رحل العام 2014 يجر معه ذيول الخيبة والفشل، فلبنان قبلة السياحة والسياح،الذي يفتش عن حدث يحرك قطاعه السياحي العاجز، ،و الأسباب للحالة المتردية كثيرة وشائكة فمنها الداخلية المتمثلة بالفراغ الرئاسي ومجلس مدد لنفسه، وخارجية متمثلة بالتوتر الحدودي مع سوريا...ولإجراء تقييم شامل لعام  2014 وما حمله العام المنصرم من أحداث خصوصا للقطاع المطعمي خلال الاعياد وسهرات رأس السنة ، كان "للإقتصاد" حديث خاص مع نقيب أصحاب المطاعم في لبنان طوني الرامي.

كيف كان تقييمك بشكل عام لسنة  2014 ؟

شهد العام 2014 مستوى مبيع أقل بنسبة 25% في القطاع المطعمي مقارنة بالعام 2013، ولم يعد خافياً على أحد أن العام 2013 هو أقل إنتاجية من العام 2012 والذي بدوره هو أقل إنتاجية من العام 2011 بنسبة 50%. لذلك يصح القول بأن قطاع الفنادق والمطاعم في لبنان في حركة تدهور مستمرة من ناحية الإقبال، ويصح وصف العام 2014  بالسنة "البخيلة".

فالوضع الإقتصادي ضعيف كذلك الأمر بالنسبة للقدرة الشرائية، لم نرى سيّاحاً من دول الخليج العربي سيما بعد الدعوة اللبنانية في الصيف للإشقاء العرب، وما رافقها من تطورات أمنية من نصرة وداعش وأحداث عرسال التي أرخت بظلالها على الموسم السياحي. ناهيك عن المشاكل الداخلية والأوضاع السياسية المتأزمة، فالوضع السياحي اللبناني إستند على اللبنانيين المقيمين والمغتربين ولكن حتى بالنسبة لهؤلاء وبالأخص المغتربين فمدة إقامتهم كانت قصيرة نسبياً ومنهم من فضل وجهة سياحية أخرى. مثل تركيا قبرص شرم الشيخ وبرشلونة.  وحركة الإقلاع في لبنان سجلت وجهات  من بيروت الى بودروم بيروت الى برشلونة وبيروت الى مرماريس.

كيف كان  تقييمك لموسم الأعياد ؟

في الحقيقة كان شهر تشرين الثاني سيئ جداً مثل باقي الأشهر بسبب الأوضاع الأمنية ، في حين سجل شهر كانون الأول بداية عاطلة ثم ما لبث أن تحسن في اليوم ال20 من شهر كانون الاول، ويمكنني القول بأن حركة المطاعم كانت مقبولة وإيجابية بالنسبة للوضع العام وكان إعتمادها على اللبناني المقيم والمغترب، وسجلت بعض المطاعم حركة إستفادة جيدة، مع العلم بأن حجوزات رأس السنة إحتاجت إلى الكثير من الوقت لكي تنضج.

كنتيجة، سهرة رأس السنة كانت جميلة وجيدة بالنسبة للبارات التي قدمت عروضات مغرية جداً مثل، الحمراء وبدارو ومونو والأشرفية ومار مخايل وجبيل والبترون وجونيه وطرابلس فقد تراوحت الأسعار بين الـ50 و150 دولار وبوجود باقة عروضات متكاملة، لذلك سُجل إقبالاً ملحوظاً نظراً لوجود تلك العروضات.

أما بالنسبة للمطاعم فحوالي 70 الى 80% منها كانت قائمة على بطاقات، أي الزبون ترك على حريته في قضاء سهرة رأس السنة مثل باقي الأيام دون الإلتزام بباقة عرض معينة أو بسعر معين، في حين سجلت بقية المطاعم عمل على لائحة الطعام

Set menu

والتي تراوحت أسعارها بين 30 و 110 %   للمطابخ اللبنانية أي إذا كانت لائحة الطاعم تتضمن طعام لبناني، و50 إلى 250 دولار للوائح التي تضم الطعام الأجنبي أضف عليه المشروبات الفاخرة

Extra premium

في حين سجلت الحانات الليلية تأخراً  في الحجوزات ولكن بالإجمال امتلأت الأماكن، وقدمنا عروضات مدروسة وجيدة، خاصة في الملاهي الليلة من أجل السماح لجميع اللبنانيين بالسهر ومن أجل الإستفادة نحن كأصحاب المطاعم من الموسم. ونشكر اللبنانيين لأن الثقة ببلدهم وقطاعهم السياحي كبيرة، فالحركة بشكل عام كانت ناشطة وجيدة.

برأيك ما هي القطاعات السياحية وبالأخص المطاعم التي شهدت تراجعا كبيرا في 2014 ؟

أعتقد أن قطاعي المطعام والفنادق، هم أكثر القطاعات تأثراً بالأوضاع في لبنان، لأن لإرتياد المطاعم أو الفنادق بحاجة إلى عاملين أساسيين، أولاً القدرة الشرائية التي هي بتراجع مستمر منذ العام 2011 والتي حل محلها أولويات كثيرة، وثانياً العامل النفسي الذي يلعب دوراً كبيراً في ظل هذه الأزمات، يضاف إليهم عاملاً ثالثاً المتمثل بسفر اللبنانيين إلى الخارج.

ولكن كما قلت لك بفضل اللبنانيين تم تسجيل تقدماً ملحوظاً في نسبة الإرتياد الفندقي والمطعمي خلال فترة الأعياد.

هل أثرت الحملة الغذائية المتمثلة بسلامة الغذاء على حركة المطاعم يومي الميلاد ورأس السنة؟

لا على الإطلاق، أعتقد بأن المسألة قد إنتهت، وتعد فترة الاعياد هي أفضل فترة لإرتياد المطاعم والفنادق والمقاهي، لأن الناس أصبح لديها الإطمئنان المطلوب أكثر من قبل.

ما هي التحديات التي ستواجه القطاع الفندقي لبنان في العام 2015؟

القطاع بحاجة للأمن والحديث السياسي المعتدل، ولسنا بوارد إنتظار الدعم من الحكومة لأننا اعتدنا على ان لا نأخذ شيئاً منها، ولكن على الأقل نحن بحاجة لان توفر الأمن والإستقرار. ونشكر النائب عاطف مجدلاني لتقديمه لنا نسخة عن قانون سلامة الغذاء الذي بدورنا قمنا بالإطلاع عليه وتقديم  ملاحظات عديدة، ونأمل بأن يصبح لدينا قانون لسلامة الغذاء ليتم محاسبتنا على أساسه.