قرار المحكمة ينعكس على البورصة

كسبت شركة" آبل" مؤخراً دعوى قضائية ضد شركة "​سامسونغ​" تتعلق بانتهاك براءات اختراع، ليتم تغريم الشركة الكورية بمبلغ 1.05 مليار دولار قابلة للزيادة، وبعد هذه الهزيمة القضائية ارتفع سهم "آبل" إلى مستوى قياسي جديد في تعاملات اليوم ليبلغ مستوى 680.87 دولار بينما تجاوزت خسائر سهم "سامسونغ" 7% ليكون الهبوط اليومي الأكبر له في أربع سنوات، لتنخفض بذلك القيمة السوقية للشركة بمقدار 12 مليار دولار.

وخلال اجتماع لمدراء "سامسونغ" عقب صدور القرار أصدرت الشركة مذكرة داخلية لموظفيها أوضحت فيها أنها اقترحت في البداية التفاوض مع "آبل" لتجنب الدعاوى القضائية لأنها واحدة من أهم عملائها، لكن "آبل" اجبرت الشركة الكورية إلى رفع دعوى قضائية مضادة بعد تفضيلها خيار الوقوف في المحكمة، وعلى الرغم من صدور الحكم ترى الشركة أن قرار المحكمة الأميركية الأخير يتناقض بشكل كبير مع قرارات محاكم أخرى في هولندا وألمانيا وبريطانيا، ولذلك فإنها تعتزم استئناف الحكم الصادر ضدها.

الوجه الثاني للعلاقة بين الشركتين

هذه المعارك القضائية ليست الوجه الوحيد للعلاقة بين الشركتين، فـ"سامسونغ" هي المورِّد الوحيد للمعالجات الدقيقة لأجهزة "آي فون" و"آي باد" التي تصنعها "آبل"، كما أنها تورِّد لها أيضاً شرائح الذاكرة من نوعي "دي رام" و"ناند" إضافة إلى الشاشات المسطحة المستخدمة في أجهزة "آبل"، إذ تشكل منتجات "سامسونغ" نحو 26% من مكونات جهاز "آي فون". 

ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة "مورغان ستانلي" فإن مبيعات "سامسونغ" من مكونات الأجهزة قد تبلغ 13 مليار دولار العام المقبل ومن المتوقع أن تحقق أرباحاً تشغيلية قدرها 2.2 مليار دولار، وهو ما يعادل 8% من إجمالي الأرباح التشغيلية المتوقعة للعام المقبل، ولذلك يبدو جليّاً أن عقود التوريد موضوع منفصل عن الدعوى ولن تشهد أي تعديل في المستقبل القريب.

وفي ضوء ذلك وبالتزامن مع النمو الكبير في الطلب على الهواتف المحمولة أعلنت "سامسونغ" الأسبوع الماضي عن استثمار 4 مليار دولار لتعزيز إنتاجها في مصنع الشرائح في الولايات المتحدة حيث يتم تصنيع شرائح جهازي "آي فون" و"آي باد"، وذلك بعد أن أعلنت الشركة في الشهر الماضي عن اسثمار مبلغ 2 مليار دولار في بناء مصنع جديد للشرائح وتحويل خطوط إنتاج الشرائح الحالية إلى تصنيع الشرائح المنطقية لتشغيل الاجهزة المحمولة.

لكن، تبدو "سامسونغ" بحاجة "آبل" أكثر من حاجة الأخيرة إليها، إذ تسعى "آبل" لتوسيع سلسلة التوريد الخاصة بها لتقليل اعتمادها على "سامسونغ"، بينما تواجه الشركة الكورية خطر فقدان الثقة فيها بعد قرار المحكمة هذا، وكانت "رويترز" قد نشرت في وقت سابق أن "البيدا ميموري" اليابانية باعت أكثر من نصف إنتاجها من شرائح "دي رام" إلى آبل"، وبالمقابل تسعى "سامسونغ" أيضاً قاعدة عملائها لتقليل اعتمادها على "آبل" وتضيف شركات جديدة مثل "كوالكوم".

طرف ثالث في المعادلة

هناك مستفيد آخر من قرار المحكمة رغم أنه لم يدخل قاعتها، إذ قبيل استعدادها لدخول سوق الأنظمة الذكية بنظام "Windows Phone 8" قد تتستفيد "مايكروسوفت" من هذا القرار أكثر من غيرها، فقد أظهرت بعض التقارير مؤخراً "ويندوز فون" سيكون منافساً أقوى في السوق الأميركي دون وجود "سامسونغ" في حال حصلت "آبل" على قرار بسحب أجهزة "سامسونغ".

إذاً، بقدر ما تبدو العلاقة بين "آبل و"سامسونغ" متشابكة ففي الطرف المقابل توجد مصالح لشركات أخرى تنتظر خسارة أحد طرفي الصراع لتحقيق مصالحها الخاصة، والتي لن تظهر فعلياً إلا بعد صدور قرار محكمة الاستئناف.