلتزام بمغادرة أمكانهم اذا طلبوا منهم ذلك.

وعلى صعيد المؤشرات، ارتفعت أسعار المنازل الأميركية خلال شهر حزيران الماضي للمرة الأولى منذ عامين إذ ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 0.5% بالمقارنة مع حزيران 2011، بينما انتظرت توقعات المحللين تراجعا طفيفا بنسبة 0.05%، ويأتي هذا الارتفاع بعد تراجع بنسبة 0.7% في آيار، ويعود هذا الارتفاع إلى تراجع تكاليف الرهن العقاري إلى مستوى قياسي منخفض مما ساهم في دعم الطلب.

بينما تراجعت ثقة المستهلك الأميركي بأعلى وتيرة لها منذ عشرة أشهر خلال آب، إذ تراجع مؤشر الثقة الذي تصدره مؤسسة "كونفرانس بورد" إلى 60.6 من قراءته المعدلة عند 65.4 نقطة في تموز، بينما انتظر المحللون ارتفاعا إلى مستوى 66، ويأتي ذلك بالتزامن مع التأثير السلبي لبقاء معدل البطالة فوق مستوى 8% منذ عام 2009، وعودة أسعار البنزين إلى الإرتفاع، بالتزامن مع الدخل المحدود للعديد من المستهلكين الأمر الذي جعلهم أكثر تشاؤما، وهو ما ينعكس سلبا على الإنفاق الإستهلاكي الذي يمثل حوالي ثلثي الناتج المحلي الإجمالي.

الأسواق الأميركية

ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف بالتزامن مع مع اقتراب الإعصار أيزاك من ساحل خليج المكسيك في لويزيانا مما أجبر الشركات في المنطقة على إغلاق منصات لإنتاج النفط ومصافي تكرير، حيث ارتفع الخام الأميركي تسليم تشرين الأول بنسبة 0.90% إلى 96.33 دولار للبرميل عند التسوية.

في حين أنهت الأسهم الأميركية جلسة اليوم بشكل مستقر نسبياً بعد تعاملات ضعيفة بعد بيانات اقتصادية متباينة، إذ تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.16% إلى 13103.15 نقطة، كما تراجع مؤشر "ستاندرد اند بورز 500" بنسبة 0.08% إلى 1409.32 نقطة، بينما ارتفع مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.13 بالمئة إلى 3077.14 نقطة.