لعب المزيج بين تقلّب أسعار الدولار وتلاشي التوقعات برفع أسعار الفائدة والتوقعات الفنية المحسّنة دوراً كبيراً الأسبوع الماضي في دفع أسعار ​الذهب​ للارتفاع نحو أعلى مستوياتها منذ أربعة أشهر. وخيّم الارتفاع الكبير في الرهانات التصاعدية الآن على التوقعات الفنية الإيجابية على المدى القصير، مما ترك المعدن الثمين عرضة للتراجع.

وساهم الاختراق الفني الذي تخطى مستوى الارتفاع الذي حققه الذهب في شهر آب، وقمنا بتسليط الضوء عليه باعتباره مستوىً أساسياً في أحدث توقعاتنا التي أطلقناها مؤخراً بخصوص الربع الأخير، في انتعاش أسعار الذهب إلى 1192 دولار أميركي للأونصة الأسبوع الماضي. وهو أعلى مستوى وصل إليه الذهب منذ 22 حزيران، وساعد في تغيير المعنويات في السوق، إذ لم يعد الارتفاع معتمداً فقط على تغطية مركز مكشوف.

وبالعودة إلى شهر تموز، سجلت صناديق التحوط مراهنات قياسية قصيرة عند 121 ألف صفقة من العقود الآجلة والخيارات (12.1 مليون أونصة) فيما تلاعبت السوق بالدعم الرئيسي عند 1080 دولار أميركي للأونصة. ومنذ ذلك الحين، شهدت تغطية المركز المكشوف (الخط الأزرق) تغطية إجمالية تخطت النصف، واكتسب السباق خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط دفعة إضافية من المشترين الجدد (الخط الأحمر).

وعلى المدى القصير، ترك الارتفاع السريع لعمليات الشراء الجديدة المعدن عرضة للارتدادات. وباستخدام مؤشر "فيبوناتشي"، يمكن تحديد أول مستويي ارتداد رئيسيين عند 1158 دولار و1148 دولار للأونصة. وستؤدي زيادة الانخفاض إلى حدوث اختراق تحت مستوى 1138 دولار أميركي للأونصة قبل خروج المضاربين عن سكونهم.

ومع استخدام منتجات متداولة في البورصة، أضاف المستثمرون 8.3 طناً الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي الكمية المضافة خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى 20 طناً. وتشير "بلومبرغ" إلى أن الكمية الكلية تقدر بـ 1537 طناً، وهي أقل بنحو 50 طناً بالمقارنة مع المستويات التي شهدناها في تموز عندما تم تداول الذهب وفق المستويات الحالية. ويؤكد ذلك عدم وجود حماس بين المستثمرين على المدى الطويل، مع توجّه التجار التكتيكيين على المدى القصير، مثل صناديق التحوط، حالياً للقيام بمعظم عمليات الشراء.