دائما ما يسعى جون أوليفر في برنامجه لفضح الصناعات المشبوهة غير المنظمة التي تستغل الضعفاء من المستهلكين، وقد خصص حلقة الأسبوع الماضي عن تجّار الدّيون. وأوليفر هو ممثل كوميدي ومقدّم برامج تلفزيونية بريطاني الجنسية. وهو مقدِّم معروف على نطاق واسع في الولايات المتحدة نظراً لاستضافة قناة HBO برنامجه Last Week Tonight، إضافة إلى عمله في برنامج The Daily Show مع جون ستيوارت.

إختار أولفر شراء الديون موضوعاً لحلقته أمس، وأشار في حلقته الى معلومات نقلاً عن المجلس الاحتياطي الاتحادي ، تفيد أن الأميركيين يحملون ديوناً بما مجموعه 12 تريليون مليار دولار، ومنها 436 مليار ديوناً واجبة، أي مضى أكثر من 90 يوما بعد تاريخ استحقاقها. وتبيع البنوك في كثير من الأحيان ديون العملاء لطرف ثالث، من الشركات التي تشتري الديون مقابل جزء قليل مما تستحق. وبامكان هذه الشركات بعدها الذهاب لتطلب من المستهلك المثقل بالديون أن يسدد المبلغ كاملاً. (تفيد أكبر شركات شراء الديون، " Encore"، أن 1 من كل 5 من الأميركيين إما مدينون لهم بالمال، أو كانوا مديونين لهم في الماضي).

وعلى حد تعبير أوليفر فإن شراء جميع الديون هو عمل "وسخ" يحتاج إلى المزيد من الرقابة. وإليكم الأسباب التي ذكرها أولفر:

-البنوك تبيع الديون إلى أطراف ثالثة "كما هي" و "بكل عيوبها"

تبيع البنوك الديون لـ"شركات شراء الديون" بشيء من الحشمة حتى لا تذهب بكيس القمامة إلى الزقاق فهي تحتفظ بما فيه من وثائق ممزقة وسكريات مغلفة. ولا شيء يفحص، كما تأتي المعلومات عادة على شكل جداول البيانات "إكسل" تحمل أسماء وأرقام الضمان الاجتماعي، وأرصدة الحسابات والديون غير المسددة.

الآن، وهذا قد يبدو صادماً، لكن هذه الديون التي تباع في كثير من الأحيان لم تعد موجودة. حتى أن هناك اسم لها: "ديون الزومبي". وهي الديون التي تمت تصفيتها عن طريق الإفلاس أو أنها قديمة جداً بحيث لا يمكن المقاضاة على أساسها، أو التي تم دفعها بطرق ملتوية. لا يهم بأي حال. فهم الآن في أيدي المشترين للدين الذين سيلجؤون الى أي وسيلة لحصد هذا الدين.

-محصلو الديون لا يرحمون

بعض الوسائل لـ"شركات شراء الديون" أو لوكالات التحصيل التي توظّف بهدف جمع الاموال كما يعددها أوليفر:

• التهديد بالقتل.

• التهديد بإيقاظ كل الجيران في المبنى.

• نعت الشخص أنه فاشل وانتظاره ليقفز أمام قطار ما.

• تهديد الشخص باعتقال كلبه أو إطلاق النار على الكلب أوأكل الكلب.

• معرفة مكان عمل الشخص ودعوة رئيسه إلى المنزل.

• التظاهر بأنهم وكالة حكومية.

المثير للاهتمام هو أن لا شيء مما سبق قانوني بطبيعة الحال، لكن شراء الديون لا يجذب الأنبل والأشرف من الشركات. فالالتفاف على القانون هو جزء من العمل. ووفقا للجنة التجارة الإتحادية، في عام 2014 قدّم المستهلكون والسلطات الإتحادية المعنية 280 ألف شكوى بخصوص تحصيل الديون.

-وسيدعون أنهم يريدون أخذك إلى المحكمة

طريقة الدّين الأكثر شيوعاً والمستخدمة من محصّلي الديون للحصول على أموال هي أخذ الناس إلى المحكمة ... أو على الأقل التظاهر وكأنهم يريدون أخذ الناس إلى المحكمة. فوفقا لهيومن رايتس ووتش، فهم "من بين أعنف الأفراد المستخدمين لأنظمة محكمة الدولة"، وفي بعض المدن، "عثر عليهم يعدون الملفات أكثر من أي من الحالات الأخرى من الدعاوى".رغم ذلك فالأمر كله حيلة. اذ يتم تجميع الملفات على أمل ألا يظهر المستهلك في المحكمة، ما يعني أنه سيضطر لدفع الديون.

-إنه لمن السهل جدا أن تصبح مشتري الديون

معظم الدول تسمح لك بشراء الديون من دون ترخيص، والعديد منهم تسمح لك بتحصيل الديون كذلك من دون ترخيص. وكما يصف أوليفر الأمر، فإن "أي أحمق يمكن ان يفعل الأمر." وهذا ما دفع أوليفر بنفسه لفعل ذلك. وكان قادرا على البدء بتأسيس شركة دعت المحتفين الأساسيين لاسترداد الأصول Central Asset Recovery Professionals (أو CARP - سمك الشبوط)، وعين نفسه رئيسا. ثم اشترى ما يقرب من 15 مليون دولار من الدين بنحو 60000 دولار فقط. ولكن بدلاً من جمع هذا المبلغ، قرر أوليفر أن يسامح به، ما جعل ليلة الأحد الفائت تظهر مع أكبر الهبات في تاريخ التلفزيون. "فلتأكلين قلبك، أوبرا".

والملفت أنه رغم الطابع الكوميدي للبرنامج، فإن أوليفر يأتي بضمون جدي ويحاول فعلاً أن يرتب المعطيات التي يجمعها ليقدم تفسيراً منطقياً لواقع مهنة شراء الديون.