العلامتان التجاريتان القويتان اللتان كانتا تحملهما شركتي "​كومباك​" و"إي دي إس" سوف تصبحان هامشاً بمليارات الدولارات في تقرير الأرباح ربع السنوية لشركة إتش بي هذا الشهر، في شهادة على السجل المروع للشركة المصنعة للكمبيوتر على استحواذاتها الكبيرة.

منذ عشرة أعوام، أتمت شركة إتش بي صفقة قاربت الـ 25 مليار دولار لشراء شركة كومباك المصنعة للكمبيوتر، لكنها طوت صفحة هذه الصفقة الضخمة في شهر أيار (مايو)، بعد شطب 1.2 مليار دولار من الأصول في قيمة الاسم التجاري. ومستقبلاً، ما سيتبقى من كل هذا هو حرف الـ "كيو" في نهاية اسم "إتش بي" ليصبح اسمه مؤشر أسهم إتش بي كيو وسيصبح شعارها على خطوط إنتاج الحواسب الآلية الرخيصة الشهيرة في الأسواق الصاعدة.

في يوم الأربعاء، أعلنت شركة إتش بي شطب أصول بقيمة ثمانية مليارات دولار مستقبلا، هذه المرة في قطاع الخدمات بها، والذي سيتم بشكل كبير من الـ 14 مليار دولار من مكتسباتها في شركة إي دي إس عام 2008.

عمليات تخفيض القيمة هذه هي جزء من جهود من قبل ميج وايتمان، الرئيسة التنفيذية، لكي تجعل العمل مستقراً منذ أن تولت الإدارة العام الماضي. "إتش بي" هي أكثر مجموعة شركات تعمل على نطاقٍ واسع بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة، لكن على مدار الأعوام الماضية تقلص حجم منافسيها في معظم الأسواق الرئيسية، بما فيها الحواسب الآلية، خدمات تكنولوجيا المعلومات والتصوير والطباعة.

تقول السيدة وايتمان إن درب التعافي لشركة إتش بي سيأخذ وقتاً طويلاً. كما أنها تستوجب إجراءات جذرية تتضمن تقليص 27 ألف وظيفة من الوظائف بنهاية عام 2014.

تفقد المكان في الشركة سيأخذ وقتاً، هذا ما تقوله، حيث إننا "قد أخذنا مدة كي نصل إلى ما نحن فيه". وهذا بالطبع ينطبق على تلك الاستحواذات المشؤومة. بالإضافة إلى "كومباك" و"إي دي إس"، كان هناك استحواذ بقيمة 1.2 مليار دولار على شركة بالم عام 2010، والتي انتهت بالحاسب اللوحي الذي يعمل باللمس تاتشباد الذي أنتجته وتخلت عنه سريعاً ودرة منتجاتها – نظام تشغيل ويب أو إس - الذي أخضع لحركة المصدر المفتوح.

ثم كان هذا القرار عام 2011 بدفع عشرة مليارات دولار لشركة أوتونومي، والتي انتُقدت بعد تقرير "إتش بي" الذي عكس "خيبة أملها الشديدة" للعائدات من مشروع شركة البحث في تقريرها ربع السنوي لشهر نيسان (أبريل)، ونتج عنها مغادرة مؤسس شركة أوتونومي، مايك لينش، لشركة إتش بي. يقول دان أنديرسون، محلل تكنولوجيا المعلومات ذات المصادر الخارجية في شركة جرانتي للأبحاث: "لدى شركة إتش بي نهج يدعى استعد، أطلق النار، صوب كي تقوم بالاستحواذ". ويضيف: "إنهم كمن يقول: إن هذه تبدو جيدة، لنقم بشرائها لأننا نستطيع شراءها وسنقرر ماذا نفعل بها لاحقاً". ويصف أنديرسون مستقبل شركة إي دي إس بأنه "صورة زائفة" مع عشرات الآلاف من الوظائف التي تم تخفيضها على مدار الأربعة أعوام الماضية والتغيرات العديدة في الإدارة.

كان هناك أيضاً تغيرات متكررة في المناصب العليا. كارلي فيوريانا، الذي اشترى "كومباك"، أُجبر على الاستقالة من قبل مجلس الإدارة عام 2005 واستبدل بـ مارك هيرد. وكان قد اشترى شركتي "إي دي إس" و"بالم" قبل استقالته عام 2010 بعد ادعاءات ضده بالتحرش الجنسي.

قام خليفته، ليو آبوثيكر، بشراء "أتونومي"، لكنه استـُبدِل في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي بعد أقل من عام، خلال الفترة التي هبط فيها سعر سهم "إتش بي" 40 في المائة.

وبخلاف عمليات تخفيض القيمة وتقليص الوظائف، بدا أن المستثمرين متهللون لأن السيدة وايتمان الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة إي باي، تبدو أقل طمعاً في الاستحواذ، وعلى استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة.

أحد الأمثلة الحديثة كان عندما قامت بوقف قرار آبوثيكر بفصل قسم الحاسب الآلي وبدلاً من ذلك أعلنت دمجه مع قسم الطباعة. فالقسمان معاً يشكلان تقريباً نصف المبيعات وتبقى شركة إتش بي أكبر مصنعي الحواسب في العالم، على الرغم من أنها في خطر أن يتم الاستحواذ عليها من قبل شركة لينوفو الصينية.

ارتفعت أسهم "إتش بي" 2.5 في المائة منذ يوم الأربعاء، عندما أعلنت شطب الأصول بقيمة ثمانية مليارات دولار، وذلك أيضاً لأن الشركة رفعت توقعاتها عن أرباح التشغيل لربع السنة المالية الحالية.

مع ذلك، وصفت السيدة وايتمان أعمال الخدمات، المسؤولة عن 30 في المائة من العائدات، "كتحد"، وما تتوقعه هو من ثلاث إلى خمس سنوات لعمل انعطاف جذري بالشركة.

عانت شركة إتش بي كما الآخرون في الاستعانة بمصادر خارجية لنظم المعلومات والاستشارات من وجهات بعيدة عن الصفقات الكبيرة مثل تلك التي عقدت في 2006 عندما منحت شركة جنرال موتورز عقوداً خارجية قيمتها 7.5 مليار دولار على مدار خمسة أعوام لأمثال "إي دي إسط، و"إتش بي" و"آي بي إم".

يقول آنديرسون إن تقليص الصفقات يعني أن مقدمي الخدمات الكبيرة سيصبحون صعبي المراس وسيحتاجون إلى تقليص أنفسهم.

ويضيف مستطردا: "لقد سمعنا عن أنها أكبر من أن تفشل في قطاع الخدمات المالية على مدار الأربعة أعوام الماضية، لكن، في تلك الصناعة، ربما بعض مقدمي الخدمات هؤلاء أكبر من أن ينجحوا الآن".

تركز شركة إتش بي بشكلٍ أكثر على مناطق معينة مثل خدمات الحوسبة السحابية والتأمين التي لا تحتاج للأشخاص بشكل مكثف.

يقول كروفورد ديل بيريت، المحلل في شركة إنترناشونال داتا كوربوراشن: "ما نشهده الآن هو إعادة تشكيل للعمل من قبل شركة إتش بي".