اشتملت حملة إعلانية أخيرة لشركة إتش تي سي HTC على قفز بالمظلات إلى الأرض، وتصوير ذلك بهواتف ذكية من إنتاج الشركة. وربما انطوى الإعلان على أوجه شبه مع نتائج الشركة الضعيفة.

فقد تراجعت مبيعات الربع الثاني 27 في المائة إلى 91 مليار دولار تايواني (ثلاثة مليارات دولار أمريكي). وتتوقع الشركة أن تنخفض أكثر إلى 70 مليار في الربع الثالث. وسيكون ذلك أكثر بقليل من نصف عائدات إتش تي سي في الفترة نفسها من العام الماضي، عندما كانت مبيعات الشركة في ذروتها.

وانخفضت الأسهم بنسبة 70 في المائة خلال العام الماضى. ويعد هذا انخفاضا حادا بالنسبة للشركة التي هيمنت منذ وقت بعيد على سوق الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، والتي كانت مبيعاتها حتى وقت قريب لا يتجاوز أيار (مايو) الماضي، تتضاعف على أساس سنوي.

وقادت شركة إتش تي سي أندرويد في البداية بدلاً من سامسونج، المنافس الأكثر تهديداً لـ "أبل". وأثار سقوطها ليس فقط أسئلة حول ما حدث من خطأ في العاملات التجارية الجديدة الواعدة في آسيا، ولكن أيضاً ما إذا كان هناك مجال لأية شركة أن تكون المنافس الثالث الرئيسى لشركتي سامسونج وأبل اللتين تحتكران سوق الهواتف الذكية.

ولاحظ محللون أن ريسيرش إن موشن، ونوكيا، ومتورولا، وإل جي عانت جميعها على صعيد المبيعات في العام الماضي. وكتب دانيال تشانج، من بنك ماكوراي، في مذكرة أصدرها أخيرا أن "صناعة الهواتف الذكية تتحرك باتجاه سيناريو من نوع الساندويتش". وأضاف: ""سامسونج" و"أبل" هما الفائزتان بين العلامات التجارية الأعلى درجة، في حين أن علامات تجارية منخفضة التكلفة مثل هواوي تهيمن على النهاية المنخفضة".

ومثلما تبين لشركة إتش تي سي، يعود ذلك إلى كون المنافسة عند النهاية العليا لا تتعلق فقط بالمنتجات المبتكرة، ولكن يجب أن تمتلك أيضا قدرات على صعيد التسويق والبيع بالتجزئة حتى يكون في مقدورك كسب عملاء والاحتفاظ بهم.

استخدمت إتش تي سي شعار "الهدوء الذكي" لأول حملة تسويق عالمية لها في عام 2009، لكن لم يكن الإعلان فقط هو الذي تم التقليل من شأنه. فقد أشارت تقديرات من بيير فيراجو، من شركة برنشتاين، إلى أن "أبل" و"سامسونج" أنفقتا على عمليات بيع وتسويق الهواتف الذكية ما يعادل أربع إلى ستة أضعاف إنفاق إتش تي سي. وكشفت "أبل" أخيرا أنها أنفقت 535 مليون دولار العام الماضى على تسويق آيفون وآيباد وحدهما – أي أكثر من ضعفي صافي دخل إتش تي سي في الربع الثاني.

وعلى عكس "إتش تي سي"، صنعت الشركات الأخرى أكثر من مجرد هواتف ذكية. فكان لـ "سامسونج" اسمها على كل شيء من الغسالات إلى خدمات الوساطة المالية. وهذا النطاق يعطي علامتي "أبل" و"سامسونج" التجاريتين مزايا تفتقر إليها إتش تي سي. ويقول آرون جينج، المحلل لدى نومورا، أن "أبل" و"سامسونج" بشكل خاص لديهما علاقات جيدة مع تجار التجزئة والشركات التي تبيع الهواتف النقالة، وهذا يعني أنهما تحصلان على توزيع وتسويق أوسع يدعمها أكثر من "إتش تي سي".

وقال فيراجو إن نطاق إتش تي سي الصغير يعني أن ليس لديها عملياً أي ظهور واضح في معظم الأسواق. ولم تساعد حقيقة أن "إتش تي سي" قضت هذا الصيف وهي تتخندق وتغلق مكاتبها في البرازيل وكوريا الجنوبية وتبيع جزءا من حصتها في بيتس، وهي شركة أمريكية لتقنية الصوت سيطرت عليها في آب (أغسطس) الماضى.

وستكون السوق أكثر صعوبة في وقت لاحق هذا العام، عندما يحين وقت إطلاق أيفون5 من شركة أبل. وتشير تقديرات بنك ماكواري إلى أن "سامسونج" و"أبل" ستسيطران بنهاية العام على 70 في المائة من سوق الهواتف الذكية، صعودا من 28 في المائة قبل عامين.

لكن وفقا لنيكول بنغ، من شركة كناليز لأبحاث السوق، الصورة ليست قاتمة تماما بالنسبة لشركة إتش تي سي، مشيرة إلى أن الصين لا تزال بقعة جيدة. وبسبب شعبية بعض أجهزتها المتوسطة فقد تضاعفت حصتها في السوق الصينية منذُ بداية العام ووصلت الآن إلى 6 في المائة، وفقاً لبنك نومورا. ومن المحتمل أن تكون السوق الصينية قاعدة ضخمة لعودة الشركة التايوانية.

وبحسب كناليز، استحوذت الصين في الربع الماضي على 27 في المائة من شحنات الهواتف الذكية، في حين حصلت الولايات المتحدة على 16 في المائة.

لكن حتى في الصين، كما تقول بنغ، من المرجح أن تبقى "إتش تي سي" عالقة بين "أبل" و"سامسونج" في النهاية العليا من ناحية، والمجموعات ذات التكلفة المنخفضة ـ مثل هواوي التي تستهدف المشترين للمرة الأولى بهواتف ذكية عالية الجودة وبأسعار منخفضة ـ من الناحية الأخرى.

وقال محللون: إنه من غير المرجح أن تضحي "إتش تي سي" بصورتها بوصفها علامة تجارية ذات جودة، وتتنافس مع العلامات التجارية الرخيصة في سوق الحجم الكبير. فالشركة كما تقول بنغ، أوجدت لنفسها على الأقل مكانا متقدما على "سامسونج" في الصين.

قالت: "إتش تي سي استحوذت فعليا على جزء من الحصة السوقية لـ "سامسونج" في سوق النهاية العليا خلال هذا الربع". وأضافت: "سامسونج كانت دائما تحظى بشعبية كبيرة في الصين (...) وعلى النقيض، إتش تي سي هي المنافس في السوق الصينية".