في الحياة ميادينٌ تحتاج إلى أن نكون مطلّعين على تحليل ​لغة الجسد​، وعمليات البيع والشراء تكون عادةً ثنائية أي بين البائع والزبون. فتحليل لُغة جسد الزبون (العميل) مهمّة جدّاً لكسبه على المدى الطويل، فإن كان البائع مُلمّاً بلغة الجسد، سيكون بإمكانه توفير الوقت وكسب الربح المادي خلال عملية البيع، إذ أن تحليل ردود أفعال الزبون من خلال إشارات جسده أمر مهم ومفيد للغاية بالنسبة إلى البائع، إذ سيتمكّن من إدارة دفّة عملية البيع بشكل أفضل، وكذلك تسهِّل عليه عملية الإقناع بالمُنتج أو السلعة من دون ممانعة الزبون. ومن خلال ردود أفعال الزبون، أيضًا، يمكن للبائع اللجوء إلى تقنية أخرى في عملية الإقناع والبيع، من دون ضجر الزبون.

وفي حال وجدَ الزبون مطلبه، تبقى الخطوة الأخيرة هي طلب تخفيض السعر، وإن تجاوزا، أي البائع والزبون، هذه العقبة، يكونا معًا قد حلّلا لغة أجساد بعضهما البعض بطريقة صحيحة، ولكن يحدث أن يعود العميل غاضبًا إليك، جرّاء عدم رضاه عن منتجك أو خدمتك، فما العمل حينها إذًا؟

*إحذر تعبيراتوجهك أولاً، خصوصًا إن كان عميلك غاضبًا. فلا تتجوّل بعينيك بعيدًا عنه، ولا ترسم ابتسامة من دون سبب، فذلك سيستفزّه ويزيد حدّة التواصل بينكما. لذا عليك أيّها البائع أن تكون صبورًا، وأن تسمع شكوى العميل بكل هدوء. وحسِّسه أنّك مهتم لكل يقوله ويعاني منه، من دون مجاراة له في الشكوى.

*إنتبه أيضًا لـنبرة صوتكخلال مناقشة العميل، لا تتكّلم بعصبية أو ببرودة، فمن شأن ذلك استفزاز العميل وجرّه لإفتعال مشاجرة معكَ. لذا، وتفاديًا لمثل هذه المواقف، يجب أن تكون نبرة صوتك متناغمًة، تكلّم بهدوء وثبات وثقة، فذلك من شأنه تهدئة العميل. واستعمل عبارة"أريد مساعدتك"فذلك سيريح العميل، وربّما وصلتما معًا إلى حلٍّ يرضيكما.

*لا تعقد ذراعيك، فذلك يدلّ على عدم الترحيب بالإستماع وكأنّك في عملية الدفاع المطلق عن نظريتك غير منفتحٍ على النقاش. ضعْ يديك بجانبك مفتوحة، للدلالة على الترحيب والمناقشة، وهذه الحركة تُظهر إهتمامك أمام العميل، ودعوة مباشرة للحوار.

*تجنّب الجلوس المتراخيأمام العميل أو الوقوف قريبًا جدّاً منه، وكأنّك في موضع هجومي، فذلك سيُثير أعصابه، ولا تجلس ممدود الجسد إلى الخلف، كأنّك غير مبالٍ.

*لا تحاول لمس العميل خصوصًا المنفعل، بصورة متكرّرة، فقد تدفعه لإثارة غضبه بشدّة.

*تحكّم في أعصابك، ولا تُكثر القسَمَ أمام عميلك، حتّى لو كنت معتادًا على ذلك. فالقسم لأتفه الأسباب دليل ضعف لا قوّة، كذلك لا تذمّ أو تشتم أو تسبّ مهما حاول العميل استجرارك لهذا الأمر السىوقي. حينها سيقع اللوم عليك أيّها البائع وسترجح دفّة الميزان لصالحه. ولا تنسى أنّ"الزبون دائمًا على حق"وإن كان مُخطئًا.

*لا شكّ أن الأكل ومضع العلكة وقضم الأظافر أو الطعام خلال الحديث، هاتفيًا كان أو مواجهًا وجهًا لوجه مع الآخرين، أمر مثير للإشمئزاز، فكيف بالأمر إن كان العميل غاضبًا أصلاً، وأنت تصدر أمامه مثل تلك الأصوات! في كل الحالات وفي كل المواقف، تجنّب هذا الأمر أو تخلّص من هذه العادة نهائيًا.

النصيحة الأخيرة للبائع، أو مالك العمل: عين العميل تراك المحترف الذي يُساعده على حل مشكلته، فلا تبخل بالمساعدة والإستماع واستعمال لغة جسدك من إشارات وإيماءات تُريحه، وتذكّر أنّك كإنسان إجتماعي، حتمًا ستتبادل دور العميل يومًا ما، لذا تنبّه لتصرفاتك. وإن كنت لا تملك القدرة، وصبرك ينفد بسرعة، وظِّف أو استعنْ بشخصٍ آخر يقوم بهذا الدور حتى لا تكون من الخاسرين.