بألأمس أقرت لجنة ألأقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط النيابي بعد اجتماعها بأن  عام 2015 كان من اسوأ الاعوام الاقتصادية، معلنة أن اسئلة كثيرة تطرح حول العام 2016.

وهل سيشهد الاقتصاد اللبناني مزيدا من التدهور نتيجة الازمات السياسية الداخلية وفي المنطقة وغياب الاستثمارات ، وما هي الاولويات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة والتي يجب ان تتوافر لاعادة اطلاق العجلة: و"سألت اللجنة ما اذا كان هناك لدى وزارة الاقتصاد خطة لمواجهة احتمال تراجع في حجم تحويلات المغتربين التي قدرت عام 2015 ب 7.5 مليار دولار وتحديدا الخليج والسعودية التي تمثل 70% من هذه التحويلات... هذا بالأمس  واليوم تأتي ضربة ثانية موجعة للأقتصاد الوطني تتمثل بتأزم العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية وما رافقها من قرارات وردود فعل باتجاه لبنان صدرت عن بلدان مجلس التعاون الخليجي مما أستدعى تحركا لبنانيا  رسميا على أعلى المستويات سيترافق مع تحرك للهيئات الأقتصادية بأتجاه المملكة -بحسب معلومات للأقتصاد-  فهل ستكون هذه الضربة الاخيرة رصاصة الرحمة على ما تبقى من أقتصاد ومن أمل للبنانيين بتحسن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية  ؟؟وعلى وجه الخصوص  المغتربين العاملين في هذه الدول وما هي التداعيات على أقتصادنا الوطني في ظل كل ما يحكى عن نية للتصعيد من قبل المملكة العربية السعودية؟

يكفي أن نذكر أن 60% من تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج تأتي من دول مجلس التعاون الخليجي"، وأن استثمارات الخليجيين المباشرة تمثّل 80% من اجمالي الاستثمارات في لبنان. وأن دول الخليج تستقبل 20% من الصادرات اللبنانية، وأن السياح الخليجيين يمثّلون 12.3% من الاجمالي العام للقادمين الى لبنان، وأن 500 ألف لبناني يعمل في اسواق الخليج هذا بحسب دراسة صادرة عن غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان. وتشير الدراسة ذاتها  الى ان دول "مجلس التعاون الخليجي" وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ساهمت في دعم الاستقرار النقدي من خلال ودائع مالية مباشرة وفرتها الى "مصرف لبنان"، كما ساهمت في تمويل العديد ممن البنى التحتية، إما بهبات أو بقروض ميسرة:

رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير ورئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي ونائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش شرحوا خلال  أحاديث خاصة للأقتصاد  التداعيات على أقتصادنا الوطني كل من موقعه ومن وجهة نظره:

شقير: هل هناك قرار بأفقار الشعب اللبناني وتجويعه؟

علق الرئيس شقير بالقول أن ما يحصل اليوم هو امر سلبي في حق الاقتصاد الوطني و في حق الشعب اللبناني، لا يمكننا زعزعة علاقتنا الجيدة مع دول الخليج خاصة مع المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تشكل صادرتنا الزراعية  الى تلك الدول 75%، وتساءل شقير "كيف يمكننا زعزعة هذه العلاقات مع هذه الدول في حين ان الصادرات الصناعية الى الخليج تساوي 53%،لافتا الى أن  75% من تحويلات اللبنانيين الى ذويهم مصدرها دول الخليج ،ومن هذه النسبة 4 مليار من المملكة العربية السعودية وأوضح أن الاستثمارات الاجنبية في لبنان 85% .. استثمارات خليجية.اكبر فنادق في لبنان هي ايضا استثمارات خليجية، كما ان اضخم البنوك في لبنان مساهميها من الخليج.

وأضاف علينا الا ننسى الـ 550 الف لبناني العاملين في الخليج.وبالتالي كيف يمكننا زعزعة هذه العلاقة عندما يكون اقتصادنا مبنيّ على دول مجلس التعاون.

هذه البلاد التي كانت بجانبنا في ايام الحرب والسلم ..والتي تعمل على تسليح الجيش اللبناني و تقوية الدولة. لا افهم كيف يمكننا ان نقطع علاقتنا بها.هذا . الا اذا كان هناك قرار لإفقار الشعب اللبناني وتجويعه وافقار لبنان عندها تكون  "ضرب العلاقات" الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا القرار.

دبوسي: الوضع الاقتصادي صعب جدا وسيتأثر جدا.

من جهته اعتبر دبوسي  ان السعودية والخليج العربي يحتضن الامة العربية ككل ودائما يقف الى جانب كل من يحتاج اليه، نحن اليوم نمر بمرحلة صعبة كعالم عربي و كلبنانيين بصورة خاصة ، ونحن بحاجة الى دولة كالسعودية.

وقال: انا واثق من ان المملكة التي تمثل "الاخ الاكبر" للبنان لن تتركه وهو يمر بظروف صعبة.. نحن شركاء معهم بكل المراحل فكم لبناني يعمل في السعودية بكل طاقاته من اجل بناءها وتطوير العلاقات وكم سعودي في لبنان.

اما فيما يخص الوضع الاقتصادي، نحن اقتصادنا وضعه صعب جداً ولكن في الوقت عينه لا يمكن ان تقوم السعودية بإطلاق رصاصة الرحمة على اللبنانيين الذين ليس لهم اي علاقة بالقرارات السياسية.

قد يقول البعض "الحياة تستمر" ولكن في النهاية الحياة ستستمر بالسعودية ومن بدونها وبالعرب ومن دونهم.. ولكن نحن نتمسك ونلتزم  بعروبتنا كما اننا ملتزمين بعلاقتنا مع السعودية والخليج العربي.

- ما هو تأثير هذا الموقف السعودي على الاقتصاد اللبناني؟

ستؤثر هذه القرارات على الاقتصاد اللبناني لترابط الإقتصادين الى ابعد الحدود،فهناك العديد من اللبنانيين الذين يعملون في السعودية وتشكل تحويلاتهم السنوية جزءا كبيرا من الناتج القومي، كما اننا بأمس الحاجة الى تقوية جيشنا، فأي موقف من السعودية بمثابة عقاب للبنان سيؤثر على كل اللبنانيين.

بكداش: هذه القرارات تؤدي الى ضرر هائل

أما بكداش فرأى أننا بدأنا من الآن نتأثر بالقرار السعودي، مع ان السياح لم تعد تتجه الى لبنان منذ زمن (من قبل هذه المواقف) الا ان الكويت، السعودية، والبحرين ولاحقا قطر  منعوا رعاياهم من الاتجاه الى لبنان ،وهذا الامر يضرّ بالاقتصاد اللبناني ايضا.

وهناك بعض وسائل الاعلام تتداول اخبارا حول امكانية تعليق الخطوط الجوية السعودية رحلاتها الى مطار بيروت، مما يعني (واتمنى ان اكون مخطئاً)  ان العملية ستتطور، وكلنا نعلم ان الجالية اللبنانية في الخليج كبيرة جداّ وان لبنان يعتمد عليها.

4.5 دولار او 5 مليارات دولار من اصل7.5 يتم تحويلها سنوياً من دول الخليج، تأتينا من السعودية.

مما يعني ان كل بيت فقير اليوم يحصل على 200 300 دولار من اولادهم العاملين  في الخليج وهذا ما يساعدهم  على تحمل الاعباء المعيشة.

المشكلة  اليوم هي ان تقوم دول الخليج بالطلب من الموظفين اللبنانيين بشكل خاص من ترك بلادهم (وقد لا يطال هذا القرار المستثمرين اللبنانيين).برأيي يجب أن نأخذ بالحسبان أنه في الماضي كان الخليج بحاجة الى اللبناني اما اليوم فالامور تغيرت وهو ليس بحاجة لنا، وهناك العديد من الجنسيات المتواجدة في الخليج والتي تتمتع بمهارات عالية، فلم نعد عنصر هام كما كنا من 50 عام.

وعلى صعيد التصدير، اكثر من 50% من تصدير المصانع اللبنانية يخصص للبلاد العربية، و 70% من الزراعة تصدر ايضا للبلاد العربية، كما ان المصدرين لم يتجهوا الى الاسواق الاوروبية لانخفاض اليورو، ووضعنا مع البلاد العربية صعب، على امل ان تعود الامور الى مجاريها.

أذن هذه القرارات تؤدي دون أدنى شك  الى "ضرر هائل".

من هنا أرى أنه من  غير المسموح من اي طرف ان يصرح بتصريحات سياسية تضر المواطن اللبناني، فلنترك الخلافات السياسية للسياسة كي لا يتضرر المواطن اللبناني بكافة انتماءته.....".