ألحق ​صندوق النقد الدولي​ عملة ​اليوان​ بسلة العملات التي يعتمدها في ادخاره لاحتياطي العملات. وهي خطوة كبيرة ومهمة تخطوها ​الصين​ نحو اندماج أكبر في منظومة الاقتصاد العالمي، الامر الذي يكسر هيمنة دامت عقوداً لكل من أميركا وأوروبا واليابان على هذه المنظومة.

كما قرر المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي والذي يمثل 188 دولة عضو، أن اليوان يطابق المعايير المطلوبة ليحظى ب"حرية الاستخدام" مثله مثل الدولار واليورو والباوند والين. وأتت الموافقة على هذا القرار بشكل متوقع بعد أن أعلنت رئيسة مجلس ادارة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن العاملبن تحت اشرافها يوصون بالحاق اليوان بسلة العملات.

هذا التبدل الاول لتركيبة العملات في الاحتياطي العالمي منذ عام 1999 عندما حل اليورو مكان المارك الالماني والفرانك الفرنسي. وهي خطوة عملاقة لليوان في كسب الثقة العالمية، وهي العملة التي كانت تستخدم منذ وجودها بعد الحرب العلمية الثانية في البلاد الخاضعة للنظم الشيوعية فحسب. علماً أن صندوق النقد الدولي يراجع تركيبة سلة العملات كل 5 سونات، وكان الحاق اليوان قد رفض عام2010 لعدم مطابقته للمعايير المطلوبة. 

أما اجراءات عملية الالحاق فستتم في 1  تشرين الاول 2016 وستشكل قيمة العملة % 10.92 من السلة وفق ما يقوله صندوق النقد. كما ستشكل قيمته % 41. 73 من الدولار و%  30.93 من اليورو و% 8.33 من الين و% 8.09 من البوند. وتشكل قيمة الدولار حاليا % 41.9 من اجمالي قيمة السلة و% 11.3 للبوند أما الين فيشكل%  9.4 من القيمة.

وكان اليوان قد تراجع الثلثاء في التجارة الخارجية في ظل شكوك حول عزوف البنك المركزي الصيني عن التدخل بعد التصويت الحاصل في صندوق النقد الدولي حول تركيبة احتياطي العملات. والهدف البعيدالمدى يتمثل بتخدلات محدودة، وفق حاكم مصرف الشعب الصيني يي غانغ، الذي اعتبر تأرجح أشد الى الجهتين سيكون طبيعيا.  

وفي تقرير أولي في تموز توقع فريق صندوق النقد الدولي أن قيمة اليوان ستصل الى 14 حتى 16 %من اجمالي قيمة السلة. وستؤثر هذه القيمة على الدول التي تستفيد من قروض الصندوق، كما ستزيد من كم تدفقات العملة الصينية في الاشهر اللاحقة.

ويتوج القرار المتخذ عملة اليوان كحلال لمشاكل النظام المالي العالمي والذي انتقده قادة الصين على اثر الازمة العالمية. فقد اعتبر حاكم مصرف الشعب الصيني زو كزياوشوان في خطاب له في لندمارك عام 2009 أن نظام يعتمد بشدة على عملة موحدة (الدولار) هو نظام يضمر الأزمات في طياته. وهذه القناعة دفعت قادة الصين الى الدفع بالالحاق اليوان في سلة العملات والتي تستخدمها الدول لسد حاجتها من احتياطي العملات.

وأتت توصيات فريق عمل الصندوق بناءاً على الاستخدام المتزايد لليوان في التجارة والتبادل العالميين والسياسات الاصلاحية التي سمحت لليوان بالتوظيف السلس في عمليات تشكيل الاحتياطي اضافة الى خطوات قامت بها الصين للتزويد بالمعلومات وفق ما عبر عنه صندوق النقد.