قد تكون مجرد مصادفة منح فيولا ديفيس أول جائزة إيمي لإمرأة ذات بشرة سوداء كأفضل ممثلة بدور رئيسي في مسلسل درامي بالتزامن مع أول خطاب ألقاه الرئيس أوباما في نهاية الاسبوع والذي خصص للحديث عن  المساهمات والتحديات التي واجهتها النساء الأميركيات من أصول افريقية. هذه الصدفة المتزامنة في التوقيت عززت الرسالة المشتركة الكامنة في خطابهما: إذا أعطيت النساء الأميركيات من أصول افريقية فرصة، فإنهن سوف تتفوقن.

ومن المفارقات، أن هذا الإنطباع قد تم تعزيزه عبر دعاية موسيقية لـ"أبل" من إخراج افا دوفرناي، والتي بثت خلال حفل إيمي تظهر فيها الفنانة ماري ج. بلايج والممثلات ترجي ب. هينسون وكيري واشنطن.الإعلان يظهر نساء أميركيات من أصول افريقية متقدمات على السلم الإجتماعي ومن ذوات الدخل المرتفع والثروات، تتمتعن بحياتهن.

وبينما هو أمر ممتع رؤية هذا التنوع الاجتماعي والاقتصادي مجسداً، فإن المزيد من النساء ذوات البشرة السوداء يحتجن إلى فرصة لإختبار أمن اقتصادي وصحي لمدى حياتهن.

ليس سرا أن النساء من أصول أفريقية في الولايات المتحدة تواجهن فجوة في الفرص تضعهن في اسفل المؤشرات الاقتصادية والصحية الأساسية. وفي حين أن الفجوة في الأجور والثروة، التي تعاني منها النساء هي أمر معلوم فإن الحظ العاثر المزدوج عرقياً وجندرياً يضرب جيوب النساء صاحبات البشرة السوداء، حتى المتعلمات منهن، كإعصار من الفئة الخامسة.

على سبيل المثال، يُدفع للنساء ذوات البشرة السوداء 606 دولار أسبوعيا مقارنة بالـ740 دولار المدفوعة للنساء البيض و708 دولار للرجالأصحاب البشرة السوداء. أيضا، تعاني النساء من أصول افريقية من نقص عميق في الأصول ما يضعهن في أسفل سلم الثروات. العزباوات، على سبيل المثال، يبلغ متوسط ثروتهن 200 دولار فقط مقارنة بـ 15640 دولار للعزباوات البيض. ومتوسط الثروة للأمهات من أصول افريقية يبلغ 0 دولار مقارنة بـ14،600 دولار للعزبوات البيض.

المثل القديم الذي يقول  أن "الصحة هي الثروة" له أهمية بالنسبة للنساء ذوات البشرة السوداء، اللواتي يعانين من أعلى معدلات زيادة الوزن والسمنة، الوفاة المبكرة من سرطان الثدي وأمراض القلب وفيروس نقص المناعة البشرية، والعنف المنزلي.

هن أيضاً وعلى نحوغير متكافئ عرضة لحالات مرضية رديفة كالأورام الليفية، أمراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة الجلدي، وذلك بمعدلات مرتفعة دراماتيكياً بالنسبة لنساء من أعراق وإثنيات مختلفة.

صحيح أن معدلات الإلتحاق بالجامعات والتخرج لدى النساء ذوات البشرة السوداء قد إرتفع، وأن العديد منهن قد أصبحن من أصحاب الأعمال، لكن هذه الإنجازات مازالت ضئيلة لإحداث تأثير في التفاوت المستمر بالأجور والثروات الذي يشل فرصتهن في تحقيق، حياة ذات مستوى عال آمنة اقتصاديا.

وخلال لقاء حول فنجان من القهوة في الآونة الأخيرة، قالت لي صديقتي المفضلة، "إمرأة ذات بشرة سوداء، ومفلسة هو ما لا تريدينه لنفسك". وأضافت، "أن تكوني أنثى من أصول افريقية متقدّمة في السن ومفلسة هو أمر فظيع".

الملاحظة العرضية حول التقدّم في السن تؤكدها بيانات التقاعد التي تظهر أنه بعد عمر تلقي أجور أقل والعمل بشكل غير متناسب في وظائف من دون مكتسبات كخطط التقاعد أو خطط الرعاية الصحية التي يرعاها رب العمل فإن الغالبية العظمى من النساء ذوات البشرة السوداء اللواتي يصلن إلى سن الشيخوخة يصبحن معدمات وفي حالة صحية سيئة.

على سبيل المثال، 37% من النساء من أصول افريقية فوق سن 65 هن من الأسر التي تعتمد على الضمان الاجتماعي لـ90% أو أكثر من دخلها. هذا بالمقارنة مع 29% من النساء البيض.

كما برهنت فيولا، الترجي، ماري ج.، كيري، أوبرا، وغيرها من النساء من أصول افريقية المتقدمات على السلم الإجتماعي، فإنه من الممكن ان تعيش الحلم الأميركي إذا توفرت لديك العزيمة والفرص.

ومع ذلك، فإن العدد الهائل من النساء ذوات البشرة الملونة اللوتي يعانين من الكابوس الأميركي يظهر أنه من الأهمية والمشروعية بمكان القيام بتصميم سياسات تزيد من فرصهن لتحقيق النجاح.

من شأنه هذا البرنامج ان يركز على فرص عمل نوعية تترافق مع المكتسبات من تعزيز مستوى الأجر المعيشي والحياة. يمكن أن تشمل سياسات تدعم الأمن التقاعدي، والعمل الحر، وملكية المنازل والأسهم والسندات.

وقد تدعم البحوث والتطور في مجال الأمراض المتجاهلة وتوسيع الدعم للتدخلات الوقائية الأولية التي تعزز الصحة.

ومن شأنها أيضا أن توسيع سياسات مثل التمييز الإيجابي، التي أعطت المرأة عموما والمرأة ذات البشرة الملونة خصوصاً دفعة للوصول إلى فرص أعلى للتعليم والتعاقد.

وأخيرا وليس آخرا، يمكنها توسيع السياسات التي تحمي ضد المقرضين الجشعين الذين يتصيدون النساء والملونين على مستويات غير معقولة.

لأنه قد تم توثيق غرامات عرقية وجنسية فرضت للوصول إلى الأسواق المالية في المعاملات مثل السيارات وشراء المنازل التي تستنزف بشكل غير عادل الأصول التي تعمل النساء ذوات البشرة السوداء على إدخارها.

بالنسبة لكثير من النساء من ذوات البشرة الملونة فإن الحياة في الولايات المتحدة تمثل مضمار حواجز من الأفخاخ الاقتصادية والاجتماعية التي يجب تجنبها لمجرد البقاء على قيد الحياة.

يمكن لصناع السياسة المتنورين مساعدتهم على الازدهار من خلال تقديم الحلول التي تعظّم الفرص وتقلل المخاطر بالنسبة للنساء اللواتي كنّ على هامش الاقتصاد لفترة طويلة جدا.

لقد حان الوقت للإتجاه الملاحظ لأول مرة من قبل هارييت توبمان والمشار إليه بواسطة فيولا ديفيس في خطابها الأخير في "ايمي" أن لا يتم تجاوزه فحسب، إنما محوه.