تمكن محمد كنعان من تأسيس أول فندق لا منافس له في مدينة بعلبك، إذ لا يوجد فيها سوى فندق يتيم (موتيل) هجره أهله منذ زمن بعيد.

صحيح أنه لم ينل شهادة في المجال الذي عمل فيه، لكنه سعى إلى تطوير نفسه، ليدخل عالم الفنادق بقوة.

فتدرب، وتتطور واسس عملا فريدا من نوعه في منطقة غنية بالتراث الأثري، لكنها تفتقر إلى أدنى مقومات السياحة.

وكي يطور منطقته، حبا لها وتعلقا بها، أسس رجل الاعمال اللبناني "فندق كنعان"، خدمة للسياحة التراثية.

وللإطلاع أكثر على عمله كان للـ"إقتصاد" مقابلة خاصة مع محمد كنعان، تحدثنا فيها عن مسيرته وأهم مراحل حياته.

أين تلقيت دروسك العلمية؟ وكيف انطلقت فكرة مشروع "فندق كنعان"؟

تلقيت تعليمي في منطقة بعلبك، ومرت علينا في طفولتي أيام صعبة جدا بسبب الحرب اللبنانية. وفي أول شبابي، افتتحت محال للألبسة في سوق بعلبك، وهو اليوم من أقدم المحلات.

ومع مرور الزمن، التفتت إلى أهمية السياحة في المنطقة ، وافتقارها إلى فنادق قادرة على استيعاب السياح الأجانب، أو اللبناننين القادمين من مناطق بعيدة.

بالتالي انطلقت فكرة بناء فندق وسط مدينة بعلبك، من حاجة المنطقة إلى هكذا مشاريع تخدم السياحة. فبحسب الإحصاءات، يدخل قلعة بعلبك الأثرية بين 300 و 400 ألف شخص سنوياً، ولاستيعاب هذا العدد يفترض  وجود بين 20 و30 فندق بحجم الفندق الذي تملكه. وأهالي بعلبك يرددون دائما أن السياح يقصدون القلعة ولا يدخلون بعلبك. أي أنهم يصلون إلى مدخل المدينة الجنوبي، حيث القلعة ويخرجون دون التجول في الاسواق لان لا مجال للمنامة فيها.

والمشكلة ليست بالسياح، إنما عدم تجهيز المدينة لاستقبالهم، وهو أمريعود إلى القوانين المرتبطة بالاستثمار غير المشجعة.

لكن فندقنا، تم بناؤه بحسب القوانين الإسثنائية.

ما هي مصادر التمويل التي اعتمدتم عليها في بناء واستكمال المشروع؟

بعد أن وجدنا أن مشروع بناء الفندق هو أساسي وليس اختياري، بدأنا نفكر بالتمويل، الذي لم يشكل عائقا أمامنا، لأن الرؤية البعيدة للمشروع كانت واضحة، وجدواه الإقتصادية مربحة.

أما أرض الفندق فكان أبي قد أورثني إياها، واعتمدنا بشكل كبيرعلى كفالات. وبما أن القرض لا يعطى إلا في حال أثبت المتدقمون بالمشروع أن جدواه الإقتصادية مربحة وجدية.

على هذا الأساس أعطانا البنك 3 قروض، قيمة كل واحد منهم 300 مليون ليرة. ذلك لأنه مؤمن بالجدوى الإقتصادية المقدمة، والتي أثبتت أن المشروع منتج.

إلا أن ما درسناه لم يتحقق على أرض الواقع، على الرغم من أن المشروع كان واقعيا.إذ إن الإنطلاقة تزامنت مع الأحداث التي شهدها لبنان من عام 2013 لغاية اليوم.

أي عنصر شكل بالنسبة لكم صدمة، أو عائق في مراحل تطور المشروع؟

شكلت الأوضاع الأمنية عائقا أمامنا، وأدت إلى حركة خفيفة، ففي سنة الـ2010-2011 بلغ عدد زوار قلعة بعلبك، بحسب شباك التذاكر 280 ألف سائح، وبدأ يتراجع تدريجيا حتى سجل في السنة الماضية 9000 سائح. وهو عدد منخفض جداً بالنسبة لما كان متوقعا.

وكنا قد توقعنا أن تنتقل عدوى افتتاح المشلريع السياحية إلى أصحاب رؤوس الأموال في المنطقة، على أمل أن يكون الفندق نموذجا مشجعا إلا أن الأوضاع الأمنية حالت دون تحقيق ذلك.

هنا لا بد أن أشير إلى أن السياحة البيئية في لبنان، وبعلبك بشكل خاص هي شبه معدومة.

برأيك ما هو العنصر الأهم في نجاح مشروع ما.. الخبرة أم رأس المال؟

الفندق وعلى الرغم من ضعف السياحة، هو مشروع ناجح ومستمر، ويبقى عامل جذب في المنطقة كونه فريد من نوعه. وأحد الأسباب الأساسية لنجاح المشروع هو تخصص إبني في مجال إدارة الفنادق، والذي تولى الأمور التطبيقية في الفندق.

وبما أن تعليمي لم يكن على ارتباط بالفنادق خضعت إلى دورات تدريبية عن طريق السفارة الإيطالية. وتابعنا الموضوع بطريقة جدية، ذلك لنقدم أفضل خدمة لنزلاء الفندق.

هل تفكرون قريبا بتوسيع نشاطكم السياحي؟

لقد مررنا بظروف أمنية واقتصادية، أصعب من الظروف الحالية. بالرغم من الحرب اللبنانية، أصرينا على الاستمرار في أعمالنا التجارية.

كذلك اليوم، نحن مصرون على الاستمرار، وتوجد لدينا دائما رغبة في التطور. أفكر حاليا بشراء الأرض المجاورة للفندق، وتوسيع العمل عليها. لأنني أرى الإستثمار، أفضل بكثير من ترك الأموال في البنوك. فتشغيلها يعود بالنفع علي، على الموظفين، وبالتالي على المنطقة ككل.