دخل ​الاقتصاد اللبناني​ في الشهر الثاني من العام 2016 وهو يتوسّل الحلول للأزمة السياسية المحلية كما للأزمة السياسية الامنية السورية، وذلك كي يتمكن من التقاط الانفاس، وتالياً المضي بوتيرة أنشط وأسرع من تلك التي شهدها في العام 2015، حيث سجّلت مختلف قطاعات الاقتصاد الحقيقي تراجعات مثيرة. 
 
وبانتظار حلول التوسيات السياسية والامنية المحلية والاقليمية، شعر اللبنانيون مطلع هذا الشهر "بهزّة مالية" على ايقاع مرصد وزير المالية علي حسن خليل الذي حذر في اجتماعي مجلس الوزراء الاخيرين من أزمة على مستوى المالية العامة نتيجة ارتفاع حجم النفقات الاضافية في مقابل تراجع حجم الايرادات، مشيراً الى ان المالية العامة في ازمة، إلا أننا لسنا أمام انهيار في الوضع المالي وأن الامور ما زالت تحت السيطرة.
 
وبحسب معنيين فإن انذار الوزير خليل جاء في سياق الدفع باتجاه إعادة التشريع الى المجلس النيابي وصولاً الى العودة لإقرار الموازنات العامة المعطلة منذ العام 2010.
 
في غضون ذلك ، أصدرت مجموعة "البنك الدولي" مؤخراً احصاءاتها للفصل الرابع من العام 2015 المتعلقة بكلفة تحويلات المغتربين في جميع انحاء العالم. وكشف البنك أن لبنان يصنّف كالوجهة الاعلى لهذه التحويلات، إذ أن تكلفة تحويل 200 دولار من ألمانيا الى لبنان قد وصل الى 24.22 دولار في الفصل الرابع من العام الماضي، أي ما يشكل حوالي 12.11% من قيمة المبلغ المرسل. وفي هذا الاطار، جاء لبنان كثاني أعلى وجهة لتحويلات المغتربين الآتية من ألمانيا، تسبقه الصين 25.92 دولاراً.
 
وافادت شركة "ميريل لينش" أن دين لبنان الخارجي حقق عائداً سلبياً بلغ 0.23% خلال شهر كانون الثاني من العام 2016، مقارنة مع 1.62% في شهر كانون الاول من العام 2015، ونتيجة لذلك احتلّ لبنان المركز الثالث بين 9 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
 
من جهتها ، أظهرت احصاءات "جمعية مصارف لبنان" زيادة سنوية بنسبة 5.86% في الميزانية المجمّعة للمصارف التجارية العاملة في لبنان في نهاية العام 2015 الماضي لتصل الى 185.99 مليار دولار مقابل 175.70 مليار دولار في نهاية العام 2014. وقد بقيت مستويات السيولة في القطاع المصرفي عالية بحيث ازدادت نسبة السيولة الأولية الى 78.22%. 
 
وأخيراً يبقى ملف النفايات هو الملف الاصعب والأكثر تأثيراً على الاقتصاد والصحة، خصوصاً مع سياسية المراوحة، وسياسة عدم المسؤولية التي يتم التعامل بموجبها إزاء هذا الملف الذي لا تبدو حلوله قريبة.