كثر الحديث عن الزفاف الأسطوري لنجل الوزير ​غازي العريضي​،  عمر العريضي على الشابة السورية ريّا الهندي، ولا تزال مواقع التواصل تضج بهذا الموضوع على الرغم من مرور أسبوعين على هذا الحدث.

الزفاف الأسطوري الذي وصلت ميزانيته  الى قرابة 12 مليون دولار أميركي، صدم الجمهور اللبناني الذي يلامس25 % من شعبه خط الفقر فيما البطالة وصلت في البلد إلى 30%، والجميع إنتقد هذا البذخ والإسراف والكل تساءل   من أين للوزير هذه الميزانية الضخمة. وكيف لإبن وزير كان استاذا وصحافياً في السابق وأصبح وزيراً فيما بعد أن يجني كل هذه الأموال؟!.

قد يبرر البعض بأن للوزير الحق بفرحة إبنه وانه حر في امواله وما يصرف، لكن السؤال الوجيه هو إذا كان راتب الوزير في لبنان لا يتجاوز الـ14 مليون ليرة، وفي حالة العريضي كونه صحافي  ويتقاضى حسب المصادر مبلغ 5 ملايين ليرة، فهل هذا المدخول يسمح لوزير بجمع مبالغ وثروات طائلة بفترة قصيرة نوعاً ما خاصة أنه لم يكن رجل أعمال ولم يرث الأموال من عائلته المتوسطة في بلدة "بيصور" (قضاء عاليه)، لذا كان التساؤل سيد الموقف عدا عن علامات التعجب، مع العلم أن الرئيس السابق نجيب ميقاتي إحتفل بزفاف إبنه منذ  سنة، وقد كلّفه يومها الحفل الأسطوري الذي أقيم بين لبنان والمغرب قرابة الـ25 مليون دولار أميركي.

ورغم الإنتقادات الواسعة التي طالته إلا ان البعض فهم بأن ميقاتي رجل أعمال قبل أن يكون رئيس ورغم ذلك إعتبرت غالبية ساحقة من اللبنانيين أن هذا تبذير في وقت  تعاني منطقته (طرابلس) من الفقر المدقع والإهمال المقصود، وتزامنا مع إنتخابات البلدية في المنطقة عاد بعد الناشطين الحديث عن هذا الموضوع،  ولذا حمّل هؤلاء خسارة ميقاتي والصفدي والحريري هذه  كونهم لم يلتفتوا إلى مدينة الفيحاء فيما عاشوا وأولادهم برخاء كبير.

ضيافة 150 بـ ألف دولار اميركي

بالعودة إلى زفاف عمر غازي العريضي الأسطوري، فقد علم من مصادر متعددة بأن كلفة الضيافة المؤلفة من علب شوكولا وصلت قيمتها إلى الـ150 ألف دولار اميركي، هذا اذا لم نذكر  الطعام  والفاكهة ولم نصل بعد إلى تكلفة الديكور في 3 صالات، والإضاءة ومهندسي الصوت ولم نتكلم عن أجور الفنانين اللذين أحييوا الحفل ولا فساتين العروس المتعددة ولا حجز صالات....

أيام وليالي لهذا الزفاف ... والتكاليف المخيفة

وفي التفاصيل، أقيم الزفاف على مدى ثلاثة أيام كما ردد بعض العارفين بالموضوع . والأوّل كان في الجبل (بيصور)  بحسب عادات وتقاليد أهل هذه المنطقة اقتصر على حضور افراد العائلة والاصدقاء.

أما في الليلة الثانية، فقد أقيم الحفل الأسطوري في البيال، بحضور 800 شخص،  بينهم شخصيات سياسية كالنائب وليد جنبلاط والنائب ستريدا جعجع والوزير وائل أبو فاعور، وطوني سليمان فرنجية، وتيمور وليد جنبلاط  وزوجته ديانا زعيتر.

وحملت  اطلالات العروس  توقيع المصمم اللبناني والعالمي رامي القاضي، وارتدت في الليلة الكبيرة ثوب زفاف طوله أكثر من سبعة أمتار ولم تكتف العروس بثوب زفاف واحد في السهرة الثانية، فعند منتصف الليل، بدّلت ريا فستانها واختارت قطعة ثالثة تحمل توقيع قاضي أيضاً. أحيى العرس المغنّي جو أشقر الذي أدى أغنية كتب كلماتها الوزير العريضي. إضافة إلى فرقة أجنبية جاءت خصيصاً لإحياء الحفل الغنائي . على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يسلم العريضي الأب من انتقادات الناس الذين تساءلوا "من أين لك هذا؟"،  وتساءل البعض بتهكم  حول  إذا ما كان العريضي بالفعل "إشتراكياً"؟.

بالأرقام هذه التكلفة الواقعية

إنتقاد العريضي لن يفيد بشيء في بلد مثل لبنان، ولن يثني رجال سياسة وأحزاب من دفع تكاليف باهظة مستقبلاً اكثر مما دفعه العريضي على زفاف نجله، فالجميع يعلم أن كلفة غداء لدى نائب تصل إلى الـ5 ألف دولار فما بالك بزفاف أو حفل عيد ميلاد أحدهم أو احد أبنائهم أو احفادهم.

بالنسبة إلى صالة "البيال" وحدها، يصل تأجير إحدى صالاتها ما لا يقل عن الـ50 ألف دولار أميركي بحسب الصالة وعدد الطاولات، تشمل ضيافة محددة وفي حال طلب المشرفون على الزفاف المزيد من الأطعمة والمازات فقد تصل الفاتورة إلى 80 ألف دولار اميركي، وقد حاول موقع "الإقتصاد" التواصل مع قسم العلاقات العامة في "البيال" لمعرفة تكاليف زفاف عادي فكان الرد "لا نعطي اجوبة على الهاتف ونفضل مجيئ المعنيين للتباحث والمناقشة  لان كل صالة وكل طلبية بسعر".

وهنا لم نتطرق إلى فرقة الزفّة، والتي لا تقبل عادة بأقل من 500 دولار هذا في حالة  العرس الشعبي جداً فماذا عن الزفاف الأسطوري، وهنا حاولنا التواصل مع عدد من فرق الزفة المعروفة في لبنان، وقد اجمع معظمهم بانه يمكن أن تصل تكلفة الزفّة نحو الـ5 الف دولار اميركي.

اما المفرقعات التي عادة ما تزين الأعراس، فبحالة العريضي لن تقلّ عن الـ20 ألف دولار بتاتاً لا بل اكثر وهذا بشهادة أهم مؤسسة معروفة في بيروت ولبنان عامة على صعيد بيع المفرقعات الخاصة بالأعراس. 

وإذا إحتسبنا  الزفاف الأول الذي أقيم في بلدة العريس، ولم نحسب قيمة الذبائح والضيافة، ولكن أحد سكان البلدة قال للـ"الإقتصاد" بان الضيافة والغداء والعشاء على مستوى   وربما كلفهم الامر في الليلة الأولى حوالي الـ30 ألف دولار مع إحتساب كلفة النوادل والطباخ واجرة الصالة ومهندس الصوت والفرقة الموسيقية وفرقة الزفّة وما إلى ذلك من إمتيازات زفافية خاصة.

بالنسبة إلى فساتين العروس، بدءاً من فساتين السهرة الأولية وصولاً إلى السهرة الرئيسية فالأسعار معروفة للجميع، ولكن في حال قام أحد المصممين المعروفين بتصميم الفساتين بما فيها فستان الأبيض فهذا لن يقلّ عن الـ120 ألف دولار أميركي في أبسط الأحوال (كما أكّد احد المصممين الذي فضل عدم الكشف عن إسمه)،  فكيف لزفاف يصل طوله 7 أمتار.

وفي هذا الشق، خرجت عروس العريضي إلى الإعلام لتبرر موضوع الفستان قائلة بانه لم يكلفها كثيراً وان المصمم العالمي رامي القاضي قدمه لها هدية!!!!!.

وهنا السؤال هذه الهدية كانت مجانية ولاي سبب مثلاً؟ وهل مقابل هذه الهدايا من فساتين وفساتين العائلتين لا يقابله أي لقاء مادي كعربون محبة على سبيل المثال؟

تجدر الإشارة إلى ان العريضي والميقاتي ليسا هما الوحيدان على ساحة  البذخ السافر على زفاف أولادهما فهناك العديد من السياسيين اللبنانيين فهناك زفاف إبنة النائب السابق ورجل الأعمال عصام فارس، وهي خبيرة المجوهرات نور فارس على الشاب الكسندر خوام في حفل امتد على 3 أيام في مدينة دوفيل في منطقة النورماندي في فرنسا بحضور أكثر من ألف شخص انتقلوا بالطائرات على نفقة عصام فارس. في عقد القران والسهرة الختامية ارتدت العروس نور فارس 3 فساتين زفاف من تصميم Giambattista Valli.

ختاما فان زفاف ابن الوزير العريضي الاسطوري أو العرس الحلم يستحق بجدارة ادراجه في قسم ترف في موقع "الأقتصاد".