تراجع سعر برميل النفط خلال العام الماضي ليسجل حالياً الـ 40 دولار للبرميل الواحد في الولايات المتحدة الأميركيّة، و لا يزال المنتجون يتنازعون حول العالم للحصول على الحصة الأكبر من هذا السوق.

فيما يلي شرح لحال النفط بأسعاره الجديدة إذا بقي في السوق لمدة أطول:

1- إتجه نحو الطريق السريع:

عندما كانت ​أسعار النفط​ مرتفعة في الولايات المتحدة عام 2007، عمِدَ السائقون على خفض إستهلاكهم للوقود عبر تقليص وقتهم خلف عجلة القيادة و شراء سيارات أكثر كفاءةٍ في استهلاك الوقود.

و في الصيف الماضي بدأت هذه "الموضة" بالزوال مع إنخفاض أسعار النفط وصولاً إلى متوسط سعر البنزين 2.65 للبرميل الواحد، أي أقل من 80 سنتا.

كما كشف بحث لجامعة "ميشغان" أن الأميركيين بدأوا القيادة بأميالٍ متزايدة مستخدمين مركبات  تصرف وقوداً أقل.

و في شهر تموز أغلقت شركة "فورد" مصنعها في ميشغان لإنخفاض الطلب على السيارات الصغيرة. حيث أن مبيعات البنزين في الولايات المتحدة قد عكست اتجاهها بعد سنوات من التراجع، ومن المتوقع أن تقفز مبيعات البنزين أكثر من 2% هذا العام.

2- في نهاية المطاف..

إستطاعت بورصة "ول ستريت" في الولايات المتحدة من سداد بعض الديون و تحصيل رؤوس أموال من خلال أسعار النفط السابقة.

ولكن هذا الأمر قد لا يحصل بعد الآن لتغير أسعار النفط الخام التي تبدو عالقة دون الـ50 دولارا للبرميل.

وفي الأسبوع الماضي، قدمت شركة "سامسون" و هي شركة متخصصة بالموارد، لـ"الحماية من الإفلاس" إستثثمارات نقدية بقيمة 4.1 مليار دولارمُقدمة من شركة الأسهم الخاصة "  KKR و شركائها".

كما أن شركات الطاقة تواجه مشكلة جمع الأموال عن طريق بيع الأسهم، ويرجح أن البنوك ستحاول كبح جماح بعض القروض في وقت لاحق من هذا العام.

3- عمليات الاندماج يمكن أن تعيد تشكيل صناعة النفط

عندما انخفضت أسعار النفط في أواخر التسعينات، وبقيت منخفضة، عُمِلَ بإستراتيجية صناعة الطاقة عبر الطريقة الإستشارية المشتركة للإندماج.

و استحوذت شركة "اكسون" على شركة "موبيل" بالكامل. كما أن شركة "شيفرون"  حصلت على شركة " تكساكو" ، و اللافت أن شركة " BP" إستحوذت على كل من " Arco" و " Amoco".

وحتى الآن، كان الانكماش في عمليات الاندماج واضح و الدليل هو شراء شركة " Shell" لشركة " BG Group" مقابل  70 مليار

دولار.

و من جهة أخرى قد تعمل شركات النفط الكبرى الأخرى على فتح دفاتر الشيكات لشراء حفارين الصخر، لأن رهانات الشركات كبيرة اليوم هي التنقيب على مشاريع في المياه العميقة الأمر المُكلف ماديّاً خاصة بالوضع الجديد لتراجع أسعار النفط.

4- طاقة أميركا الشمالية تُثقل الأوضاع بالعقبات

عندما كانت أسعار النفط مرتفعة، كان هناك حديث حول أن أميركا الشمالية قد تصبح قريبا المصدر الأقوى للنفط الخام. لكن انخفاض الأسعار ضرّ المُشغلين في كندا و جعل من الصعب على هذه المنطقة  تحمل تكاليف إنتاج النفط المرتفعة مقابل تدني الأسعار.

تضاءلت احتمالات التنقيب في المياه العميقة عن النفط والإنتاج في كل من الولايات المتحدة والمياه الإقليمية والخليج المكسيكي. كما أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة لم يرتفع حتى الآن.

5-"أوبك" لا تزال مهمة و لكن ...

ساعدت منظمة الدول المصدرة للنفط في توجيه أسعار النفط العالميّة على مدى عقود عبر ربطها بالأمور الجيوسياسية و الإقتصاديّة العالميّة. و لكن حاليّاً تظهر علامات خلاف خطيرة في "أوبك"، فالمملكة العربية السعودية تتنافس مع العراق و إيران للحصول على الأسواق الآسيوية لتصدير النفط. كما أن فنزويلا تنازع حاليّاً من إنخفاض اسعار النفط. وعلى ما يبدو إنتاج النفط في أنغولا ونيجيريا في المستقبل القريب بات مشكوكاً بأمره. فإذا بقيت أسعار النفط دون الـ50 دولار سيتضح إذا كانت منظمة "أوبك" فعلاً متماسكة و قادرة على هذه المهمة.