إنجاز لبناني جديد خرج إلى العالم منتظراً أن يتطوّر ليصبح مشروعاً كاملاً متكاملاً، الإنجاز التكنولوجي قام به مراهق لبناني لا يتعدّى سنه الـ17 عاماً، رالف شلهوب إبن الأشرفية إستطاع مع أربعة من أصدقائه في مدرسة "سيدة الجمهور" بإبتكار تطبيق ذكي يهدف إلى تخفيف العبئ والتعب عن المسافر والسماح لحقيبته، بواسطة تطبيق على الهاتف، أن تلحقه دون أن تضيع منه كما يحصل عادة في أغلب مطارات العالم.
في حديث مع موقع "الإقتصاد" أشار رالف إلى كيفية ولادة الفكرة وكيف تطوّرت معه ورفاقه، لتصبح حقيبة ذكية مرتبطة بتطبيق على الجوال يسمح لها التحرّك، تحت إسم "Follow Me Suitcase"، أي "اتبعيني أيتها الحقيبة"، وحصلوا على إبتكارهم المتطور على عدة جوائز في المانيا والكويت، فيقول "الفكرة جاءت صدفة حين قمنا مع مدرسة الجمهور برحلة إلى دبي، وكما هو معروف أن المطار هناك هو الأكبر في العالم وبالتالي سحب الحقيبة أو جرها أمر متعب جداً، ناهيك عن إحتمالية فقدانها وسط الزحام الشديد، ومن هناك جاءت الفكرة وقررت أنا وأربعة من زملاء المدرسة (كل واحد منهم في صف)، بضرورة البحث عن طريقة ما للحد من هذه الآفة، وبما أننا نعيش عصر التطبيقات التكنولوجية، أتت الفكرة من هذا القبيل وفي غضون أربعة أشهر وضعنا التخطيطات ونفذناها وعرضناها في المدرسة".
عمل جماعي لساعات مكثّفة أوصلتهم نحو الجوائز العالمية
رالف لم يعمل وحيداً خلال الفترة، فكان معه مكسيم حداد وآلان أبو راشد، جوزيف زاخر، مارك هليلوس من مدرسة "سيدة الجمهور"، في منتصف العام 2015 بدأوا لتحضير لمشروعهم وداخل أحد مختبرات المدرسة كانوا يخصصون ساعات مكثّفة يومياً، وعقب الإنتهاء من صفوفهم، لوضع التخطيط وتطبيقه في كل مرحلة، وعلى مدار أربعة أشهر إمتدت بين شباط وأيار الـ2015، واظبوا على تطوير التطبيق وتجربته على حقيبة على شكل روبوت داخل المدرسة، وبعد الوصول إلى هدف المنشود أعلنوا عن إنجاز مشروعهم امام إدارة المدرسة، إذ ساعدتهم للمشاركة في مبارات متخصصة بالعلوم داخل الجامعة الأميركية في بيروت، ومن بين عشرات المتسابقين الذين عرضوا مشاريعهم حصل رالف وأصدقائه على ميدالية ذهبية مع جائزة المرتبة الأولى عن هذا التطبيق الذكي، هذا الأمر فتح المجال امامهم للسفر إلى المانيا.
ويقول مارك هليلوس (أحد الطلاب المشاركين) لموقع "الإقتصاد" إن "خلال مشاركتهم في معرض فرانكفورت للعلوم والتكنولوجية في المانيا حصلوا أيضاً على الميدالية الذهبية وشهادة تقدير وبراءة إختراع، بعد ذلك سافروا إلى دولة الكويت للمشاركة في مسابقة مشابهة، وفي هذه الإمارة سجلوا إنتصاراً جديداً لهم ولبنان وحصلوا على جائزة "المبتكرون الشباب" أو (best young inventors) ، وبعد عودتهم إلى لبنان توجهوا مع أستاذ الفيزياء في مدرسة الجمهور والذي كان متابعاً ومشرفاً على مشروعهم مرحلة مرحلة، إلى وزارة الإفتصاد حيث التقوا الوزير آلان حكيم، وسجلوا براءة إختراعهم لحمايته، ولكن ما ينقصهم اليوم هو دعم مادي يقارب الـ100 ألف دولار أميركي، وذاك لتأسيس شركة تطوّر هذا الإختراع المؤلف من تطبيق وصناعة حقائب ذكية، لكي يصبح متداولاً في لبنان والعالم، ولكن حتى اللحظة لم يلقوا هذا الدعم.
الحقيبة تتبع أثر صاحبها بواسطة تطبيق خاص
وعن كيفية عمل هذا التطبيق تفصيلياً، أخبرنا الشاب آلان أبي راشد (16 سنة)، أن "Follow Me Suitcase"، أو"اتبعيني أيتها الحقيبة"، تقتفي أثر صاحبها دون أي مجهود منه، وهي مزودة بنظام تعقب عبر الأقمار الصناعية "جي بي إس" ويمكن التحكم فيها عن بعد، حيث تم زرع شريحة هاتف محمول تعمل بنظام اتصالات عالمي لإبلاغ صاحب الحقيبة بمكان تواجدها عن طريق هاتفه المحمول، ولكن لا بد من تزويد الحقيبة بهذا التطبيق أيضاً، أي يصله رابط وجود الحقيبة تحدياً بواسطة رسالة مع منبه صوتي للفت نظره، وعبر هذه الرسالة يمكنه التوجه إلى مكان وجودها، إلى جانب ذلك يقدم التطبيق خدمة تحديد الوزن بالحقيبة وهل إذا كانت زائدة عن حد الحمولة المسموح بها أم لا، كما يمكن السير وراء صاحبها بواسطة خيار موجود في التطبيق الهاتفي، وفي حال كان وزنها فوق الزائد تعطيه إشارة إلى عدم السير.
