يتميز اللبناني بإيمانه بوطنه وبمهارات وطاقات شبابه في كافة الظروف مهما كانت قاهرة، فيتمسك بهذا الإيمان كما يتمسك بوطنه ويرفض التخلي عنه.

وإيماناً من مؤسِسة صندوق "ليب فنتشرز" للإستثمار هلا فاضل بلبنان وبالشعب اللبناني، ورغبة منها بتقديم كل ما تملك من خبرات للبنان، قررت الإستقرار والمناضلة من أجل لبنان.

وللتعرف أكثر مسيرة نجاحها وانجازاتها على الصعيد المهني والشخصي، كان لـ "الإقتصاد" حديث خاص مع فاضل:

ما هي المحطات التي خضتها بداية من حياتك الأكاديمية وصولاً إلى حياتك العملية وتأسيس صندوق "ليب فنتشرز"؟

درست في فرنسا ومن ثم انتقلت إلى "جامعة بيركلي" في الولايات المتحدة الأميركية وتخصصت في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال والمبادرة الفردية إذ أن الجو العام في ذلك الوقت، تحديداً في عام 1993، كان مناسبا ومشجعاً للدخول في هذا المجال نظراً لأن ذلك الوقت شهد ظهور الإنترنت.

انتقلت للعمل في لندن، وفي عام 1999، عدت إلى الولايات المتحدة الأميركية لأكمل دراستي إذ نلت شهادة الماستر من "معهد ماساتشوستس للتقنية" (MIT)، وما شجعني على العودة إلى الولايات المتحدة هو الجو العام السائد هناك والذي يشجع على الإستثمار في مجال التكنولوجيا ومناخ ريادة الأعمال والمبادرة الفردية الذي يسهل تأسيس الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.

أسست شركة "Booleo" للبرمجيات والتي قمت ببيعها في نهاية المطاف.

في عام 2001، عدت إلى عالم الإستثمار عبر شركة "Comgest" للإستثمار، التي تتخذ من فرنسا مقراً لها، ونتج عن الأمر 14 عاماً من الإستثمار في شركات تتميز بمعدل نمو مرتفع وقوي في أوروبا.

أحسست غبر مشاركتي في مسابقة     "MIT" لأفضل خطة عمل خلال أيام دراستي، أن الوطن العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص، يفتقر للمبادرات التي تشجع على الإستثمار وريادة الأعمال، ولذلك قررت تنظيم مسابقة لأفضل خطة عمل في العالم العربي، وكان عملي يتنقل بين بيروت وفرنسا.

أدركت عبر هذه المسابقة أن لبنان والوطن العربي يمتلك الكثير من الطاقات والمواهب الأمر الذي دفعني لترك شركة "Comgest" وتأسيس صندوق "ليب فنتشرز" للإستثمار، الشبيه بها ولكن خاص بالشركات في الوطن العربي ولبنان. وتم تأسيس الصندوق بمشاركة هنري عسيلي وإيرف كوفيلي.

ما هي الصعوبات التي واجهت حياتك العملية؟  وكيف عملت على تخطيها؟

الصعوبات هي جزء من الحياة، والتحديات هي أمر محتم ليس فقط في مجال التكنولوجيا وفي عالم ريادة الأعمال، إنما في كافة المجالات، فليس هناك ما هو سهل في الحياة.

إلا أنني كنت محظوظة في إيجاد فريق عمل متكامل، يمتلك خبرة مهمة، ساعدني على تخطي كافة الصعوبات التي واجهتها إن كان في عملي خارج لبنان أو خلال تأسيس صندوق "ليب فنتشرز".

ما هي الصفات التي تتميز بها شخصيتك والتي ساعدتك على تحدي الصعوبات وتحقيق النجاح؟

قال تشرشل: "يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة".

فأنا لا أصنف الصعوبات التي أواجهها على أنها صعوبات، بل أعتبرها فرص يجب القبول بها والعمل على تخطيها لأنها تساعد الفرد على التطور.

هل تلقيت أي نوع من المساعدة أو الدعم إن على الصعيد المعنوي أو المادي؟

أهم دعم حصلت عليه وحصل عليه صندوق "ليب فنتشرز" جاء من "مصرف لبنان" والذي لم يقتصر على كونه دعماً مادياً، بل كان دعماً معنوياً قوياً عبّر عن إيمان المصرف وحاكمه رياض سلامة بالإقتصاد اللبناني بشكل عام، والإقتصاد المعرفي والرقمي، لأن الإيمان يشكل دفعة قوية وطاقة ساعدت كثيراً على تسهيل فكرة أن الفرد قادر على تأسيس مثل هذا النوع من الصناديق في لبنان.

كما وأن العائلة، بالإضافة إلى الأصدقاء، والدعم الذي قدمته لي لعب دوراً كبيراً في مسار نجاحي ونجاح صندوق "ليب فنتشرز".

ما هو العامل الأساسي للنجاح في رأيك؟ الخبرة أم المال ؟ أو هناك عامل آخر يفوقهما أهمية؟

أعتبر أن شخصية الفرد تلعب الدور الأساسي في مسار النجاح، فالشخصية القوية والتي تتميز بالمثابرة وتقوم بالمحاولة مرة أخرى بعد فشلها لأنها لا تعرف معنى الإستسلام وتضع هدفاً لها تسعى جاهداً للوصول إليه وتحقيقه هي الشخصية التي تحقق الإنجازات وتظفر بالنجاح في نهاية المطاف.

الحياة هي نضال، وشخصية الفرد هي أول حاجز أمام نجاحه، ولذلك يجب عليه أن يطور نفسه ويقوم بالمبادرة وخلق الفرصة لأن الإنتظار هو وقود الفشل.

ما الذي شجعك على الإستثمار في مجال التكنولوجيا وتأسيس صندوق "ليب فنتشرز"؟

مجال التكنولوجيا هو المجال الوحيد الذي عرفته منذ أيام دراستي، وقررت إثر مشاركتي وتنظيمي لمسابقة  "MIT" لأفضل خطة عمل على نقل خبراتي، التي اكتسبتها على مدى سنين طويلة في الخارج، إلى العالم العربي ولبنان للتشجيع على ريادة الأعمال والمبادرة الفردية.

ما هي خططك المستقبلية؟

أطمح أن يصبح صندوق "ليب فنتشرز" على مستوى صناديق الإستثمار العالمية والتي استطاعت أن تؤسس شركات عالمية ضخمة، على مستوى "غوغل"، وذلك ليصبح الصندوق قادر على تأسيس وتمويل مثل هذه الشركات في لبنان.

وأخيراً، بعثت فاضل برسالة للشباب اللبناني حثته فيها على عدم الإستسلام، بالإضافة إلى عدم التخلي عن أحلامه والمناضلة من أجلها.