هل فكرت يوما بأن نزهاتك مع الأقارب والرفاق قد تحولك إلى واحد من بين الأسماء المهمة في عالم تنظيم الرحلات؟

أو فكرت أن شعار "أحلى دوا شم الهوا" قد يتحول من هواية إلى مؤسسة سياحية مهمة؟

إنها عبارات، تشكل قصة نجاح حسن ضاهر مؤسس شركة "5 stars tours" والتي بدأت من رحلات داخلية، ثم إقليمية والآن عالمية على متن طائرات خاصة.

وللإطلاع أكثر على مراحل تطور عمل هذه المؤسسة، كان للإقتصاد مقابلة خاصة مع ضاهر.

ما هي خبراتك العملية؟ وما هي أولى مراحل عملك في مجال تنظيم الرحلات ؟

حصلت على شهادة Bt2  المهنية.. لكن خلال سنوات دراستي كنت متميزا بحبي لتسيير رحلات داخلية في لبنان كذلك كنت مسؤول عن التنظيم والتنسيق للمسرحيات في المدرسة، وبالتالي كنت مسؤولا عن الأعمال التي تحمل الطابع الرفاهي.

وإضافة إلى رفاق المدرسة كنت أجمع الجيران في رحلات، من خلال استئجار باص وزيارة الأماكن السياحية. هذا الأمر أصبح عشقاً.

وبدأت المشاريع السياحية في بداية حياتي رغبة مني بالترفيه وكهواية، وليس لغاية تجارية. إلا أن على المدة الطويلة بدأت بتوسيع عملي.

وكنت من الأوائل الذين سيروا رحلات داخلية تحت عنوان "أعرف بلدك".  ومن خلال هذا البرنامج استطعت تعريف أهالي لبنان، على المناطق الداخلية التي لا يعرفون طبيعتها.

ومن خلال هذه الرحلات بدأت أتعرف على أجانب، كذلك بنيت صداقات ومعارف، وهكذا تحول تفكيري، إلى تفكير سياحي محط.

كيف انتقلت من السياحة الداخلية إلى الخارجية؟

بعد لبنان، وسعنا نشاطاتنا إلى سوريا، وكانت الأوضاع الأمنية آنذاك لا تزال جيدة، فكنا نزور مختلف المعالم السياحية في سوريا، إلى أن وسعنا نطاق عملنا، حتى بات يشمل إلى جانب لبنان وسوريا، كل من تركيا والأردن.

وبدأت أستثمر في السياحة الخارجية عن طريق البر. وبعد أن بدأت باستئجار الباصات، أسست شركة باصات، وصرت أتنقل في كافة هذه المناطق.

وقعت أحداث العالم العربي الأخيرة، فبدأت أفكر بطريقة أخرى للسفر، لأن خط سوريا- تركيا- الأردن أصبح خطر.

لذلك فكرت بالرحلات السياحية في الجو، فأخذت طائرات شارتر إلى أضنة- وهي عملية استئجار الطائرة بكاملها-  وشحنت باصاتي بالبحر إلى أضنة عبر البحر.

ما هو الدور الذي يلعبه الجيل الثاني لعائلتك في عمل الشركة؟

"5 stars tours" هو إسم للدلاة عن أسرتي المكونة مني، من زوجتي و3 أولاد.

و عند دخول أولادي في الجامعات، نصحتهم بأن يدرسوا مجال إدارة الاعمال، كونهم كانوا يعملون منذ الصغر معي.

وبذلك أقنعت أولادي باستكمال العمل الذي بدأته. وبدأنا باستئجار الطائرات، الأمر الذي يتطلب قدرة على إقناع الناس زيارة بلدان أجنبية وعربية أخرى، لم يقم سوى القليلون منهم بزيارتها.

كذلك إيماني بلبنان، دفعني إلى الإصرار على تسيير رحلات للبنانيين إلى خارج لبنان، بالمقابل استقبال سياح من الخارج.

إلى أي مدى تؤثر الأوضاع الأمنية على عملكم، بالوقت الذي نرى أن الإستقرار الأمني هو العنصر الأهم لجذب السياح؟

كل الأوضاع الأمنية التي مر فيها لبنان، والتي لا تزال تمر فيها المنطقة ككل، أحاول تخطيها، والعمل من منطلق تمنوي لتعزيز السياحة.

ولم أفكر للحظة بتخفيض نوعية العمل، أو عدد الموظفين. بل سعيت إلى جذب سياح إلى لبنان والضغط على وكلائي في الخارج لإرسال سياح إلى الداخل.

وحتى عندما بلغت المشاكل ذروتها، استمريت في جلب السياح من أتراك وأجانب وغيرهم لأعرف الأجانب على جمال طبيعتنا، وطقسنا، كذلك قدم حضارتنا..

والمعنيون في البلد من وزارة سياحة وغيرهم دعمونا، كوننا كنا ندخل سياح، يحركون الدورة الإقتصادية, فالسائح يفيد المطعم والفندق والمواصلات، بذلك تتنشط الدورة الإقتصادية.

ونحاول في حالات الأزمات الأمنية والإقتصادية أن نجذب السياح من خلال عروضات، تخفيض للأسعار كذلك تقديمات إضافية تجذب الأجانب، ومن شأنها مساعدة البلاد لتخطي الأزمات الإقتصادية.

هل واجهت صعوبات مادية في تأسيس الشركة؟

لم نواجه صعوبات مادية، لأنني من الأشخاص المؤمنين بلبنان، رغم علمي بإمكانيات الوزارة. وإيماني بأنه على اللبناني بذل جهد لأن وضع لبنان دائما يمر بانتكاسات. ولكن شخصيا لا أتعاطى السياسة، ولا اسمع أخبار. وشعاري دائما "أحلى دوا شم الهوا".

أما إذا تخوفنا من الأوضاع المتأزمة، فإن ذلك ينعكس سلبا، ويؤدي إلى الخوف من الإقدام على تسيير رحلات سياحية، وبالتالي إلى تراجع الدورة الإقتصادية.

ومن بعد تجارب، أؤمن بأن العمل يجب أن يقسم على أفراد المجتمع، وكل حسب قدراته.

بالتالي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وقبل الإقدام على أي خطوة ، وقبل التفكير بالأرباح الشخصية، يجب دراسة الإيجابيات التي تعود بالنفع على البلاد من خلال االمشروع.

ما هي مشاريعك المستقبلية التي تخدم السياحة في لبنان؟

على صعيد عملنا، نحن نخطط دائما للمدى البعيد، فمن استئجار الباصات، إلى شرائها، ثم استئجار طائرات، نحن نفكر اليوم ببناء فندق كونه يلتقي مع السياحة.

وهو مشروع مكمل للدورة السياحية. ولا أفكر ولا لأي لحظة بأن أترك لبنان ، لأن الإستثمار فيه على المدى البعيد هو الأهم في العالم كله. وكما يخطط الكثيرون لمشاكل في المنطقة نحن نخطط لإعمار البلد. ولبنان لا يعمر إلا بأهله.

بماذا تنصح الشباب اللبناني في ظل الأوضاع الإقتصادية المتردية؟

أنصح الشباب اللبنانيين، بأن يستثمروا طاقاتهم كلها في لبنان، إذا سمحت لهم الفرصة، دون أن يخجلوا من طبيعة العمل مهما كان بسيطاً.

أما إذا سافر، فهذا ليس خطا إنما عليه أن يفكر بالعودة والإستثمار في بلده.

"أنا أؤمن بأن من يدفع أموال لقاء سفرة، من المفترض أن نسعى جهدنا كفريق ليكون بكامل راحته وسروره. وفي حال حصول ثغرات، وانزعاج أي من الزبائن، نحاول إرضاءه".