بعد بلوغ سعر البرميل 40 دولار في أعقاب اجتماع الدوحة الفاشل، تعافى خام برنت منذ ذلك الحين واستطاع البارحة العودة تقريباً إلى 45 دولار في اليوم. وقد قام إضراب عمال النفط في الكويت الذي ألغي أمس بإنقاذ الموقف للمجموعة المُحرجة من وزراء النفط الذين غادروا الدوحة يوم الأحد الماضي.

وسرعان ما تحول التركيز صباح يوم الاثنين من حرب الأسعار والإفراط في الإنتاج إلى تعطل آخر في الامدادات غير اختياري. وكان هذا التعطل الأخير واحد من عدة حدثت خلال الشهرين الماضيين والتي، جنبا إلى جنب مع تباطؤ إنتاج الولايات المتحدة، دعمت الانتعاش القوي وجذبت المستثمرين.

مع توجه الانتاج الكويتي نحو مستويات ما قبل الإضراب، يمكن للتركيز الآن العودة إلى العوامل المحركة الأخرى، وهي عديدة حالياً والتي تقوم بجذب السعر في كلا الاتجاهين. قبل أن نقوم بتسليط الضوء على بعض من هذه العوامل، عاد التركيز على المدى القصير إلى أميركا الشمالية حيث ستقوم ادارة معلومات الطاقة الاميركية بإصدار تقريرها الاسبوعي للمخزونات في وقت لاحق اليوم في الساعة 4:30 بتوقيت وسط أوروبا.

أصدر معهد البترول الاميركي تقديره في وقت متأخر أمس وكان الارتفاع وقدره 3.1 مليون برميل متاخماً لضعف ما كان متوقعاً. وقد وضع استطلاع لـ"بلومبيرغ" يغطي تقرير اليوم ارتفاع المخزون الأخير بنحو 2.3 مليون برميل، بينما تبدو التوقعات الأخرى على النحو التالي:

سوف اقوم بمحاولة تسليط الضوء على بعض العوامل المحرّكة الحالية على أمل المساعدة في شرح بعض التقلبات المستمرة في السوق.

دعم الأسعار الأعلى

  • تجري عملية إعادة التوازن على قدم وساق، وخاصة في أميركا الشمالية حيث يُجبر منتجي التكلفة العالية في الولايات المتحدة وكندا على خفض الانتاج.
  • يستمر الطلب العالمي في الارتفاع وجنباً إلى جنب مع تباطؤ الإنتاج من خارج أوبك سوف يساعد هذا أيضاً على دعم الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
  • خلقت تخفيضات الإنفاق الرأسمالي بمليارات الدولار وضعاً حيث سيتحول تركيز السوق في نهاية المطاف من إفراط في الإمدادات إلى نقص الإمدادات.
  • وعلى المدى القصير جداً إضراب عمال النفط في الكويت، الذي انتهى الآن، شكّل عامل دعم كبير لأنه أزال أكثر من 1.5 مليون برميل من الإنتاج اليومي.
  •  

دعم الدعوة إلى أسعار أدنى

  • زيادة أسرع من المتوقع في الإنتاج من إيران وإستقرار ليبيا الأمر الذي يثير احتمالات عودة البراميل من بلاد كانت تنتج 1.6 مليون برميل في اليوم، والآن تنتج فقط حوالي 300,000 برميل في اليوم.
  • في أعقاب اجتماع الدوحة الفاشل، هناك خطر يتمثل في أن هيكلية السلطة في السعودية قد تغيرت مما يزيد من التأثير السياسي على أسعار النفط. إذا قامت المملكة العربية السعودية بإستخدام سلاح النفط ضد إيران وبدأت بزيادة الإنتاج، كما هددت، فإن عودة السعر المتدني بقيمة 30 دولار للبرميل الواحد لا يمكن استبعادها.
  •  
  • على المدى القصير جداً، قد يكون لموقف المضاربة القياسي في خام برنت تأثيراً سلبياً كبيراً على السعر إذا حركت الأحداث الحاجة للحد من المخاطر.
  • إن انهيار عمليات التأجيل في سعر خام برنت الذي من جهة أبهج المستثمرين لأنه يقلل من مشقة الاحتفاظ بصفقات شراء يمكن أن يؤدي في المدى القريب إلى ارتفاع الإمدادت بما انه يتم التخلي عن التخزين. بلغ التأجيل لمدة ستة أشهر - أي الخصم بين الشهر السادس والأول – 4.5 دولار في شهر كانون الثاني ومنذ ذلك الحين انهار ليصل إلى 1.5 دولار حالياً. عند المستويات الحالية، سوف يتم على نحو متزايد التخلي عن التخزين من كلا التجارتين "ادفع واستلم" البحرية والبرية، مما يؤدي إلى خفض العرض في سوق يعاني أصلاً من وفرة الإمدادات.

ويبقى خام برنت محصور في المجال بين 35 دولار و 45 دولار للبرميل في اليوم خلال الفصل الحالي قبل أن يرتفع في الفصل الثاني نحو 50 دولار للبرميل في اليوم بحلول نهاية العام. علينا أيضا أن نحترم الطلب المستمر على النفط من قبل المستثمرين وما لم يتم اعتراضهم من قبل التغييرات بشأن التوقعات على المدى القصير، ستبقى هذه الصفقات مبرمة.

وسوف يُبقي هذا الأمر الخطر مائلاً في الاتجاه الصعودي والذي بدوره قد يصل إلى هزيمة ذاتية بسبب تحسن الاقتصاد في أميركا الشمالية الذي يمكن أن يساعد في تحقيق استقرار (انخفاض) الإنتاج مع زيادة الإمدادت من صفقات الشراء بالاقتراض المتروكة.

ولكن الآن علينا أن نركز على تقرير المخزونات اليوم الذي أثار خلال الأسابيع الأربعة الماضية تحركات السوق الرئيسية.