من دون شك لم يكن الشاعر يفكر بأسماء شركات ورموز حينما كتب المقطع الشعري الشهير: "That which we call a Rose/By any other name would smell as sweet". ولم يكن ينوي أن يربط hسم الشركة بأدائها في سوق الأوراق المالية.

"FB" أو لا؟ كان هذا سؤال شركة "​فيسبوك​". وبالتأكيد ليس هناك من سبب يدعو للوم الأداء الرديء لإمبراطورية "مارك زوكربيرغ" للشبكات الإجتماعية في الأشهر الثلاثة منذ الطرح العام الأول لحالة تعميد عنيفة للرموز. لربما هبطت الأسهم بنسبة 50% لكننا لا نستطيع أن نلوم رمز "ف.ب." نفسه.

ربما يجب علينا ذلك

ما المغزى من الإسم؟ الكثير على ما يبدو. تشير الأبحاث إلى أن الأسهم ذات الأسماء الجذابة تتفوق على تلك ذات الأسماء "المزعجة" مباشرة بعد الإكتتاب العام. إنها مسابقة جمال، إلا أن ما يعتبر جمال أخآذ هو سهولة معرفة رمز الأسهم. بمعنى آخر، إذا لا تستطيع لفظها لا تشتريها!

حقوق التسمية

الأعمال الأدبية في هذا المجال، والتي ليست بكثيرة، تبدأ بمفاهيم واضحة ومعقولة، أهمها أن إيجاد النجاح عند مواجهة خيارات معقدة يلخص بالإحتكاك العقلي. لذا عند اختيار أسهم متنافسة ابحث عن الرمز المؤشر الذي يبقى في ذهنك، على الأقل على المدى الفوري.

في هذه المرحلة، قد يبحث الأشخاص عن طرح عام أولي سابق لإثبات هذه النظرية. شركة "لينكد إن"؟ رمز السهم "LNKD"، وهي بالتأكيد تحصى كما يقال وكذلك الأسهم التي تضاعفت خلال أول تداول للشركة في ايار 2011. وأضافت شركة "غروبون"، رمز السهم "GRPN"، أكثر من 31% على تقييمها. وهناك أيضاً "مانشستر يونايتد"، رمز السهم "MANU". الأداء؟ ليس بالكثير تماماً مثل أداء الفريق في الموسم الأخير.

ولكن ماذا عن تلك الشركات ذات الأسماء الصعبة اللفظ؟ فقد ارتفعت قيمة السهم لشركة "M/A-COM Technology Solutions Holding Inc." بنسبة 8% في يوم الإفتتاح، وهذا من المنطقي إذ أن الرمز "MTSI" يقرأ بسهولة حتى لو أن الاسم الكامل بعكس ذلك.

من ناحية أخرى، هبطت قيمة سهم شركة "PennanPark Floating Rate Capital Ltd."، رمز السهم "PFLT"، بنسبة 11% في يوم التدوال الأول للشركة. وماذا كنت تتوقع غير ذلك؟

"هل بإمكانك قرأة بريد إلكتروني بسهولة أكبر لو أرسلته لك بحروف وحجم عادي، أو إن كان بحروف مائلة وبحجم أصغر"؟

ويقول الأستاذ في علم النفس والتسويق في "جامعة نيويورك" آدم آلتر "إن لكل منا انطباع يختلف عن الآخر بحسب سهولة فهم المعلومات". وآلتر هو المؤلف المساعد لدراسة تبحث في العلاقة بين الفصاحة وأداء الأسهم.

ويضيف، "يعطي الناس الأهمية الكبرى للأرقام التي تظهر أمامهم عند اتخاذ قرار ما، غير أن ما يحصل في خلفية الذهن هو يسير الخيار."

ويكتب "آلتر" وشريك البحث "دانيال م. أوبنهايمر"، وهو أستاذ في جامعة "لوس انجلس" في "كاليفورنيا"، أنه "فيما يغوص المحللون الماليون في الفرق في أداء صناعات وقطاعات السوق، فإن مبدأ نفسي بسيط يقطع هذه الفئات ويتكهن ببساطة وقوة أن االشركات ذات الأسماء السهلة اللفظ، مثل "Barnings Incorporated"، ستتفوق على الشركات ذات الأسماء الصعبة اللفظ مثل "Aegeadux Incorporated".

وفي دراسة سويسرية منفصلة أجريت في جامعة "بازل"، مرتكزة على أعمال "آلتر" و"أوبنهايمر"، تبين أن "الشركات التي لديها تصنيف أسماء أفضل تختبر عائدات أولية أكبر عند الإكتتاب العام، ولكنها أيضاً تختبر عائدات أسهم كبيرة لدرجة غير طبيعية حتى عشرة أيام من الطرح الأولي."

ولكن يقول "راغافيندرا راو"،أستاذ مادة التمويل في جامعة "كامبريدج"، أن المشكلة في هذا النوع من الدراسات هو عدم وجود ما يسميه "تقنية إقتصادية سليمة" كامنة وراء هذه الظاهرة.

يقول "راو" أن "التجارة تعتمد على الإختلاف في الآراء حول القيمة الحقيقية للأسهم. وبالرغم من ذلك، لو افترصنا أن هناك عدد من المستثمرين الذين يبيعون ويشترون فقط أسهم تلك الشركات التي يمكنهم لفظ أسمائها، فإن حجم التجارة سوف يزيد (إذ أنها الأسهم الوحيدة). لكن لماذا قد تتأثر الأسعار؟" ويضيف "إلا إذا كان مستثمرون الأسماء متفائلون أكثر من أولئك الذين لا يتداولون بحسب سهولة الأسماء (وهذا مستبعد)، أو لو كان بعض المستثمرين يتعاملون مع حجم التدوال على أنه مؤشر على قيمة الأسهم، فلا تأثير على الأسعار. وبكلا الحالتين، فإن العبء يقع على عاتق الباحث لإثبات التقنية  المتبعة."

ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى بعض العشوائية في قرارات الإستثمار لدى البعض.قبل بضع سنوات مضت، أصدرت مجلة "New Yorker" في أحد أعدادها رسماً كاريكتورياً لرجل في "مانهاتن" يركض وراء قبعته بعد أن طارت عن رأسه، وفي أسفل الصورة التعليق التالي: "تتعثر الأسهم من جراء تفاعل الأسواق المالية مع رجل يفقد قبعته في شارع "Broadway" و"Forty-Second".

لم ترد شركة "فيسبوك" على السؤال حول قرارها باستعمال "ف.ب." كلقبها. وبعكس رمز "Zipcar Inc." السهل "ZIP" – ارتفعت قيمة أسهمها 56% في أول مشاركة – تبقى الأسئلة حول كيفية لفظ رمز شركة "فيسبوك".

"FB"؟

بالطبع، قد يكون تقبل السوق لرمز شركة "فيسبوك" أفضل لو اخاترت الرمز "LIKE".