من مشغرة ال​لبنان​ية الى ميتشيغين الأميركية، ثم الى الإمارات.. أمضى مسيرته بفائض من المهنية والذكاء والإبداع، استغلّ بطموحه وقدراته كلّ فرصة اعترضت طريقه ليشكل قدوة لكل شاب لبناني عرف النجاح بمجهوده الخاص وقدراته المتميّزة.. من هندسة السيارات الى الإدارة التربوية، الى عالم الإنتاج والسينما.. خاض مجالات متعددة تألّق فيها كلها وأثبت قدرته، ومثّل مهرجانات عالمية ليكون من الأوائل الذين نقلوا الإنتاجات الأجنبية الى العالم العربي. أمّا في أوقات فراغه، فأقصى سعادته وحرّيته تكون بممارسة هوايته وتطبيق أول اختصاص درسه، وهو هندسة السيارات، حيث يمضي باسل حجّار، رجل الأعمال اللبناني المتميّز، ساعات بين سياراته ذات الطراز القديم يحاول إصلاحها وتجديدها .. كيف خاض مسيرة حياته العائلية والدراسية والعملية وكيف وصل الى ما هو عليه اليوم؟ موقع "الإقتصاد" يكشف هذه التفاصيل.

ولد باسل حنّا حجّار في بلدة مشغرة اللبنانية البقاعية. والدته جولي كرم، وله أربعة إخوة هم: ميشال، وعاطف، وعادل، وبسّام، وأختان هما غلاديس وأغنيس. 

والده حنّا كان يملك دبّاغة جلود، إضافة الى بساتين تفاح، وهما كانا مصدري المال للعائلة. هذا فيما يدير إخوته حالياً ويملكون اثنين من أشهر مصانع الأجبان والألبان في لبنان.

أنهى حجّار مرحلة التعليم الإبتدائي في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، ثم عاد وأنهى تعليمه الثانوي في زحلة.

في العام 1969، سافر الى ولاية ميتشيغن في الولايات المتحدة ليكمل دراسته الجامعية، حيث تخصّص في هندسة السيارات لينتقل بعدها الى إدارة الأعمال. بعد ذلك، حصل على شهادة الماجيستير في الإدارة التربوية.

انتقل بعدها الى كندا لتحصيل شهادة الدكتوراه في الإدارة التربوية، إلا أن أسباباً خاصة حالت دون إتمام ذلك في وقتها. فقد تلقّى اتّصالاً من صديقه من بوسطن يخبره فيه أنه يحتاج مساعدته لأنه "عائلته الوحيدة" في بلاد الإغتراب. بعد ذلك، في العام 1977، قرّرا العودة الى لبنان، الذي كان يعيش حينها فترة هدوء بعد مرور سنتين على انقضاء الحرب الأهلية.

في لبنان، تلقّى حجّار عرضاً لوظيفة مدير المبيعات في شركة "بيبسي كولا"، وبعد إنهائه مرحلة التدريب في الفلبين، تم تعيينه في الوظيفة التي بقي فيها 6 سنوات.

 
في أواخر العام 1983، وبينما كان حجّار متوجّهاً الى الولايات المتحدة ليكمل مسيرته التعليمية، في ظل عودة الحرب الى لبنان، تلقّى عرض عمل من أحد أقاربه الذي يعمل في مجال إنتاج وتوزيع البرامج والأفلام السينمائية والتلفزيونية، فسافر حينها الى الخليج. فيما يُشار الى  تلفزيون أبوظبي تأسّس على يد الشركة التي عمل بها، والتي كانت تستورد البرامج أو المسلسلات والأفلام الأجنبية للمحطة.
 
 
 
 
 
وبعد قرار إقفال قناة أبوظبي وتحويلها الى محطة رياضية، انتقل الى توزيع البرامج في العالم العربي كلّه. فقد أنشأ حجّار مع عدد من أصدقائه شركة لترجمة ودبلجة البرامج. كما كان يسافر الى مهرجان "ميب تي في" و"ميبكو" في "كان" لشراء البرامج والأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون الأجنبية وترجمتها ومن ثم إعادة توزيعها في العالم العربي.

في العام 2002 – 2003، تعرّف حجّار الى إدارة مهرجانات "كان" التي طلبت منه تمثيلها في العالم العربي ومساعدتها على الترويج للمهرجان هناك، نظراً لقدراته وعلاقاته مع المحطّات العاملة هناك. ومنذ تولّيه هذه المهمة، ارتفع عدد المشاركين في المهرجان من العالم العربي من نحو 70 شخصاً الى نحو 350 مشاركاً.

ومؤخّراً، كان لحجّار زيارة الى لبنان بهدف الترويج لمهرجان "كان" الدولي في السوق اللبناني الذي يُعتبر "نقطة الإرتكاز للمنتجين والمبدعين"، على حد قوله.

كان حجّار وما يزال من المدافعين عن الإنتاج العربي وخصوصاً اللبناني، في مواجهة الموجة التركية التي اجتاحت سوق المسلسلات في الآونة الأخيرة. فقد نادى بأهمية الحفاظ على التراث والإنتاج والإبداع العربي عبر الحد من انتشار تلك المسلسلات وتشجيع الإنتاج السوري مثلاً أو اللبناني.

تعرّف حجّار على زوجته سنا سويدان عندما كان يعمل في شركة "بيبسي كولا"، إذ كانت تربطه علاقة صداقة مع والدها الذي كان المدير العام للشركة آنذاك. وعندما كان في الخليج، تزوّج حجّار وسويدان وأنجبا أربعة أولاد، يعمل ثلاثة منهم اليوم في مجال الإعلانات. وهم الآن يعيشون سويًّا كـعائلة بسعادة وفخر.

رجل الأعمال اللبناني الذي تألقت مسيرته المهنية بتاريخ حافل من النجاحات، يحب أن يقضي أوقات فراغه بين سياراته القديمة يصلحها ويجددها. كما يهوى تصنيع النبيذ، ويمتلك في بلدته مشغرة كروماً يزرع فيها العنب من أجل هذا الغرض.

كذلك يربّي حجّار خمسة خيول إذ يعشق تربية وركوب الخيل. ومن هواياته أيضاً التي يمارسها في الخليج، هي لعب الغولف.

يعتبر حجّار أن الخطوات الأساسية ليصبح الشخص رجل أعمال ناجح ويكلّل مسيرته بالتميّز والنجاح هو الإصرار ومعرفة كيفية اقتناص الفرص التي تعبر طريقنا في الحياة، إضافة الى التواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب من دون أي تردّد.