اللبناني يحيى قصعة، الرئيس التنفيذي لشركة "قصعة غروب- كولورتك"، واحدة من أهم شركات صناعة الطلاء والمنتجات المختصة للديكور، والتي ساهم قصعة بفضل المثابرة والإجتهاد في العمل على ارتباطها بشركات عالمية ضخمة وانتشارها.

كان لـ "الإقتصاد" حديث مع قصعة استعرض فيه أهم مراحل حياته وشركة "قصعة غروب- كولورتك" وأهم التحديات التي واجهها في عمله.

ولد قصعة في بيروت عام 1971، ودرس في "الجامعة اللبنانية الأميركية" (LAU) حيث حاز على شهادة الماستر في إدارة الأعمال منها.

وقال قصعة لـ "الإقتصاد" أنه بدأ بإنشاء عمله الخاص وتطوير شركة  "قصعة غروب" في مرحلة مبكرة من حياته، فخلال مرحلة الدراسة، كان يمضي العطلة الصيفية في العمل في المتجر الأولي للشركة، ومن ثم أخذ بتطوير عمله وتحمل مسؤوليات أكبر، مضيفاً أن والده كان له الفضل الكبير في ما وصل إليه حيث قام بتحضيره وبتقديم النصائح والدعم له وتشجيعه دائماً، كما وساعده على تنفيذ الرؤية الأساسية للشركة ووضع الخطط والإستراتيجيات وكان صبور ومتساهل معه في المراحل الأولى عند ارتكابه للأخطاء.

وتابع أن هذا الأمر أتى بثماره في الوقت الحاضر، بحيث أن أعمال وتخصصات الشركة تطورت لتشمل أربع فروع أساسية هي ديكور وأزياء الجدران والأرضيات، شركة مقاولات وشركة للإعداد والتوزيع، شركة "كولورتك" الفرعية والمتواجدة في دول وتقوم بالتصدير إلى 25 بلد حول العالم، بالإضافة إلى "The Little shop of Colors"، الشركة المتواجدة في 5 دول من الإتحاد الأوروبي ولديها 37 منفذ للبيع والتوزيع.

شركة "قصعة غروب" متخصصة في كافة مجالات الطلاء والديكور حيث تقوم بالتصنيع وتجارة التجزئة والمقاولات وتمثيل العلامة التجارية الخاصة بها، بالإضافة إلى تقديم المنتجات العصرية والصديقة للبيئة بما يتوافق مع المعايير الدولية، كما وتهتم الشركة بالقيام بالدراسات والأبحاث في هذا المجال بهدف تطوير صناعاتها لتلبية حاجات السوق المتغيرة ويساعدها في التصميم والإبتكار مما يسمح لها بأن تكون في الطليعة التي تحتلها حالياً.

وقامت الشركة مؤخراً بتوقيع اتفاقية علامة تجارية مزدوجة مع شركة "داو" للكيماويات، المزود العالمي الرائد في مجال التقنيات والحلول المتطورة لصناعة الطلاء، مرسخة بذلك التعاون المستمر منذ عهد بعيد بين الشركتين فضلاً عن تدعيم التزامهما المشترك تجاه صنع منتجات أفضل وأصح وأكثر أماناً لعالم أكثر استدامة.

وقد حققت "كولورتك" من خلال برنامجها للبحوث والتطوير وعبر استخدام حلول فريدة من شركة "داو" للكيماويات هدفها المتمثل في تزويد عملائها بمجموعة متكاملة من المنتجات الآمنة والعالية الأداء التي حصلت لاحقاً على شهادة "غرينغارد الذهبية" من شركة "يو إل إنفايرونمنت".

وعلق قصعة على هذه الإتفاقية على أنها تبّين قدرات "كولورتك"  والتزامها القيام بدور طليعي ومعالجة مسألة الإستدامة، بينما تعمل على تقليل تأثير منتجاتها على البيئة والمستهلكين، مضيفاً أن الشركة تهدف من خلال تبني الإستدامة إلى التركيز على صحة العملاء وسلامتهم وتكوين شراكات استراتيجية مع الشركات الرائدة بهدف تأمين إرث إيجابي للأجيال القادمة.

وأشار إلى أن قصة النجاح بدون مواجهة تحديات وصعوبات ليست كاملة وحقيقية، فالعقبات هي جزء من العمل الذي يقوم به الإنسان، وبالتالي يجب عليه أن يتعلم كيفية تخطيها والتفوق عليها، وكان اتخاذ لبنان كقاعدة لأعمال الشركة واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها في الفترات الماضية، مضيفاً أنه وعلى الرغم من ذلك، هو بطبيعته شخص مثابر ويرى في التحديات دافعاً ومحفزاً للإبتكار والنجاح، وعبر ذلك استطاع أن يحقق أهدافه، التي لا يزال يعمل على تحقيق الكثير منها.

ويعتبر أن الفرص متاحة في الخارج أكثر من داخل لبنان، فلبنان في حالة غير مستقرة والركائز الأساسية التي تشكل دولة أو بلد ما غير موجودة، وحالياً لبنان يعمل من دون تركيز ومن دون رؤية، ومن المفارقات، أنه يحظى بتقدير أكثر في الخارج، الأمر الذي سهل عملية استثمار وتوسع الشركة خارج لبنان، ومع ذلك تبقى العاطفة في الوطن، والشركة تحاول دائماً الحفاظ على النظرة الإيجابية للأمور كيفما كانت.

وأضاف أن الإنتاج في لبنان أمر صعب جداً تعاني منه الشركة كثيراً، فالخدمات اللوجستية في لبنان صعبة، والأرض مكلفة جداً مع غياب البنى التحتية الأساسية وعدم وجود خطط لتطويرها، كما وأن كافة المواد الأولية التي تدخل في عملية التصنيع والإنتاج غير موجودة في لبنان ويتم استيرادها من الخارج، وتحقيق وفرات في الحجم أمر مستحيل عملياً هنا، ومن ناحية أخرى، في ما يخص التصميم ووجهات النظر والقيم المضافة، لا يزال لبنان يقدم حلولاً فريدة من نوعها ورؤى مميزة تفتقر إليها بلدان المنطقة المجاورة.

وعن الخطط والمشاريع المستقبلية، قال قصعة أن الهدف الأول الذي يسعى إلى تحقيقه في الوقت الحاضر هو التوسع والإنتشار الجغرافي، خاصة في مصر وفي البلدان المجاورة لأن ذلك أصبح ضرورة للإستمرار في ظل الصعوبات التي يواجهها الإقتصاد المحلي، بالإضافة إلى أن خطط الشركة تشمل الإنتشار في الأسواق العالمية الأكثر نضجاً، حيث تفكر الشركة بالإستثمار في الأسواق الأوروبية في السنوات المقبلة مع المغامرة قليلاً والإتجاه نحو الأسواق الأبعد مثل البرازيل وأميركا اللاتينية.