هو معروف بأنه آخر ديكتاتور أوروبي، يتلاعب بالمفاهيم الإقتصادية والمصطلحات المالية والخدمة السرية لكنه تحول أيضا إلى محبوب في سوق السندات.

الكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء، يظهر ليونة ما ساعد على خفض قسط التأمين على ديون البلاد الى أدنى مستوياتها في عام تقريبا مقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى. وقد تضاعفت قيمة السندات ما ساهم في ارتفاع وتيرة نمو روسيا منذ شباط.

وتقول مؤسسة "أشمور غروب" المسؤولة عن إصدار سندات اليوروبوند في ​بيلاروسيا​ أن وتيرة إصدار السندات المالية وبحث بلاروسيا عن قروض تتسارع.

تقف بيلاروسيا الموجودة جغرافيا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، في موقف غير مألوف إذ تتلقى هبات من كلا الجانبين في وقت واحد. في حين قدمت موسكو قرضا بقيمة 760 مليون دولار لروسيا البيضاء هذا الصيف، خفف الاتحاد الاوروبي عقوبات على البلاد يوم الخميس كمكافأة على قرار لوكاشينكو إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين واجراء محادثات المضيفة بين روسيا وأوكرانيا التي أدت إلى اتفاق سلام في شباط.

وتشير بيانات بنك "جي بي مورغان تشايس" إلى أن مطالبة الممولين بالعائد الإضافي من بيلاروسيا ستقف عائقاً أمام السندات الدولارية في كانون الثاني من عام 2018 الخاصة ببيلاروسيا.

ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في شهر شباط، ارتفعت توقعات حصول روسيا البيضاء على قروض بنسبة 34 نقطة في استطلاعات رأي جديدة مقارنة بـ 13 نقطة في استطلاعات رأي قديمة. 

وقام لوكاشينكو، الديكتاتور المفضل لاوروبا، بتمديد حكمه  في روسيا البيضاء في العقد الثالث بعد فوزه بانتخابات الرئاسة التي جرت في شهر تشرين الأول الحالي.

وبما أن  ديون البلاد في حالة من الفوضى، أوصى بإعادة الهيكلة مع إعادة التمويل.

قبل عامين، ألقي القبض على فلاديسلاف بومغريتنر بتهمة إساءة استخدام المنصب الذي كان يشغله في  روسيا البيضاء بعد أن أغضب الرئيس عن طريق سحب صانع البوتاس ""Uralkali PJSC من مشروع مشترك مع شركة محلية.

وأغلقت روسيا البيضاء القضية المرفوعة ضده في شباط بعد أن نقل إلى موسكو، حيث  نفت ""Uralkali أن يكون بومغريتنر قد ارتكب أي جرم.

وتكسب روسيا البيضاء معظم العائدات الأجنبية من المنتجات النفطية المصدرة لها، معظمها مصنوعة من النفط الروسي، إلا أن انهيار أسعار النفط العالمية بنسبة 44% في الأشهر الماضية ابتداءاً من حزيران من عام 2015 الحالي دفع بإقتصاد البلدين إلى الانكماش.

ونتيجة ذلك، انكمش الناتج المحلي الإجمالي في روسيا البيضاء 4.5% في الربع الثاني من عام 2015 الحالي، كما وقامت الحكومة بخفض توقعاتها للميزانية العامة إثر الإنخفاض الذي واجهته أسعار النفط العالمية، التي من المتوقع أن تحقق فائضاً بنسبة 33% إلى 10.5 تريليون روبل بيلاروسية.

وانخفضت العملات والذهب واحتياطيات النقد الأجنبي الخاصة بالدولة الأوروبية الشرقية بنسبة 8 % في عام 2015 الحالي مستقرة عند 4.6 مليار دولار.

سعى لوكاشينكو  للحصول على قروض بقيمة 3 مليار دولار من كل من روسيا وصندوق النقد الدولي.

وفي الوقت الحالي لا تمتلك روسيا البيضاء القدرة على دفع أكثر من 1 مليار دولار من قروضها التي يتوجب عليها دفعها بانتظار المزيد من الإصلاحات في الإقتصاد.

ويقول مؤسس صندوق "Mochavan Advisors"  في موسكو، الشركة المسؤولة عن إدارة اليوروبوند الخاصة ببيلاروسيا أن لدى هذه الدولة قدرة كبيرة على بناء العلاقات المتينة والجيدة مع جيرانها من الطرفين الشرقي والغربي، ففي الوقت الذي تمتلك به بيلاروسيا علاقات وثيقة مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتلجأ إليها في كافة أزماتها السياسية والإقتصادية إذ أن روسيا تعتبر دائن أساسي بالنسبة لها، تحتفط بعلاقات جيدة مع أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية وتعمل جاهدة إلى المحافظة على العلاقات الوطيدة مع هذه الدول. ولذلك فإن السياسة الإقتصادية لبلاروسيا ولديكتاتورها تبعث بالأمل لهذه الدولة الأوروبية.