آمن بمشروعه علما بأن خبرته في المجال كانت قليلة... اعتمد على دراسته ورؤيته وأنشأ مشروعا من الأراضي التي كان يملكها.

الرؤيا الواضحة لمشروعه، إلى جانب طموحه الكبير ساعداه على النجاح في مشروع فريد من نوعه.. كثر منافسيه بعد فترة من انطلاقته.

إنه هشام خوري مؤسس وصاحب منتجع "Nature Land" الذي أحرز بصمة فريدة في فترة قصيرة. وللإطلاع أكثر على المشروع، مميزاته وخدامته، كان للإقتصاد مقابلة خاصة مع خوري.

أين تلقيت تعليمك المدرسي.. وكيف انتقلت من الدراسة إلى تأسيس المشروع؟

تأسست في ثانوية "ضهور الشوير الرسمية"، بعدها نلت شهادة في الهندسة المعمارية من الجامعة اللبنانية، وتخصصت في هندسة الحدائق.

وأثناء دراستي  بدأت بمشروع "Nature land" كهواية، لأن منطقة زبدين في الجبل كانت من المناطق المهجرة  وبعد عودة المهجرين، أصبح هناك حركة إعادة إعمار للمنطقة، وكنا نمتلك أراضي مهملة.

هذه الأراضي، كانت يقصدها الناس، لإقامة مخيمات، لأنها منطقة صنوبرية.. من هنا انطلقت الفكرة، وبدأنا بتجهيز الأرض لاستقبال المخيمات الكشفية.

هل كنتم تملكون رأس مال مادي، غير الأراضي الصنوبرية؟

لم نكن نمتلك رأس مال مادي آخر، وبدأنا بالمشروع من نقطة الصفر، لكن هذا الأمر شكل عائقا أمامنا في التطور. فالتمويل هو عامل أساسي في المشروع، لكن العملية كانت سلسة، لأن الرؤيا الأساسية التي وضعناها للمشروع كانت واضحة ومحددة الأهداف.

وبوجود العقل والرؤيا الكاملة، إلى جانب الإستفاداة من أشخاص متخصصين في هذا المجال، ينجح المشروع.

ما هو بالنسبة لك الأهم للنجاح، الخبرة أم رأس المال؟

السبب الرئيس الكامن وراء النجاح، هو العقل. فأنا لم أكن أملك خبرة في مجال الأعمال الذي خضته. وحاليا انتقل عملنا من المخيمات، إلى أن أصبح المشروع عبارة عن منتجع كامل، يستضيف عائلات، أفراد، وجمعيات ومدارس...

فبالعقل والطموح يصل الإنسان إلى هدفه. ذلك لأن القروض التي تدعم المشاريع أصبحت مؤمنة من الكثير من الجهات.

كما استحدثنا اليوم، مشروعا فريدا من نوعه وهو الـ"Bangalow"وهو عبارة عن شاليهات خشب، مفروشة

لاستيعاب الأشخاص الراغبين بالتخييم طيلة أيام السنة، وللخروج من الفكرة السائدة، بأن المخيمات هي فقط لجيل الشباب.

فالجميع الآن بات يرغب الخروج من المدينة وازدحامها، لذلك خلقنا متنفس ليبقى على مدار السنة قادر على استقبال الزوار.

ما هي التكلفة التقريبية لإمضاء ليلة في المخيمات التي تقيمونها؟

التكلفة لإمضاء ليلة واحدة في المخيم قد تكون 20 دولار، وهي تكلفة مناسبة لمعظم الناس. كما يمكن أن يدفع الزائر  200 دولار لليلة واحدة، لأننا اليوم خلقنا بيوت حجر، مبنية بطريقة تبين أنها قديمة، بعمر الـ200 سنة ، فيها كل مستلزمات الراحة.

كذلك الجاكوزي للذين يقصدونا لتمضية شهر العسل مثلا، مع الإشارة إلى أننا اليوم في طور تأجير ساحات مكشوفة للأعراس.

أما عن النشاطات، فقد اخترنا ما يتناسب مع الموقع الطبيعي. أهم هذه النشاطات هو المشي على الحبال بين الشجر، ولعبة القوس النشاب، التسلق، إلى جانب زيارة مغارة الرميل وغيرها من النشاطات.

أما السلامة العامة فهي مؤمنة، عن طريق وجود مشرفين على النشاطات، وفريق الصيانة مختص للتأكد دائما من أن جميع أدوات اللعبة مؤمنة.

هل يقصدكم زوار من غير اللبنانيين، كالخليجيين أو الأوروبيين؟

السياحة حاليا متوقفة، لذلك من الطبيعي أن ينخفص عدد الزوار الين يقصدونا من الخارج. لكن عندما كانت السياحة اللبنانية في وضع أفضل من اليوم كنا نستقبل زوارا خصوصا من أوروبا، لأنهم يرغبون بهذا النوع من المخيمات.

لكن هنا لا بد من الإشارة إلى أن لبنان، منذ أن دخلنا في المشروع، لم يستقر أمنيا بشكل تام. ونحن نتأثر بالوضع الأمني، الذي يلقي بظلاله على الوضع الإقتصادي.

ما هي مشاريعكم  العازمين على تطويرها؟

ورش التحسين والتطوير، قائمة دائماً لكننا حاليا في طور التركيز على مشروع استقبال الأعراس. فالأرض التي نملكها، ذات طبيعة جذابة، إلى جانب أشجار الصنوبر التي تعطي رونقاً ومنظرا جذاب.

كما أننا سنتعاون مع منظمين للأعراس، لأننا نؤمن بأن العمل الصحيح، الذي يؤدي إلى النجاح ينتج عن فريق عمل كامل، تقسم عليه المهام، كل حسب اختصاصه.

وسنعمد في أول سنة إلى الحسم بنسبة 50% لتشجيع الناس للإقبال على هذا النوع من للأعراس.

هل تقوم بمشاريع بالتزامن مع مشروع "Nature land" ؟

نحن نملك شركة تتعاطى في أمور هندسة الديكور، لها فرعين في قطر والكويت. كما بدأنا بشركة " extreme nature" التي تتعاطى بعمل البيوت الخشبية.

فكرة هذه الشركة انطلقت من الـ"Bangalow"الذي بدأنا فيه في الـ"Nature Land" لأن البناء بالخشب يختلف عن البناء بمواد أخرى.

كما أن كل هذه الأعمال تنطلق من حب الطبيعة والأرض. وهو الأمر الذي اكتسبناه من خلال التربية، التي تسير حياة الإنسان دون أن يشعر.

ما هي نصيحتكم للسباب اللبناني الراغبين بإقامة مشاريع مهمة في ظل الأوضاع الإقتصادية المتردية؟

العامل الأهم الذي يساهم في نجاح المشروع، هو تميز الفكرة ، فنحن عندما انطلقنا بالفكرة، لم يكن هناك مافسين. أما اليوم فقد أصبح هناك العديد من المشاريع المماثلة.

دائما في لبنان، يرغبون بتجربة وزيارة المواقع الفريدة من نوعها. ولنجاح الفكرة يجب على الشخص أن يؤمن بها ومن ثم تطبيقها وفق الأصول.