تدخل من باب المطعم.. تصعد على سلالم محاطة برسومات ولوحات فنّية أخّاذة، لوهلة تشعر أنك صاعد الى مكتب رسّام أحبّ توزيع لوحاته على الجدران لمشاركة سحرها مع من حوله.. تنسى رُبّما أنّك آتٍ الى مكتب رجل أعمال حفر له ول​لبنان​ اسماً جديداً على حائط النجاح .. من الأشرفية الى سويسرا ثم الى ​الإمارات​، خطّ رحلته بعزم وإصرار على النجاح والتألّق، فبعد نجاح كبير في لبنان، يسافر اليوم الى الإمارات للتوسّع شيئاً فشيئاً الى العالمية.. هو ميشال عرموني، رجل الأعمال اللبناني الناجح ومؤسّس سلسلة مطاعم Boubouffe. أين بدأ مشواره؟ متى وكيف تبلورت فكرة نقل المذاق اللبناني من قلب الأشرفية الى قلب العالم؟ من رافقه في مشواره؟ نظرة عن كثب يقدّمها موقع "الإقتصاد"؟

وُلد ميشال توفيق عرموني في 12 حزيران 1944 في منطقة الأشرفية في لبنان، في عائلة مؤلّفة من ستّة أفراد، فيما كان الأخ الوحيد لثلاث فتيات.

في السابعة عشرة من عمره، أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الحكمة في الأشرفية، حيث حصل على شهادة البكالوريا في صيف العام 1962. ثم قرّر دراسة الفندقية، فعمل نحو 8 أشهر في أوتيل البريستول مع جورج الريس ومن بعدها سافر الى سويسرا في العام 1964.

أنهى مرحلة الدراسات العليا في Institut International de Glion معهد غليون للتعليم العالي  "Ecole Hotelier" من العام 1965 وحتى العام 1969 في سويسرا، حيث حصل على شهادة في اختصاص السياحة والفنادق U.I.O.O.T.. في حين تدرّب خلال فترة دراسته، وحتى العام 1970، في عدد من الفنادق في جنيف.

في العام 1970، عاد عرموني الى لبنان ، حيث عمل لمدة 3 أشهر في فندق البستان في بيت مري، وستّة أشهر في فندق نيو ميلكارت في الرملة البيضاء، فضلاً عن ثلاث سنوات في نادي السان جورج - عين المريسة وعامين آخرين في فندق هيلتون في بيروت، وذلك حتى العام 1975.

في 16 شباط 1976، وبعد اندلاع الحرب في لبنان، انتقل عرموني الى الأشرفية وقرّر افتتاح مطعم خاصّ به، فأسّس مطعم "Boubouffe" في منطقة مار متر. هذا وقد بقي مشغّلاً الى حين صيف العام 2013، فيما انتقل بعدها إلى موقع جديد في نفس المنطقة، مع المحافظة على نوعية وجودة الطعام والخدمة.

وبعد نجاحه في السوق اللبنانيّة، قرّر عرموني، بالتوافق مع شريكيه في BouBouffe International، رالف نادر وجلال محمود، المغامرة خارج الأراضي اللبنانية والتوسّع  خارجاً. وقد كانت البداية في الإمارات العربية المتحدة، إذ وقّعت BouBouffe International مؤخراً اتفاقية ترخيص امتياز مع شركة Addmind التي تدير مطاعم وملاهي الليلية في لبنان والإمارات، وذلك بهدف التوسّع في الإمارات ومن بعدها في الشرق الأوسط وأوروبا.

وعن مستقبل BouBouffe ، يوضح عرموني أنه يخطط وشركاءَه لافتتاح ستة فروع جديدة في الإمارات بين العامين 2015 و2017. وقد اختار بالفعل المواقع الثلاثة الأولى، إذ سوف يفتتح اثنين في دبي وواحد في أبو ظبي في الربع الثالث من العام 2015. أمّا في العام 2016، فسوف يتم افتتاح فرعين إضافيّين، الأول في دبي والثاني في أبو ظبي. أما الفرع الأخير، فيعتزم عرموني افتتاحه في دبي في العام 2017.

ويعتبر عرموني أن أحد أهم أسباب افتتاحه المطعم كان اندلاع الحرب في لبنان، ويقول: "لولا الحرب لما كان هناك BouBouffe ربّما". فبسبب الحرب، اضطرّ أن يبقى في منطقة الأشرفية، وبعد أن طالت مدّتها، قرّر افتتاح وتأسيس المطعم.

يعيش عرموني اليوم مع زوجته آنيا في منطقة الأشرفية، وليس لديه أولاد، إلاّ أنه يعتبر شريكه رالف نادر هو بمثابة ابنه لما يكنّه له من معزّة وحب منذ أن كان صغيراً، نظراً للصداقة القوية التي كانت تربط عرموني بوالد نادر.

أمّا رالف نادر، شريك عرموني ورفيقه في مشوار نجاحه ومساعده في اتّخاذ القرارات التي تصبّ في مصلحة BouBouffe، فيخبر "الإقتصاد" أنه يعتبر نفسه الأخ الصغير لـعرموني. ويقول إن ميشال عرموني هو روح BouBouffe، كما يشير الى مدى حرصه على النجاح والحفاظ على اسم وسمعة وروح هذا المطعم اللبناني.

في أوقات فراغه، يستمتع عرموني بممارسة رياضة السباحة والتنس للحفاظ على نشاطه ولياقته البدنية والعقلية. كما يعشق الرسم ويهوى جمع اللوحات الفنّية المتميّزة وزيارة المعارض الفنّية والمزادات.

بعد مشوار طويل في بلاد العالم، يؤكّد ميشال عرموني أنه شبع من كلّ ذلك وتمسّك أكثر بوطنه لبنان الذي لن يتركه أبداً.