غياب ركن من أفراد عائلته في صغره لم يقف عائقا أمام طموحه الذي ناضل من أجله... أما والدته فكان لها الفضل الكبير في محاولة تعويض غياب الأب.. لتعلمه في أهم المدارس والجامعات.

ولأن المسير المحدد والهدف المنشود، كان إنشاء عمل منفرد في مجال المحروقات، أسس مدير محطة هاشم، مالك هاشم واخوته محطة هاشم الأولى في ضاحية بيروت..

من محطة صغيرة إلى 16 محطة  تغطي كافة مناطق بيروت إضافة إلى بعض مناطق الجنوب، تنتقل الآن عائلة هاشم المؤسسة لسلسلة محطات هاشم من العمل في مجال المحروقات إلى السياحة الداخلية.

و للإطلاع أكثر على مراحل تطور عمل عائلة هاشم، ومشاريعهم المستقبلية.. كان للـ"إقتصاد" مقابلة مع أحد مؤسسي محطات هاشم، مالك هاشم.

أين تلقيت علومك المدرسية والجامعية؟

تلقيت دراستي المدرسية في "الفرير" في جبيل، ثم نلت شهادة إدارة الأعمال من الجامعة "اليسوعية". وما هو أهم من الجامعة لتأسيس عمل ما فهي الخبرة في الحياة.

كما أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالغرابة عند الإنتقال من القطاع النظري الذي نكتسبه في الجامعة، إلى العملي في الحياة المهنية.

فالفارق ما بين المتعلم وغيره ممن يدخلون هذه القطاعات دون التحصيل العلمي، هو أنه ما يمكن أن يكتسبه تلميذ الجامعة في ساعة، يحتاج غيره إلى 3 أيام ليتعلمه.

أين أسستم أول فرع لمحطتكم؟

أسسنا أول محطة في منطقة المعمورة عام 1986. كانت محطة صغيرة وكان لبنان يشهد وقتها أحداث الحرب الأهلية، وأزمة بنزين، لكننا تخطينا هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة.

كيف يمكن لأي شخص أن يؤسس عملا على هذا القدر من الأهمية، في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة؟

لبنان هو بلدنا، ومهما سافرنا سنعود للإستقرار في لبنان، ونظرتي الشخصية هي أن الإستقرار الحقيقي هو في لبنان، فالمثل اللبناني يقول: "الرزق اللي مش ببلدك لا إلك ولا لولدك" ، كما أن يمر دائما بحالة حروب، فما نمر به اليوم هو أيضا حرب وعلينا التاقلم معه.

هل تستوردون المواد النفطية من الخارج أم تتعاملون مع جهات داخلية؟

نحن نتعامل مع الشركات الداخلية المستوردة مثل "هيبكو" و"ميدكو"

هل واجهتم صعوبات مادية في بداية تأسيس عملكم؟

في بداية حياتي، عملت في" بنك الجمال" لمدة 7 سنوات، وتزامن جزء من هذه الفترة مع فترة دراستي الجامعية، وكان حلمي منذ الصغر أن أؤسس محطة، وعندما سمحت لي الفرصة بذلك، قدمت استقالتي من البنك وتفرغت لتأسيس المحطة.

عندما بدأت في العمل، كنت أفقه في المحطات أكثر من أي شخص آخر يملك محطات، نظرا للخبرة التي اكتسبتها من العمل في البنك.

أحسست بأن الوظيفة أصبحت مضيعة للوقت، فحققت حلمي بتاسيس أول محطة. نحن حاليا نملك 16 فرعا لمحطات هاشم، موزعة بين بيروت وضواحيها اضافة إلى 3 محطات في الجنوب في النبطية، حاروف وصور.

لقد بدأنا بالتوسع عام 1994، بعد أن وضعنا استراتيجية محددة للسوق، وقررنا أن يكون على كل طريق رئيسي فرعا للمحطة.

لماذا لم تفكروا بالتوسع خارج لبنان، في المحيط العربي مثلا أو أبعد؟

نحن نملك كل المقومات التي تؤهلنا للتوسع، لكن على صاحب العمل أن يكون لديه إدارة جيدة، تخوله السيطرة على العمل ودراسة السوق بطريقة علمية، وعندما نجد سوقا مناسبا للتوسع، نباشر بالعمل فوراً.

إلا أننا اليوم نتجه إلى قطاع السياحة الداخلية لأن سوق المحروقات، يتعرض لمنافسة قوية، إذ كثرت المحطات. عملنا يستمر بالنجاح لكن ليس بالمستوى المطلوب.

ونتيجة تذبذب أسعار النفط في العالم، نقع في بعض الخسائر، لذلك نعمل على توزيع استثماراتنا ، لا حصرها في مكان محدد.

هل تعارضون فكرة إدخال شركاء جدد من خارج العائلة لإدارة الأمور؟

نحن لم نواجه مشاكل في الإدارة، ولدينا كافة القدرات إذ إن كل فرد منا يتمتع بقدرات معينة يدير من خلالها مهمته.

هناك في العائلة مجازين في إدارة الاعمال، إلى جانب أخي المهندس.

ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ وهل هي محلية أم ستتعدى حدود الوطن؟

مشاريعنا محصورة في لبنان وقد توجهنا منذ فترة نحو المشاريع السياحية الداخلية، مثل المقاهي ومرافق خاصة للأطفال وقد بدأنا في بولفارد كميل شمعون، والقاسمية في الجنوب  إضافة إلى مشروع قيد الإنشاء في صور من المفترض أن يصبح جاهزا في مدة أقصاها 7 أشهر.

ما هي نصيحتكم للشباب اللبناني.. ممن يريد البقاء منهم في لبنان أو الهجرة؟

وهل تتوقعون أن يخرج من الجيل الحالي من هم قادرون على تأسيس عمل بحجم عملكم؟

لبنان يحتوي على الكثير من الموارد، ويمكن العمل والاستمرار فيه شرط تحسن الأوضاع السياسية والأمنية. لكني لا أستطيع توجيه النصيحة لأحد لأني كما قلت لبنان يمر في حالة حرب. كما وأنه منذ عام 2010-2011 يمر  بحالة كبيرة من الركود الإقتصادي.

وأي شخص لديه مؤسسة أو شركة، وقادر على تأمين معاشات موظفيه يعتبر اليوم بأفضل حال، لأن الوضع الإقتصادي بمجمله في لبنان يعاني من مشاكل، فالدورة الإقتصادية تشكل حلقات متكاملة إذا تراجع فيها قطاع معين، يؤثر على كامل الدورة.

عندما وضع هدفه في الصغر، شارك عائلته لتحقيقه.. مالك هاشم نموذج الرجل الذي جعل من حلمه الصغير مؤسسة لبنانية، بدأ نجاحها يلقي بظلاله على قطاع السياحة الداخلية.

هذا النجاح لم يأت من فراغ، إنما من دراسة، خبرة وإرادة، مصمما على البقاء في لبنان، وطنه الأول والأخير مهما كبرت الصعوبات.