كثيرون هم من تعرضوا لمسألة الديون، فأثقلت تلك الديون أنفسهم بالهموم، ودخلوا في دوامة لا تنتهي من الحلول المؤقته، فكلما خرجوا من حفره انجرفوا إلى أخرى، ليظلوا قابعين تحت رحمة المصارف.

"الدين همّ بالليل وثقل بالنهار" وهو سبب رئيسي لكثير من المشاكل الأسريّة.

عندما ننظر إلى حال أصاحب الدين، نرى قرار قد اتخذ في ظروف معينة -صحيحاً كان أم خطأ- و لكن الأمر لا يُحلُّ بسهولة، لذا يجب التفكير ملياً للتخلص من نتائج هذا القرار بوتيرة أسرع، حتى لا ينتج عنه أخطاء متراكمة.

من المتعارف عليه أن سداد الديون يستغرق وقتاً طويلاً، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بقيمة بالدين بل بمعدل الفائدة من جهة وراتبك الشخصي من جهة أخرى. و كقاعدة عامة يعتقد المستشارين الإئتمانيين أن  قيمة المدفوعات بالبطاقات الإئتمانيّة  يجب أن لا تتخطى الـ15-20% من المدخول الشهري.

واستناداً إلى تقارير توضح أعلى 25 ولاية في الولايات المتحدة  يستغرق فيها الفرد وقتاً لسداد ديون البطاقات الائتمانية عبر متوسط دخله، نرى أن المسألة لا تنحصر بقيمة الدين والدخل فقط بل للموضوع أبعادٌ أكثر كتوقيت سداد الديون و معدلات الفائدة و التراكمات و غيرها.

و من المدن التي تمت دراستها، إحتلت واشنطن أعلى رصيد لحسابات بطاقات الإئتمان بمعدل يبلغ 5046 دولار اعتبارا من العام الماضي. و لكن بمتوسط دخل يساوي 45909 دولار، وهو الأعلى أيضاً من بين الـ25 ولاية، قد لا يكون المستهلكون مثقلون بالديون كما في مدن أخرى بمعدلات دين منخفضة، بحسب ما يقول المحلل الصناعي مات شولز.

و على سبيل المثال، يتمكن أي شخص في واشنطن  بمعدل دخل متوسط من دفع 15% من مدخوله للدين  على مدار 10 أشهر و دفع 286 دولار فائدة، بمعدل فائدة متوقع يبلغ 13%.

أما سان انطونيو فسجلت أدنى معدلات لرصيد بطاقات الائتمان بقيمة 4880 دولار. ولأن متوسط الدخل متدنٍّ لـ 27491 دولار، يعاني المستهلكون من صعوبات في دفع ديونهم. و يرى التقرير أن الشخص الذي يكسب متوسط دخل يحتاج لدفع 448 دولار شهريّاً لمدة 16 شهر من ضمن الفائدة قبل إنقضاء المدّة اللازمة.

أما في سان فرانسيسكو، فمن السهل على الأفراد أن يحصلوا على بطاقات الديون، حيث يتمكن الفرد بمعدل دخل متوسط من سداد 4393 دولار في 9 أشهر، بالنسبة لشخص يتقاضى 42613 دولار و يخصص 15% منهم لسداد ديونه.

كم شهرا سيستغرق شخص ما لتسديد ديون بطاقته الإئتمانية المستحقة بمتوسط الدخل الحاصل عليه؟ 

0
 

بإختصار، هناك بعض الخطوات التي من شأنها أن تٌسرع في العمليّة. بالنسبة للمبتدئين، يجب دائماً أن يسعوا لجني أكثر من الحد الأدنى للدفع، بحسب شولتز، و إلاّ معدلات الفائدة ستتراكم و تجعل من عمليّة الدفع مسيرة طويلة الأمد. 

كما يجب على المقترضين أن يخفضوا سعر الفائدة المفروضة على الدين. و ينصح شولتز بأنه "إذا لم يستطع الفرد تقليص دين رصيد بطاقة الإئتمان إلى الـ0% بالإتصال بالمصرفيين وطلب منهم تقليص معدل الفائدة، فأي انخفاض طفيف بمعدل 1% أو 2% يمكن أن يُحدث فرقاً".

كما يمكن للمستهلكين الطلب من مُصدّري بطاقات الائتمان التنازل عن رسوم أخرى بحسب المتحدث بإسم "المؤسسة الوطنية للإئتمان الإرشادي"، ماكلاري. على سبيل المثال، قد تتنازل بعض الشركات عن الرسوم السنوية لبعض العملاء.

عندما تقرر أي بطاقة يجب أن تدفعها، إختر بطاقة التأمين بأعلى معدلات فائدة مما سوفر لك المال للوقت الحالي، بحسب ماكلاري. فبعض الأشخاص يفضلون ويتحمسون لفكرة دفع معدلات قليلة في بداية الأمر و من بعدها إستخدام هذه الدفعات لدفع ديون بطاقاتهم الإئتمانيّة.

ومن دون شكّ الحل الأنسب هو دفع كل المستحقات شهريّاً بلا تراكمات بحسب شولتز وماكلاري.