الإصرار والعزيمة والطموح... 3 عوامل أساسية تؤمن بها  د.عبير فرح بقدرتها على تمكين الإنسان من تحقيق النجاح.

الدكتورة عبير فرح، إحدى مؤسسي اللوبي الإقتصادي العالمي ونائب رئيس مجلس الأعمال اللبناني الصيني، خاطرت بالكثير وحاربت الصعوبات لتبرهن للجميع أنها قادرة على تحقيق الصورة التي رسمتها لمستقبلها.

من البداية، دخلت عبير فرح مجال التجارة إذ درست إدارة الأعمال في الجامعة ومن ثم بدأت مسيرة عملها والتي امتدت على مدى أكثر من  10 سنوات في هذا المجال كانت كفيلة لإكتساب خبرة خولتها الإنضمام إلى مجلس الأعمال اللبناني الصيني كعضو منتسب في البداية.

بعد الإنضمام إلى المجلس، عملت على تطوير عملها بحيث دخلت في مجال الإستيراد والتصدير بشكل موسع الأمر الذي نجم عنه تأسيس شركة عاملة في مجال العقارات والتجارة العامة.

خلال انتخابات مجلس الأعمال اللبناني الصيني، تم انتخاب فرح لرئاسة لجنة دعم سيدات الأعمال في لبنان، وبعد فترة من الزمن ، وخلال انتخابات المجلس للأعضاء التأسيسيين، عينت من قبل السفير الصيني كنائب رئيس مجلس الأعمال اللبناني الصيني، الأمر الذي كان بمثابة الإنطلاقة للحصول على العديد من الألقاب أهمها الدكتوراه الفخرية في مجال إدارة الأعمال الإقليمية والدولية، إضافة إلى لقب "سفيرة التسامح والسلام" الذي حصلت عليه في عام 2015.

وكان لـ "الإقتصاد" حديث خاص مع فرح للإطلاع أكثر على انجازاتها المهنية والشخصية:

Displaying DSC_0192.JPG

ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية عملك؟

أهم تحدي بالنسبة لي كان التحدي الذكوري إذ أن فكرة وجود امرأة في مركز قيادي مرفوضة  لحد ما، الأمر الذي أدى إلى مواجهة منافسة ترفض وجودي في مركز معين، إلا أنه وعلى الرغم من كافة هذه التحديات، أثبتت المرأة عن جدارة أنها قادرة على تحمل مسؤولية التواجد في المراكز العليا وبرهنت على قدرتها على العطاء في كافة المجالات.

لا أصنف هذا الأمر في خانة الصعوبات بل أعتبره تحدٍ استطاعت المرأة أن تتفوق عليه.

هل تلقيت أي نوع من المساعدة والدعم من عائلتك وأصدقائك؟ أم بدأت رحلتك وحيدة؟

لا يخلو الموضوع من بعض الدعم، ففي النهاية، لا تستطيع يد واحدة أن تصفق، وسينجم بعض التقصير في الأمور المنزلية والحياتية عند انشغال الإنسان في مجال عمله، وهنا أتى دور العائلة في تقديم الدعموتوفير الغطاء على بعض الثغرات التي يمكن أن تنجم عن العمل والمجهود الذي يبذله الفرد في مجال عمله، وهو عمل متكافئ والفضل في النجاح لا يرجع فقط إلى سيدة  الأعمال، بل أيضاً إلى الدعم العائلي.

هذا الدعم يعطي قوة وشعور بالراحة والفضل يعود إلى العائلة وكل من حولي، فهم قدموا لي الكثير من  الدعم المعنوي، ولكن مادياً، بنيت نفسي من الصفر، ومن لا شيء توسعت في التجارة والصفقات،خاطرت وحاربت لأحقق ما وصلت إليه ولأبرهن عن قدرتي على ذلك، وحالياً، أنا أقطف ثمار الجهد الكبير الذي بذلته.

Displaying J07A6107.JPG

ما الذي دفعك إلى الدخول في مجال التجارة والإستثمار فيه؟

وجدت نفسي في هذا المجال، ففي البداية، عملت في العديد من المجالات وتلقيت الكثير من العروضات، ولكن وجدت نفسي في مجال التجارة أكثر، ونتيجة لذلك، أعطيته أكثر ما عندي.

ما هي الصفات التي تتميز بها شخصيتك والتي ساعدتك على تحدي الصعوبات وتحقيق النجاح؟

الإصرار هو من أهم الصفات التي مكّنتني من الوصول إلى هدفي، فأنا شخص عنيد، وعندما أرسم هدفاً أمامي، أبذل كل ما في وسعي لأحققه، وبالنسبة لي، هناك صفات أساسية منها الإصرار والعزيمة والطموح إن وجدت في أي شخص تمكّنه من تحقيق أهدافه والوصول إلى مبتغاه.

ما هو العامل الأساسي للنجاح في رأيك؟ المال أم الخبرة والموهبة؟

الهدف هو العامل الأساسي، فالهدف هو الذي يمكّن الشخص من النجاح.

وجود الهدف والطموح ضمانة للمستقبل والذي يفكر أن المال هو عامل النجاح هو انسان محدود، لا أنكر أنه لإستمرار العمل يجب وجود مال لضمان هذه الإستمرارية إلا أنه ولتحقيق النجاح، وجود الهدف لدى الإنسان هو العامل والضمان الوحيد.

رسم صورة للمستقبل وإلى أين يريد أن يصل الفرد هو ضرورة لتحقيق النجاح.

Displaying J07A6169.JPG

ما هي خططك المستقبلية؟ 

أهم خطة لدي حالياً هي تحريك العجلة الإقتصادية في لبنان، ومن ضمن النتائج التي وصلنا إليها من خلال نشاطات مجلس الأعمال اللبناني الصيني تمكّنا من تحقيق حركة جيدة وتعزيز التبادل التجاري بين الدول العربية والصين، وطموحي الآن أن نعمل على تعزيز هذا التبادل التجاري بين الدول العربية والعالم أجمع، فالعجلة الإقتصادية بحاجة إلى ثبات ونشاطات، لذا قمنا بإطلاق اللوبي الأقتصادي العالمي لدعم التجارة والصناعة والأستثمار مؤخرا في قصر الأونيسكو وحضره نخبة من سيدات ورجال الأعمال في لبنان والوطن العربي كما وحضر عدد كبير من السفارات والهيئات الأقتصادية والسياسية والأحزاب ,وكلوبي اقتصادي عالمي سيعمل على فتح كافة الأبواب أمام الفرص ليستفيد منها اكبر عدد من سيدات ورجال أعمال اللبنانيين والعرب والاجانب من خلال فتح أفاق تجارية واستثمارية وسياحية وثقافية وغيرها مع العديد من الدول العربية والأسيوية والأوروبية وذلك لتعزيز التبادل التجاري فيما بينهم في مختلف  المجالات كما وينظم اللوبي الأقتصادي العالمي مؤتمرات إقتصادية, معارض دولية, لقاءات دورية مع كبار المسؤولين والشخصيات حول العالم وسيؤمن اللوبي فرص استثمارية ولقاءات مع رؤساء هيئات الأستثمار حول العالم وسيلعب دور الضامن لأي تبادل تجاري يتم من خلاله مع اي دولة حول العالم .

هل تؤمنين بلبنان وبالشباب اللبناني؟

لبنان بألف خير، فعلى الرغم من كافة الظروف التي يمر بها، الكل مصمم على العمل والمضي قدماً لضمان مستقبل أفضل لنا ولأولادنا.

والظروف تتحسن بالفعل إن اتحدت كافة الشركات والمؤسسات والقطاعات الإقتصادية بعيداً عن السياسة ومشاكلها للنهوض بالإقتصاد بشكل أفضل.

وأخيراً، بعثت فرح برسالة للشباب اللبناني حثتهم فيها على التحلي بالأمل والإبتعاد عن اليأس لأن مستقبل لبنان مشرق، مضيفة "سنتمكن من إنجاز ما لم تتمكن أي دولة عربية من الوصول إليه وأطلب من الشباب اللبناني التمسك بالوطن لأن ذلك يمنحه القوة والإتحاد يمكّننا من فعل المستحيل".