نبيل زنتوت، رجل الأعمال اللبناني، مدير عام شركة "IBC"، المشغلة لمعمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا محاولة منه لتطوير وإدارة وترويج المشاريع البيئية المستدامة بهدف تحسين الظروف الإقتصادية وصحة الأفراد.

ولد في صيدا في لبنان، وتلقى دراسته في مدارس لبنان، ومن ثم انتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية وبقي هناك لمدة 17 عاماً حصل فيها على شهادته الجامعية بالإضافة إلى الخبرة الكافية من خلال العمل في عدة مجالات هناك.

وبعد أن استقر في الولايات المتحدة لفترة طويلة، عاد إلى لبنان ليعمل في البداية في عدة مشاريع صناعية كرائد أعمال ليستثمر في النهاية في المشاريع البيئية، تحديداً في صيدا إذ سعى إلى الإستثمار والمشاركة في المشاريع البيئية التي كانت تهدف إلى تنمية المدينة.

وهو الآن المدير العام في شركة "IBC"، المالكة والمشغلة معمل معالجة النفايات المنزلية، والتي تجمع بين التكنولوجيات والعمليات المتعددة من خلال تطبيق الإدارة المتكاملة لموارد ومفهوم الطاقة لإبتكار الحلول الهادفة إلى تحقيق التنمية الإقتصادية والبيئية.

Displaying DSC_9518_632.jpg

وكان لـ "الإقتصاد" حديث خاص مع زنتوت للإطلاع أكثر على انجازاته والمهنية والشخصية:

ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتها في بداية عملك؟

كان هناك العديد من المشاكل والصعوبات التي واجهتني في البداية، أهمها استصلاح الأرض لتكون جاهزة للبناء، وهذه العملية لم تكن سهلة أبداً، خاصة وأن العمل اضطرنا إلى ردم البحر وهو أمر صعب جداً.

ومن الصعوبات الرئيسية التي واجهتها في البداية القدرة على تأقلم التكنولوجيات الحديثة، والتي استندت على التكنولوجيا الألمانية، مع العمل في المصنع والبيئة في لبنان بشكل عام إذ أنه لم يكن بالأمر الميسر خاصة وأن كميات التعبئة البلاستيكية التي كانت تستخدم في المصنع كانت ضعف الكمية التي تلجأ إليها المصانع في أوروبا، مما جعل تكييف التكنولوجيات المستخدمة مع الظروف التي تحيط بالعمل في المصنع أصعب مما هو عليه.

ما هي الصفات التي تتميز بها في شخصيتك والتي ساعدتك على تحدي هذه الصعوبات وتحقيق النجاح؟

بطبيعتي، لا أعرف معنى الإستسلام ولا أتخلى أبداً عن ما أطمح إليه مهما واجهت من تحديات، وبالتالي المثابرة والعناد التي تتصف بها شخصيتي ساعدتني على تخطي كافة العقبات. كما وأنني في ذلك الوقت، لم يكن لدي خيار آخر سوى النجاح في هذا المشروع، ولو لم أبذل جهداً كبيراً لحل جميع المشاكل، بمشاركة المستشارين الألمانيين، كان المشروع سيبوء بالفشل.

هل تلقيت أي نوع من المساعدة والدعم من عائلتك وأصدقائك؟ أم بدأت رحلتك وحيداً؟

كانت عائلتي، ولا تزال، داعمة بالكامل لأعمالي ومشاريعي وأحلامي، معنوياً ومادياً.

ما الذي دفعك للإستثمار في مجال البيئة؟

السبب الأساسي الذي دفعني وشجعني على الإستثمار في مجال البيئة هو أنه – و في بداية عملي أي عام 2004 – كان لبنان، إضافة إلى المنطقة بشكل عام، يفتقر إلى المشاريع والحلول للمشاكل البيئية، وبالتالي بالنسبة لي، كان المجال البيئي هو المستقبل، إذ أن المشاريع البيئية كانت معدومة وإن وجدت لم تكن تقدم الحلول الفعالة وتُحدث التطور والتنمية المطلوبة.

Displaying DSC_9564_676.jpg

هذا الأمر شكل تحدي بالنسبة لي ودفعني للإستثمار في هذا المجال وتنفيذ المشاريع البيئية وابتكار الحلول.

ما هو العامل الأساسي للنجاح في رأيك؟ المال أم الخبرة والموهبة؟

الخبرة هي العامل الأهم، وهذه الخبرة تؤدي إلى المعرفة في المجال الذي يعمل فيه الفرد، فلولا امتلاك الخلفية والمعرفة حول تركيبة النظام البيئي والحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهه، لكان من الصعب أن يحقق مشروع معالجة النفايات النجاح.

ما هي خططك المستقبلية؟

أطمح إلى التوسع في لبنان، إذ أريد أولاً أن أنشر الحلول البيئية التي يبتكرها المصنع وشركة "IBC"، في صيدا، في كافة المناطق اللبنانية ليستفيد لبنان عامة من هذه الحلول والتكنولوجيات، كما وأطمح إلى توسعة عمل المصنع والشركة لتشمل بلدان المنطقة والعالم العربي.

هل حققت كل ما تسعى إليه؟

في الوقت الحالي، أعتبر أنه لا يزال أمامي الكثير من العمل للقيام به لأحقق كافة طموحاتي.

وحول ما إذا كان زنتوت لا يزال يؤمن بلبنان وبالشباب اللبناني، قال أنه لا يملك خياراً سوى أن يؤمن بالوطن وأبنائه، موجهاً رسالة للشباب اللبناني بأن المثابرة هي الحل الوحيد لتحقيق ما يطمح إليه الفرد وإلا ينتهي به المطاف بالإستسلام.