إنّ أكثر المواقف صعوبة هي التعامل مع أشخاصٍ يحبّون السيطرة، وفرض آرائهم على الآخرين، وإعطاء الأوامر، إنطلاقًا من إعتقادهم بأنهم أكثر معرفة وقدرة وقوّة، إنْ من خلال النفوذ أو المركز المهني، أو كطباع مكتسبة جينيًا. فهم لا يترددون في اقتحام حياتك المهنية والشخصية، للتسلّل إلى بعض أسرارك في محاولة للسيطرة على أفكارك. فإنْ واجهت أشخاصًا لديهم تلك الصفات، فإعرفْ كيف تتعامل معهم من دون أن تتسبّب في جرح مشاعرهم أو إهانتهم، وأساس هذا التعامل يكون في إيقافهم عند الحدود التي وضعتها لنفسك أولاً.

الفرق بين المُحّفز والمُسيطر:

المُسيطرهو القادر على ثنى إرادة الآخرين لصالحه، لديه حافز قوي للتحكّم لاعتقاده أنه الأقدر والأكثر معرفة. عادةً ما يكون شخصًا مراوغًا، يميل إلى تسيير الآخرين.

أمّا المُحفِّز، فهو من يقدِّم لك الحجج والبراهين والأدلة، ثمّ يترك لك حريّة الإختيار، من دون تحريض على الإنجاز، لا بل يساعدك على تحقيق مآربك.

خطوات تساعدك على التعامل مع الشخص المُسيطر:

إظهرْ له أنّك لا تسمح لأحد بالتحكّم فيك، هزّ له معتقده الأساس، بأنّه لا يمكن تحريكك كالألعوبة، ولا يمكن تسييرك حسب مُراده.

كُنْ حاسمًا بقول"لا"واضحة وبنبرة صوتٍ أعلى من المعتاد (قد يبدو هذا الأسلوب غير لائقٍ ولكنه مفيد مع الأشخاص المسيطرين).

لا تنحرج ولا تهاب، أنْ أصدر المُسيطر أمرًا خاطئًا، أجبره على التوقّف والتراجع، بصدّه مباشرةً.

قد يميل المُسيطر إلى استعمال كلمات لطيفة في إصدار الأمر، مع ذلك لا تستسلم أمامه مهما حاول الضغط عليك.

تجاهله بحكمة، وسيّره إلى التعاون كفريق ليس كرئيس ومرؤوس، أي أنكما تكملان بعضكما البعض لا إخضاع الواحد للآخر.

لا تتعامل مع المُسيطر ندًا بند، بل إظهر فكرتك بطريقة لطيفة وحسّاسة، حتى تكون ردّة الفعل محيطك إيجابية وتنقلب الأمور لصالحك.

العدائية هي صفة المُسيطر، فقد يتوقّف عن التحدّث إليك أو مساعدتك كنوعٍ من العقاب، فلا تستلم ولا تخضع، وإبقَ على موقفك وإلا ستخسر.

في حال أنك لم تنصاع لأوامره، قد يلجأ إلى استعطافك، فلا تدع عواطفك تنجرف معه لتحقيق غاياته. كن حذرًا.

سحب الدعم المعنوي أو المادي، وسيلة أخرى يعتمدها المُسيطر. أطلعه بصوت عالٍ أنّك تستطيع إتخاذ قراراتك بنفسك من دون مساعدته وقادر أيضًا على تحمّل النتائج منفردًا.

أخيرًا، أمران فقط هما الحل لمواجهة الشخص المُسيطر: إمّا بتجاهله أو مواجهته، والثانية تتطلّب التدريب والحكمة والنطق بكلمة الرفض عند اللزوم.