من بعلبك إلى إيطاليا، نجاحٌ لبناني وإسم لمع من رحم الغربة، إنّه البروفيسور حافظ حيدر الحاصل على عدة جوائز  عالمية مهمة عن أعماله الأدبية، والمرشّح رسميًا لنيل نوبل للسلام للعام 2016، من قبل هيئة رجال القانون والدستور للبيئة التي تضمّ العديد من رؤساء والنواب الأوروبيين ومدراء الأبحاث والعلماء في إيطاليا، ودعمت ترشيحه جمعيات ثقافية وسلمية، وذلك بعد مسيرة طويلة طبعت بالتعليم والجوائز الأدبية حتى حاز على وسام فارس الجمهورية الإيطاليّة.

في خضم الحرب اللبنانية هاجر حيدر بلده الأم متوجهاً إلى إيطاليا ليتخصص في مجال التوثيق والمعلومات، وخلال وجوده في لبنان عمل في المسرح الوطني مع الفنان الراحل الكبير"شوشو" (وهو إبن خالته).

في حديث خاص مع "الإقتصاد" يروي البروفسور حيدر مسيرة حياته من لبنان إلى إيطاليا :

- من هو حافظ حيدر وكيف كانت البدايات؟

ولدت في بعلبك ودرست في بيروت  تلقيت دروسي الأولى في بيروت،  وعملت لفترة بمجال التمثيل المسرحي مع الراحل "شوشو" وهو إبن خالتي، وبعدها قررت متابعة تعليمي الجامعي في إيطاليا كونها معروفة عالمياً بانها بلد الفنّ والأدب. ومع بداية الحرب الأهلية توجهت إلى إيطاليا.

- كيف قررت السفر إلى أيطاليا وهل دعمك أهلك مادياً للسفر والتخصص العلمي هناك؟

وقع إختياري على إيطاليا كونها البلد الاوروبي الأول الذي يهتم بدراسة الفنون وتاريخه بكل انواعه، حينها لم يكن السفر إلى هذا البلد أمراً صعباً وأقساط الجامعات هناك رخيصة قياساً لما عليه اليوم.

 ذهبت إلى ايطاليا عام ١٩٧٨وعملت موظفا برتبة سكرتير في القنصليّة العامة بميلانو من عام ١٩٧٨ حتى ١٩٩٦.

- هل تعتبر نفسك أنك جنيت أموالاً وفيرة من مهنتك لا سيما أن مجال الأدب  في الدول العربية لا يعطي سوى التعب؟

في إيطاليا واوروبا عموماً، يوجد تقدير كبير لأي مهنة وفي مجال الأدبيات والفنون هناك تقدير كبير، مادي ومعنوي، فهم يدفعون الكثير للكاتب والمؤلف والرسام والنحات.

وفي الحقيقة إيطاليا قدرتني جيداً وجنيت ما أستحق مالياً ومعنوياً لا أستيطع القول بأنني ثري ولكني مرتاح ولو كنت في لبنان لما حققت هذه الإنجازات.

- تعرّف دائماً عن نفسك في الإعلام الغربي بأنك لبناني إيطالي،  لأي جنسية تميل أكثر ولماذا؟

صحيح، أنا أعتبر نفسي ميّال إلى الجنسيتين، لبنان وطني الذي عشت فيه شبابي ومراهقتي وبلد الأهل، وإيطاليا موطني الثاني الذي قدّم لي الكثير لا يمكن نكران فضل هذا البلد عليّ من كافة النواحي يكفي تقدير المسؤولين فيه لي. 

- ما هو تخصصك العلمي في إيطاليا ؟ وما هي المراكز التي تبوأتها خلال مسيرتك المهنية الكبيرة؟

حصلت على شهادة الدكتوراة بعلم التوثيق والمكتبات من   جامعة ميلانو بدرجة إمتياز،أكاديمي وبرفسور بجامعة بافيا وروجيرو الثانية والفازفيو وسبيتزيا للدراسات العليا، رئيس العديد من المراكز والجوائز الأدبية والتاريخية والعلمية المنتشرة في اشهرالمدن الإيطالية : كاثوليكا،  مونتىي  يورى،آمليا،ماتيرا،روما،ميلانو، ومدير مركز الشاعر المشهور "دانتي" .

- ما هي إنجازاتك في المجال الأدبي والتي ساهمت في ترشيحك لجائزة نوبل للسلام ؟

ألفت العديد من القصص التاريخية نذكر منها ـقصص ألقرآن الكريم،جبران خليل جبران،محمد وجواهر القرآن،مختارة النبي، الإسراء والمعراج،مريم،كخاتم على قلبك،ألف ليلة وليلة للأطفال،موسوعة الأدب العربي  وترجمت إلى الإيطالية  كتاب ألف ليلة وليلة،كليلة ودمنة،النبي والأجنحة  المتكسرة،الموسيقى،البدائع والطرائف.

- حصلت على الكثير من الجوائز العالمية، ماذا تخبرنا عن هذه الجوائز ؟

حصلت على اكثر من جائزة ادبية وعالمية منها، جائزة الشعر العالمية نوسيدا للقارة الآسيوية والبلاد العربية عامي و تحت رعاية الأونسيكو.

جائزة مدينة ميلانو ومدينة فلورنس -جائزة القصص الأروبية فرنشيجنا ومدينة كاثوليكا الدولية للآداب وثلاثة ميدليات ذهبية للأديان السماوية والجامعيةـ ميلانو،بالرمو،باري،بافيا،وجائزة الآداب العالمية باريس

كما حصلت على وسام فارس الجمهورية الإيطاليّة وتمّ تعييني مؤخراً مديراً عاماً لنقابة ألشعراء والأدباء في مدينة فلورنس التي تعتبر مدينة الثقافة الأوروبية.

- كيف تم ترشيحك  لجائزة نوبل ومن دعمك؟

تم ترشيحي رسمياً على جائزة نوبل للسلام من قبل هيئة رجال القانون والدستور للبيئة وهي تضم العديد من رؤساء والنواب الأروببين ومدراء الأبحاث والعلماء ولقد دعمت الجمعيات الثقافية والسلمية الترشيح بالإجماع.

منذ عام يعتبرونني في إيطاليا وأروربا جسراً ثقافيا للحوار والتعايش السلمي بين إيطاليا والشرق ألأوسط.

- ما هي أبرز إصداراتك العالمية ومقالاتك ونشاطاتك التي ذاع صيتها في صحف إيطاليا وأوروبا عامة؟

كتبت العديد من المقالات لصالح امنستي وغاريو عن نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب والمؤلف المشهور طاهر بن جلون والملكة رانية وملالا الفائزة بجائزة النوبل للسلام،  والحبر الأعظم بابا فرنشيسكو.

كما ترأست العديد من الندوات الديينيّة والسلميّة التي إشترك بها رؤوساء الأديان السماويّة المسيحيّة والإسلاميّة والعبريّة وممثلي الصحافة والإعلام الدولي. ولقد أعتبرت واحد من بين أشهر ستة كُتّاب الأديان السماويّة في العالم ولذلك منحته ايطاليا الأوسكار الذهبي عام اكادييمية بالرمو وجائزة الآداب الديينيّة والشعر السماوي بازييليكاتا   التي  حصل عليها البابا رازينجر ووزير الفاتيكان الثقافي كاردينال جان فرنكو رافازي وفي عام اشتركت بمهرجان السلام العالمي برعاية التلفزيون الإيطالي مع شخصيات عالمية مثل نوا المغنيّة التي غنّت بفيلم الحياة حلوة الذي نال جائزة اوسكار مع روبيرتو بنيني وإشترك ايضا الراهب إبراهيم فلتس وجوليانو جيما والصحافي اللامع فرنشيسكو جورجينو الذي قدم المشتركين كممثلي للسلام والمحبة في الشرق الأوسط.

  وفي عام ساهمت كممثل رئيسي لحملة مساعدة  الأطفال المعاقين بمستشفيات ميلانو لشراء الآلات الطبيّة ولتعمير اجنحة جديدة.

 كما ساعدت مادياً الكثير من الطلاّب وحصلوا على منح من قبل معارفي٠

- هل تفكر بالعودة نهائياً إلى لبنان والإستقرار فيه ؟

في الحقيقة أحن إلى موطني وموطن الأهل، ولكن العيش في لبنان أمراً صعباً جداً، إيطاليا قدمت لي الكثير وأحمل جنسيتها ولولا دعمها لما وصلت إلى ما انا عليه اليوم، ولا أتصور أن أترك بلدي الثاني، ازور لبنان كل فترة لملاقاة الأهل والأقارب والأصدقاء ولكن لا يمكنني العيش نهائياً فيه.