أيام قليلة تفصلنا عن بداية السنة الجديدة، وعادة في مثل هذه الأيام أي في  أسابيع الأعياد والعطل، غالباً ما كانت تشهد فنادق لبنان إزدحاماً هائلاً، إلا أن هذا العام مؤشرات حجوزات الفنادق لا تبشر بالخير، وبحسب توصيف نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر للوضع بالكارثي في إتصال معه من موقع "الإقتصاد"، مشيراً إلى أن نسبة الحجوزات في جميع فنادق لبنان لم تتجاوز الـ37%، في وقت شهد العامين 2009 و2010 إزدحاماً هائلاً تخطّى حاجز الـ100%.

وعلى الرغم من تراجع الإقبال على الحجوزات، هناك بعض الفنادق شهدت إزدحام نزلاء فيها، فيما أخرى (وتنصف ضمن فئة الخمس نجوم) كانت الحركة فيها بطيئة، لتنعدم في فنادق أخرى خارج بيروت وتحديداً في المناطق الجبلية.

وضع فنادق جبيل أفضل حال من بيروت

من بيروت انطلق موقع "الإقتصاد" بجولة على بعض الفنادق  المنتمية إلى كافة التصنيفات السياحية، بدءاً من فندق "روتانا جيفينور – الحمرا" الذي أكّدت إدارته أن نسبة الحجوزات ممتازة، وأنه منذ 10 كانون الأول حتى ما بعد 1 كانون الثاني 2016، هناك حركة نزلاء كثيفة، أما بالنسبة إلى الأسعار فالفندق لم يقدّم أي عروضات لكن إحتفظ بأسعاره حسب الغرفة.

إلا أن فندق "فينيسيا" الذي إعتاد في مثل هذه الأيام على حركة ناشطة، خاصة أنه إعتاد أيضاً على تقديم حفلات لكبار نجوم العرب في صالاته الثلاث المخصصة للمناسبات الكبيرة، هذه السنة الوضع  لن يكون كذلك وسيكتفي بتقديم حفلة واحدة إلا أن أسعار الليلة لا تقل على الـ125 دولار وتصل حتى 700 دولار أميركي. وبالنسبة إلى الحجوزات فيه فضلت الإدارة عدم الخوض بالموضوع مشيرة إلى أن هناك تراجع نوعاً ما وقد يكون نحو 40% عن الأعوام السابقة.

أما فندق "الحبتور" فلن يشهد هذه السنة حفلات ضخمة كما إعتاد سابقاً، نظراً لتراجع الأوضاع الإقتصادية وتوتر الجو السياسي ما إنعكس سلباً على نسبة إقبال الزوار وخفض عدد النزلاء في الفندق الذي إحتفظ بأسعاره المعتادة حسب الغرفة، مع زيادة طفيفة بالأسعار كونه موسم أعياد، ولا تقل الغرفة فيه عن الـ200 دولار في الليلة للغرفة العادية، وتصل إلى 450 دولار للجناح خلال موسم الأعياد.

أما للفنادق الأقل تصنيفاً من حيث الفخامة، مثل فندق "الكومودور" ( وهو 4 نجوم)،  فتشير مصادر من الفندق (قسم المبيعات) أن الحركة مقبولة نوعاً ما، والأسعار متوسطة وتشجيعية، لكن الحركة ليست كالعام 2011 و2012، كون في تلك السنوات كانت الحرب في سوريا ببدايتها ما ساهم بتدفق هائل لنزلاء من دمشق وحلب إلى بيروت، ولكن اليوم الإعتماد على بعض العرب الغير خليجين، أما الأسعار فهي لا تقل عن الـ75 دولار للغرفة العادية،  ولا تزيد عن 250 لليلة الواحدة للجناح الملكي.

أما جبيل فنسبة الحجوزات فيها أفضل من بيروت، وبحسب معظم أصحاب الفنادق داخل المدينة التاريخية، فإن هناك إقبال من نزلاء لبنانيين ومن بعض العرب، ويصل مجموع الفنادق فيها 15 واحداً، بينهم فندقا مصنفاً ضمن فئة الخمس نجوم وأخراً أربع، أما البقية فهي عادية.

وفي فندق "بييبلوس سور مير" (Byblos sur mer)، وهو من فئة الخمس نجوم، فإن إعتماده على حفلتي الميلاد ورأس السنة هو الأساسي، ورغم ذلك تعتمد الإدارة على عدد كبير من لبنايين حجزوا من مناطق بعيدة كي يحتفلوا برأس السنة ويبقوا في الفندق، ولكن بالنسبة إلى بقية الأيام فهناك إعتماد على نزلاء سوريين ومصريين وبعض الأردنيين. وتصل نسبة الحجوزات حوالي 70% من مجمل الغرف، وهي نسبة جيدة مقارة بفنادق بيروت المعروفة، اما الأسعار فهي بين 230 دولار أميركي للغرفة الصغيرة و320 دولار للغرفة الكبيرة.

أسعار الحفلات والفنادق تراجعت لكن الإقبال بطيء

بحسب بيار الأشقر فإن "مقارنة مع السنوات السابقة، فالإجازة كانت تترواح بين 10 و15 يوماً، حيث يقصد السائح لبنان، سواء الخليجي أو اللبناني المغترب، منذ العشرين من كانون الأول إلى ما بعد عيد رأس السنة. والمغتربون الذين يعيشون في أوروبا معظمهم لا يملكون منازل فكانوا ينزلون في الفنادق. اليوم غاب الخليجي، والسياح يتوزعون بين الجنسيات السورية والمصرية والعراقية والأردنية، لا تتجاوز نسبة إقامتهم ثلاثة أيام، بقصد تمضية عيد رأس السنة فقط، وفرق تقليص الأقامة يصل إلى 60%. كما أنّ ضعف الطلب أدى إلى مضاربة في الأسعار، فتراجعت أسعار الفنادق وكذلك أسعار بطاقات الحفلات، فلم نعد نسمع بأرقام 500 أو 1000 دولار لحفلة ليلة رأس السنة، ونرى الفنانين اللبنانيين توجهوا بمعظمهم لإحياء حفلات خارج لبنان".

ويضيف: "في السنوات السابقة كانت حجوزاتنا تسجل نسباً مذهلة، تصل على مدار السنة الى 70%، وفي بعض السنوات لامست نسبة الـ 92% طيلة أيام السنة. كما أننا في السابق لم نكن نحجز إلا عبر بطاقات الإئتمان. اليوم يقال لنا لا أملك بطاقة وإذا كنت ملزماً بالدفع المسبق للحجز فسألغيه. فالوضع كارثي في ظل التراجع الحاد وزيادة الخسائر".

ويعتبر الأشقر إلى أن هذا القطاع لا يجب أن ينتظر فترات الأعياد، لا بل يجب أن تكون هذه المناسبات بمثابة "bonus".

تجدر الإشارة إلى أن حركة الفنادق كانت متوسطة بعد إنتهاء موسم الصيف الماضي، ومعظمها كان معوّلاً على الأعياد، خاصة ان عيدي الميلاد والنبوي الشريف هما فرصة للبنانيين والعرب المسيحيين والمسلمين لأخذ إجازاتهم وتمضيتها في لبنان، ولكن اليوم بحسب مدراء بعض الفنادق الذين تواصلنا معهم يؤكدون بأن دبي وتركيا أصبحتا الوجهتان الأكثر إقبالاً لسواح العرب.

كما أن أبرز السياح الذين حجزوا في فنادق لبنان هم :أردنيون ونسبتهم عالية مقارنة بالخليجيين، ثم يأتي المصريين ومن ثم العراقيين، أما السوريين فهم أصلاً يشغلون بعض الفنادق بشكل موسمي لا علاقة له بالأعياد.

فنادق جديدة ظهرت في العام 2015 رغم الوضع البائس

وفي هذا الخصوص، أطلعنا مصدر مهم في وزارة السياحة على لائحة الفنادق التي إفتتحت خلال العام 2015، بالرغم من تردي الأوضاع الإقتصادية، وقد شهد القطاع الفندقي ولادة 8 فنادق، في بيروت ظهر فندق "بريدج سويت" تصنيفه 5 نجوم، اما خارج العاصمة فقد تم إفتتاح فندق "بلو لايك" في بلدة صغبين البقاعية وهو من فئة الأربع نجوم، وفي درعون (جونيه) فندق "بيلاج" (3 نجوم)، في بعلبك "كنعان غروب" (3 نجوم)، جزين "باين فييو" (4 نجوم)، على طريق المطار "فندق الساحة" (4 نجوم)، بلدة "القرّية –الشوف" فندق "شيري بلسوم" (4 نجوم) وفي الحازمية فندق "دوفين" (نجمة واحدة).

وبحسب المصدر من وزارة السياحة، فإن من خلال الطلبات التي تقدّم اليه بلائحة النزلاء وتراخيص الحفلات فهناك تراجع ملحوظ جدا عن الأعوام السابقة، ولا يمكن بالقول أنه جيد، فعدد النزلاء خلال الشهرين الأخيرين حتى نهاية العام 2015، ليس على ما يرام وسجل تراجع عن العام الماضي بنسبة 30%، وهو رقم لا يبشر بالخير.

ويضيف المصدر" فيما خص الحفلات، فالأسعار هذه السنة مرتفعة جداً، ولا يوجد حفلة بسيطة أقل من 85 دولار أميركي وهذا الرقم غير متوفر في المطاعم، بل أسعار في المقاهي والعلب الليلية، كما لاحظنا نقص في عدد طلبات تراخيص لحفلات رأس السنة عن السنتين الماضيتين، حتى هناك غياب تام لأسماء وحفلات ضخمة، أما بالنسبة إلى الأسعار فالوزارة هي معنية بمراقبتها والموافقة عليها بعد الإطلاع على لائحة مفصلة ما ستتضمنه الحفلة من نوع الماكولات والمشروبات والتقديمات الاخرى".

ويتابع المصدر"لكن عادة في ليلة رأس السنة، لا تتدخل الوزارة كثيراً كونها الليلة الحرة التي من حق صاحب المطعم أو الفندق تحديد أسعاره، شرط الإلتزام بما سيقدمه حسب الإعلان الذي وضعه، فلا يحق له ذكر مشروب فاخر مفتوح وان يقدم في هذه الليلة مشروب درجة ثانية وبكمية محددة وإلا من حق المواطن تقديم بلاغ في الشرطة السياحية بحق هذا الفندق او المطعم".