لم ينقصكَ من ضغوطات الحياة "السعيدة" في العالم النامي، سوى "حقيبة التوتّر" القادمة من ظروف العمل "النامي" أيضا، والذي غالبا ما تهتمّ أعظم الشركات العربية فيه بالحالات النفسية لموظّفيها، لدرجة أن تحوّلها الى "مرض نفسي" يُجبر خلالها الاخير على الدخول الى مكتبه بـ"معدة ممغوصة" لا يعجبها قرار المجيىْ الى مكان العمل!

وقد باشرت ‏مؤسسة‏ "‏ستريس‏ ‏ما‏‏نجمنت"‏ ‏بإصدار‏ ‏منشور‏ ‏يوزع‏ ‏لكل‏ ‏الجهات‏ ‏التي‏ ‏تهتم‏ ‏بالصحة‏ ‏النفسية‏ ‏للعاملين‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏تفعيل‏ ‏الطاقة‏ ‏البشرية‏ عبر‏ ‏نصائح‏ ‏بسيطة‏ ‏لمواجهة‏ ‏هذه الضغوط‏، فنستعرض أبرز ما جاء فيها:

تعلّم  الـ"لا" :

‏طبيعة‏ ‏البشرية وخاصّة المرأة منها، ‏تتمحور‏ ‏حول‏ ‏العطاء‏، وهذه‏ ‏‏ ‏القاعدة‏ ‏العامة‏ ‏التي‏ ‏تتفق‏ ‏مع‏ ‏فطرة‏ ‏الانسان، تجعله متردّداً في اتخاذ قرار رافض، لذلك ان يدرك الاخير انّ رفضه لامور سلبية لا تناسبه في العمل، هي بطاقة استمرارية في مهنته، وهذا لا يعني التوقف عن العطاء فيها، كما انه لا يدلّ على افتقار قدرة الطاقة العمليّة.

الرياضة‏ ‏"رضا"  من بعد العمل ‏:‏

ممارسة الرياضة على انواعها، تساعد  الموظّف على التخلّص من أعباء المهنة والاجواء الموترة في العمل، ‏وقد ألزمت‏ ‏اللجنة‏ ‏الطبية‏ ‏المؤسسات‏ ‏والشركات‏ ‏الكبيرة‏ ‏بتخصيص‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏الوقت‏ ‏لموظفيها‏ ‏لكي يمارسوا ‏الرياضة‏ ‏ضمن‏ ‏ساعات‏ ‏العمل‏ ‏داخل حرمها‏. ‏

القلم صديق بديل عن "المدير" :

غالياً ما تمنع الشركات العربية موظّفيها من اللجوء الى الشكاوى الصريحة، نتيجة ​ضغوطات العمل​، ممّا يسبب مأزقاً جديّا قد يتحوّل الى قرار نهائي، بترك العمل، ليصبح القلم في هذه الحالات صديقاً للموظّفين، وحلّا بديلاً لتفريغ الاعباء المهنية.

النوم "فيتامين" العمل:

ثماني ساعات كافية لاستراحة الجسد بشكل عام، في حين انّ بعض الاجسام تحتاج الى نوم متواصل لمدّة  اثني عشر ساعة، لذلك من الضروري ان يلبّي الموظّف الحاجات الاساسية لاستمراره في دوام عمله، بشكل نشيط ومواضب.

الاستعانة بـ"حيوان أليف" قد يكون الحل النهائي:

تكشف ‏الدراسات‏ ‏العلمية‏ ‏أنّ العماّل الذين يقتنون حيوانات أليفة في المنازل، يتخلّصون من ‏أمراض‏ ‏القلب‏ ‏والسكر‏ ‏وذلك بسبب ‏انخفاض‏ ‏معدلات‏ ‏التوتر‏ ‏لديهم، وتوضّح الدراسة انّ متابعة حركات هذا الكائن اللطيف وملاحقتها، تساهم في تحرير الضغوط المهنيّة.

‏‏

البحث عن الله:

أثبت هذه الدراسة انّ الاتصال‏ ‏الدائم‏ ‏بالله‏ ‏‏والاحساس بوجوده، يطمإن الموظّف أثناء قيامه بمهنته، فضلا عن انّ الترابط الدائم مع "مسؤول عن خلقك" تفرغ الكثير من الاعباء المعيشيّة، وتنزّه الانسان الى الامور الروحانيّة، كما تحثّه على تحجيم أخطائه أثناء قيامه بواجباته.

الاستماع الى لغة الجسد:

 عندما يدق جرس الجسد، علينا الاستماع الى سمفونيته، فترك "الآخ" والالم الجسدي نتيجة الارهاق المهني، يولّد انذاراً بعدم استمرار الموظّف في المهنة، كما ينشأ تكدّساً في الضغوطات العمليّة، ليزداد فيها عامل التوتّر.