أراد أن يتخصص في مجال الطب إلا أن الظروف شاءت أن يتخصص في مصلحة الطيران والسفر والمحاسبة لاستلام وكالة السفر التي أسسها والده في اربعينات القرن الماضي. تعلم في الحياة وثابرحتى وصل إلى ما هو عليه اليوم كصاحب شركة "يونس ترافل"ورئيسها.

للاضاءة أكثر على مسيرته الغنية، كان للاقتصاد لقاء مع صاحب شركة "يونس ترافل" روبير يونس.

- ما هي أهم المحطات التي مريت بها حتى اليوم؟

تلقيت دروسي في مدرسة القلبين الاقدسين - الفرير في الجميزة، وكان توجهي حتى صف الباكالوريا - القسم الثاني نحو التخصص في مجال الطب. وكان والدي قد أسس وكالة "يونس للسفريات" في بيروت منذ العام 1945 وشاءت الظروف أنأغيّر توجّهي في آخر سنة مدرسية لي،فتوجهت للتخصص في مجال المحاسبة في معهد "Pigier" الفرنسي في بيروت.

وفي وقت لاحق، انتقلت إلى التخصص في مجال الطيران والسفر عبر المركز العالمي للطيران (IATA) من خلال المراسلة بواسطة طيران الشرق الاوسط.، وكان الهدف إتقان موضوع الطيران بكفاءة مهنية، واحترافية عالية، حتى بدأت العمل الفعلي في هذا المجال عام 1970.

وعندإنشاء وكالة "يونس ترافل" والتي كان مقرها في منطقة البرج في بيروت، كانت تهتم بكل ما يتعلّق بالهجرة والسفر،خاصة في حقبة كان فيها لبنان يشهد هجرة شرعية كثيفة نحو أستراليا، وأميركا، وأفريقيا وأميركا الجنوبية. وكان الناس حينها يهاجرون إلى الخارج عبر السفن،فيصلون الى مرسيليا في ايطاليا وينتظرون من أسبوع إلى شهر كي ينتقلوا في سفن أخرى الى وجهاتهم المقصودة. كما أن حركة الطيران حينها لم تكن رائجة كثيراً. وكان هدف المهاجرين تحسين أوضاعهم المعيشية وقد بنى الكثير من زبائننا مؤسسات كبيرة في الخارج.

عندما استلمت الشركة كانت المصلحة قد بدأت بالتحول إلى الـBusiness people حيث إن صاحب العمل يسافر لتفقد مصالحه في الخارج ويتابع تجارته حول العالم. ومؤخراً، تخصصت إبنتي في الجامعة اليسوعيةفي مجال السياحة،ودخلت الشركة ونحن نحوّل العمل الى وجهة السياحة، ونساعد الزبائن في ارسالهم الى أي وجهة يريدون.

- ما هي الصعوبات التي واجهتها؟

تُعتبر مصلحة الطيران من أنجح الأعمال في مجالها، لأنها لا تسمح بإيجاد روتين فيها وهناك استكشاف دائم لكل ما هو جديد، كما أنها تسمح بلقاء أشخاص من كل أنحاء العالم ومن كل الفئات والمستويات كالمحامين، والصناعيين، والمهندسين، والاطباء، والمزارعين وغيرهم. ويجب علينا أن نكون واضحين في العلاقة مع الزبون والعمل معه،وأن نكسب ثقتهم. كما يجب أن يكون لدينا مصداقية مع أنفسنا كي نستطيع أن نكون صادقين مع الزبائن،إضافة إلى المحبة والإخلاص للعمل كي ننجح.

ومن أبرز الصعوبات التي واجهتها، هي روتين الحياة والإدارة،فلا يمكن الحصول على أي شيء في هذه ا الحياة بالسهولة التامة.

- ما هي الصفات التي تتميز بها شخصيتك والتي من خلالها يمكن أن تتخطى الصعوبات؟

أعتقد أنني أملك محبة لعملي ولعائلتي ولاصدقائي لأنها تطغى على كل شيء، ومن خلالها، أستطيع أن أبني أسساً متينة من الوفاء لبعضنا البعض، وبالتالي بناء جسور إجتماعية للمشاركة فيما بيننا.

- هل تعتبر نفسك انك حققت كل ما حلمت به ام ان هناك المزيد تسعى الى تحقيقه؟

إذا نظرت إلى الوراء، أجد نفسي أنني حققت الكثير من الأشياء في حياتي،إلا أن طموحي يفرض عليَّ أن أقوم بأعمال أكثر. بعيداً من جو العمل في الشركة، أحب أن أمارس هواية الزراعة والتعلق بالارض من خلال إهتمامي بقطعة أرض أمتلكها في قريتي.

- ما هي المشاريع المستقبلية؟

مع دخول ابنتي التي تمثل الأمل والمستقبل للشركة، أسعى معها إلى الإنتقال إلى عالم التطور الألكتروني، حتى نكون مواكبين للتحديث والتطور، فنحن بتنا اليوم ضمن قرية عالمية واحدة بعيدة من الوكالات والحصريات، وندخل في كل ما هو جديد وعصري.

- كيف ترى الوضع السياحي في لبنان؟

نطمح كي يصبح للبنان مقومات سياحية متينة،خاصةأن شعبه مضياف، ومأكولاته لذيذة، ومناخه جميل،إلا أن هناك من يسعى دائماًإلى تحطيم آمال شعبه من خلال المشاكل المفتعلة، كمقالع الصخور غير المنظمة، وأزمة النفايات وغيرها من الأزمات المتتالية. يجب تأمين الإستقرار وتجهيز الطرقات بشكل مناسب،إضافة إلى كابلات الهواتف وغيرها. في سريلانكا مثلاً، وبعد حادثة التسونامي التي اجتاحتها منذ سنوات عديدة، بدأت السلطات المحلية بتقديم خطوط هاتف خلوية مجانية لكل سائح تطأ قدمه أرضها، لأنه في حال حدوث أي مكروه يستطيع السائح أن يتواصل معها ومع أهله، وهذا بعيد كل البعد عن لبنان،حيث إن كلفةالعيش فيه أصبحت عالية جداً.

- ما هي كلمتك للشباب اللبناني؟

الشاب اللبناني سيبقى مظلوما لو مهما فعل لأن مقومات الحياة معدومة في هذا البلد، وعندما يدخل إلى الجامعة ويتخصص في مجال معين، ويتخرج، بعدها يملك طموحاً كبيراً يصطدم بالواقع في سوق العمل. ولبنان لا يقدم لشبابه الذكي والطموح أي فرصة أو مقومات للعيش فيه. والشباب اللبناني يضحي كثيراً من أجل تأمين حياة كريمة له، ولتأسيس لمستقبله من خلال العمل في شركتين أو أكثر ولا من توجيه تقدير له، وللصبية اللبنانية حيث يشكلان ثنائيةً مثاليةً، إلا أنه يجب أن تُفتح أمامه الفرص.

- ماذا تقول للشباب الذين يتخصصون في مجال السياحة والسفر؟

أقول لهم إن هناك نقصاً حاداً في المتخصصين في مجال الطيران. وهذا التخصص ليس موضوع بيع بطاقة سفر وعدمه، ومن يريد أن يعمل في مكتب سفريات عليه أن يكون على علم بكل شيء، وأن يكون كمستشار للزبون، ومكتب السفر هو مستشار إلا أنه لا يتم الاعتراف بهذا الدور في لبنان،حتى أن البعض يذهب في وصفها كـ"commissionaire". عندما يأتي الزبون إلى المكتب. فعلى الموظف أن يساعده في اختيار وجهة سفره من خلال دراسة ملفه ومعرفة تطبيق رغباته. فهناك الكثير من المتخصصين يستطيعون العمل في هذه المهنة وتأمين مستقبل لهم.