"لا تدع النجاح يدخل عقلك، ولا تدع الفشل يدخل قلبك".
 
بهذه الكلمات يصف زياد أبي شاكر رحلته في عالم ريادة الأعمال، فالفشل بالنسبة إليه هو خبزه اليومي، كما ويصف نفسه بالعاطفي والعنيد. 
 
وأبي شاكر، رجل أعمال لبناني رائد في إيجاد حلول إعادة التدوير الثورية، هو مؤسس شركة "Cedar Environmental"، وهي شركة متخصصة في إعادة تدوير النفايات الصلبة. 
 
و"Cedar Environmental" هي شركة هندسة بيئية وصناعية متخصصة في بناء مصانع لإعادة تدوير النفايات الصلبة على مستوى المدن بدل  النموذج السائد في معظم دول العالم حالياً المتمثل بمطمر أو منشأة واحدة ورئيسية لتفريغ النفايات. 
 
بدأت فكرة تأسيس شركة متخصصة بتوفير الحلول البيئية تتكون لدى أبي شاكر عندما كان لا يزال طالباً في "كلية روتجرز للهندسة" في ولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأميركية.
 
وبعد عودته إلى لبنان، قام بالبدأ بمشروع "Cedar Environmental"، ولأن الحكومات في لبنان والشرق الأوسط غير قادرة على تحمل نفقات مصانع إعادة التدوير، قام أبي شاكر بعقد اتفاقيات مع البنوك للحصول على قروض ميسرة لبناء مرافق إعادة التدوير على أن تتحمل البلديات نفقات خدمات إعادة التدوير من الأموال التي تجمعها من المنازل والمتمثلة بـ 5 دولار عن المنزل في الشهر. 
 
مؤخراً، تمكن وفريق عمله وبعد 4 سنوات من البحث، من تطوير تكنولوجيا تحول أكياس النفايات البلاستيكية إلى لوحات من البلاستيك الصلب لإستبدال الألواح الخشبية في الهواء الطلق. وحالياً يتم العمل على التحول من استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة اللازمة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
 
 
 
 
 
هل كان من السهل أن تؤسس مشروع مثل "Cedar Environmental"  في لبنان؟ 
 
الحاجة إلى إنشاء مشاريع إعادة التدوير لإدارة سليمة للنفايات موجودة في كافة البلدان، ولبنان ليس باستثناء، إلا أن تنفيذ هذه المشاريع ليس أمر بسيط، ففي لبنان، هناك الكثير من الفساد وعدم الكفاءة وعلى الفرد أن يبحث عن رؤساء البلديات الصادقين والذين يرون أهمية حماية البيئة في مناطقهم. 
 
ذلك كان تحدياً بارزاً، إضافة إلى أن الإطار القانوني لجمع ضرائب إعادة التدوير غير موجود حتى الآن وإن بقي الأمر على حاله، ستتفاقم أزمة النفايات وتصل إلى نقطة اللاعودة. 
 
وتابع متحدثاً رداً علىما هي أبرز التحديات التي واجهتها شركة "Cedar Environmental" في البداية، أنه إضافة إلى الصعوبات السابقة، كان هناك تحديين بارزين في وجه الشركة، أولاً إيجاد الأرض المناسبة لإقامة المصنع، فلا أحد يريد منشأة لإعادة  تدوير النفايات في منطقته لكونه مصدر إزعاج كبير في ما يتعلق بالروائح والغازات المنبعثة منه، وثانياً العثور على عدد مقبول من البلديات مستعدة للدفع للشركة مقابل خدمات إعادة التدوير. 
 
إلا أن ذلك الأمر شكل دافعاً للشركة للبحث عن تقنيات وأساليب جديدة للقضاء على الروائح الناتجة عن عملية إعادة التدوير، إضافة إلى سبل للتخلص من مخلفات النفايات المعاد تدويرها إلى صفر. كما وقامت الشركة بتخفيض نسبة مشاركة المنازل في النفقات إلى 4 دولار في الشهر بدلاً من 5 دولار الأمر الذي يعتبر انجازاً كبيراً لجعل إعادة التدوير في متناول جميع البلديات في الوقت الذي لا تعاني فيه الشركة من مشاكل أو تحديات مالية والموارد المالية مضمونة وبالتالي فإن هذا التخفيض لن يؤثر على الشركة. 
 
 
وعنأبرز الإنجازات، قال أبي شاكر أنه في جعبة الشركة 3 براءات اختراع في مجال التكنولوجيات ذات الصلة بإدارة النفايات، الأولى هي تقنية لتسريع دورة السماد من 90 يوم إلى 3 أيام فقط الأمر الذي شكل ميزة كبيرة للشركة مقابل تقنيات التسميد الأخرى. 
 
أما براءة الإختراع الثانية فهي تقنية معالجة نفايات المسالخ الأمر الذي يشكل صداعاً كبيراً لكافة البلدان، والأخيرة هي تكنولوجيا تحويل أكياس البلاستيك إلى لوحات يمكن استخدامها في عدد كبير من البيوت والجدران الخضراء. 
والخطوة المقبلة التي تعمل الشركة على تنفيذها هي بناء مصنع إعادة تدوير ووضع هذه التكنولوجيات الثلاث تحت سقف واحد. 
 
ما هي الخدمات التي تقدمها "Cedar Environmental" حالياً؟ 
 
توفر الشركة حالياً خدمة إدارة النفايات للبلديات وشركات القطاع الخاص والمصانع والمنشآت، كما وتنفذ الشركة مشاريع الجدران والأسقف الخضراء بسعر أفضل من أسعار السوق، إضافة إلى أنها متقدمة جداً في مجال انتاج الأسمدة المعتمدة عضوياً. 
 
وعن أبرز المشاريع المستقبلية، قال أبي شاكر أن الشركة تعمل الآن على تطوير 2 من التكنولوجيات البيئية الرئيسية، واحدة للتعامل مع النفايات الصيدلانية والثانية للنفايات الصناعية، والنتائج الأولية مشجعة، وإن استمر الوضع على هذا الحال، سيصبح لدى لبنان في الـ 5 سنوات المقبلة التكنولوجيات الأساسية لتحقيق هدف "صفر نفايات" في المطامر. 
 
 وأخيراً يوجه أبي شاكر رسالة لشباب لبنان بـ "الحفاظ على الإيمان، فلبنان، بلداً وشعباً، يمر بمنعطف هام في تاريخه، إلا أنني متأكد من أن لبنان سيستمر وسيصل إلى بر الأمان".