خطوته الأولى في الدراسة كانت بعيدة كل البعد عن حفلات الزفات. فتخصص في الصيدلة، إلا أن إدراة الأعمال والتسويق جذبته لها، ليتخصص مجالا جديدا خاض فيه عدة تجارب.

أخطأ ثم فشل، ثم أصر ونجح نجاحا باهرا في مشروع قل نظيره في البقاع.

هو رجل الأعمال عمر الميس صاحب "Sama Chtaura" لتنظيم وإقامة الحفلات.

وللإطلاع أكثر على انطلاقة عمله، كان للـ"إقتصاد" مقابلة خاصة مع ميس شرح لنا فيها تفاصيل تأسيس، صعوبات ونجاح عمله.

 

أين تلقيت دراستك التعليمية؟ وكيف كانت بداية انطلاقة عملك؟

درست في مدرسة "Appotre " لكني انتقلت في الثالث ثانوي إلى مدرسة الأنطونية في زحلة ونلت شهادة العلوم العامة.

بعدها انتقلت إلى جامعة الـLAU  في بيروت، إلا أنني سرعان ما أخذت قرار السفر في السنة التي تلتها. فوقع الإختيار بالسفر إلى أميركا.

درست اختصاص الصيدلة، ثم درست اختصاص آخر وهو " الأعمال التجارية والتسويق" هناك، وهكذا أمضيت حوالي 5 سنوات في الخارج. وعملت حوالي 8 أشهر في شركة متخصصة بمجال التوسيق.

لكني بعد هذه الفترة قررت العودة إلى لبنان، وكان أمامي خيار العمل مع أهلي في الصيدلية الخاصة بالعائلة.

إلا أنني بعدها افتتحت عملا خاصا بي. وبالرغم من فشلي في مشروعين، إلى أنني صممت على النجاح في مشروع متميز في المنطقة.

فالمشروع الأول كان مطعما في منطقة بر الياس، يقدم أطباقا قريبة لمطعم الـroadster  في بيروت. إلا أن الموقع الذي كنت قد اخترته لهذا المطعم، لم يكن ناجحا. وأئر سلبا على الأرباح. فقررت الإتجاه إلى مجال آخر يتعلق بوسائل المواصلات.

حينها اشتريت عدد من الـ"بيك آب" والكميونات، وتعرضت لعملية سرقة وفشل المشروع.

فاتجهت نحو القطاع الزراعي واستثمرت بمجال زراعة الحور. وزرعت 34 ألف شجرة حور، هو الشجر الذي يتم الإستفادة من خشبه بعد فترة 10 سنوات تقريبا.

أما "سما" شتورة فهو المشروع الذي بدأنا بوضع خرائطه عام 2011. هي السنة التي وجدنا فيها أن "Park hotel" في شتورة قد بدأ ينفرد بالأعراس في المنطقة، وأن العديد من المشاريع المماثلة كانت قد أقفلت إما لأسباب إقتصادية أو خلافات خاصة.

وبما أن منزلنا يقع خلف هذا الفندق، قررنا أنا وأخي استثمار في مشروع خاص بالأعراس. فالفكرة انطلقت من القدرة على دخول السوق في ظل قلة المنافسين، إضافة إلى الأرض التي ورثناها عن والدي.

ما هي مصادر التمويل التي اعتمدتم عليها في بناء واستكمال المشروع؟

كان التمويل عبارة عن قرض من "Bank Med" وهو قرض مدعوم من المصرف المركزي، بفائدة متدنية وفترة سماح تمتد إلى السنتين.

في أول سنة نظمنا 20 عرس، لكن خدمة المطعم كانت من "Socrate catering"، وبدأنا بتحسين النوعية حيث أصبح الأكل المقدم من مطبحنا الخاص الذي استحدثناه في السنة الثانية، كما نظمنا حوالي 34 عرسا.

بعد الصيفية الثانية، كنا قد بدأنا مسبقا في صالة المطعم الخاصة بالزوار، وهكذا أصبح عملنا متكامل من صالة للأعراس، مطعم، وحديقة للأعراس.

في الصيفية الثالثة نظمنا حوالي 62 عرس، أما في الصيفية الرابعة فمكّنا عملنا من خلال فريق عمل متكامل يضم إضافة إلى ما سبق عمال ثابتين، ونظمنا 72 عرس، إضافة إلى إفطارات كبيرة.

الآن عملنا على تقوية فريق العمل والخدمة بشكل كبير، واستثمرنا حديقة أعراس جديدة في "Cascada village" الذي سيفتتح قريبا في شتورة.

ومن أجوء الأعراس والمناسبات افتتحنا شركة "Sama" تديرها زوجتي ، يدخل إليها العروسين، ليخرجوا منها مجهزين بكل لوازم العرس من طاولات، كراسي، زينة، زفة العرس، الإضاءة، المفرقعات وكل لوازمه.

في هذه الشركة حاولنا تشغيل مناشر محلية لصنع الطاولات، إذ أن العدد تعدى الألف كرسي و500 طاولة. وتعمدنا الإعتماد على مناشر محلية بهدف تحريك الدورة الإقتصادية وإفادة المنطقة، وهكذا تميزنا بتصاميم فريدة.

كيف تجلت المعوقات التي واجهتكم خلال مرحلة التأسيس؟

تمثلت  المعوقات التي واجهتني في الشروع في محاولات بلدية جديتا بإيقاف المشروع بأي شكل من الأشكال.

إلا أننا اليوم نوظف 50 موظفا صيفا شتاء، ونفضل أن يكون الموظف من أبناء المنطقة، نظرا للقرب الجغرافي، وسعي الموظف لترك  أثر طيب في المكان الذي يعمل فيه.

ومختلف العمال هم من الجنسية اللبنانية، باستثناء موظفو الصالة هم من الجنسية السورية. ذلك لأننا نادرا ما نجد من اللبنانيين من يعمل بمعاش 750 ألف ليرة لبنانية.

بالتالي فإن الموظفين المتخصصين هم من اللبنانيين أما بقية العمال يتوزعون بين لبنانيين وسوريين. وبطبيعة الحال فإن العامل المتخصص يتقاضى راتبا أعلى من غيره.

ما هو الأهم بالنسبة لك.. الخبرة أم رأس المال؟

على الصعيد الشخصي لم أكن أمتلك خبرة تؤهلني لعمل بهذا الحجم، حتى أن رأس المال لم يكن سوى عبارة عن أرض المشروع. فأنا كنت أملك مبلغا صغيرا في المصرف، وباقي المبلغ كان ديون عبر القروض.

حتى الآن سددت معظم ديوني، وبدأت بالحصول على عوائد تؤهلني لأكون في موقع منافسة مهمة في السوق.

إلى أي حد تؤثر الأوضاع الإقتصادية عليكم.. وهل أنت مشجع لتوسيع العمل والإستثمار؟

انا مشجع للعمل في لبنان، على الرغم من كل الأوضاع الإقتصاتدية التي نمر بها، لأن العمل بالطريقة الصحيحة من كافة الجوانب يؤدي حتما إلى النجاح. أما من يوفر في عمله من ناحية النوعية والرواتب والخدمات، فإنه سيفشل.

كما أن الأرباح قد لا تكون منذ السنوات الأولى فالكثير من المطاعم في المنطقة انتظرت سنوات عدة حتى بدأت بالحصول على أرباح فعلية.

ما هي نصيحتك للشباب اللبناني الراغبين بالاستثمار؟

العنصر الأهم عند الدخول في أي عمل هو أن يمتلك صاحب المشروع حوالي ثلث قيمة المشروع إحتياط، لتغطية الخسارة في حال وقوعها.

فهو عليه توقع المخاطر التي قد يواجهها، كذلك وضع الحلول المسبقة كي لا ينهار المشروع، ويبقى قائما على حاله.

كذلك أن يعمل دائما على النوعية، وأن يتمتع بالإصرار لأنه مفتاح النجاح.

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

الآن نعمل على توسيع دائرة عملنا لتشمل كافة أراضي لبنان، لأن الهدف ليس المنافسة على مستوى المنطقة إنما على المستوى الوطني كله.

ونعمل على التعرف على الأفراد من خلال المعارض التي نشارك فيها باستمرار لبناء إسم كبير لشركتنا، والذي يلقى أصداء إيجابية في المنطقة، على أمل أن يبقى كذلك على صعيد لبنان ككل.