كانون الأول شهر لا يمر على العالم أجمع مرور الكرام، ولأن الفرحة فرحتان، فرحة ولادة السيد المسيح وفرحة استقبال عام جديد ، فإن أول ما يتمناه اللبنانيون هو المقدرة على التمتع بهذا العيد بكل تفاصيله من زينة وثياب العيد للصغار وربما الكبار، كذلك الإستقرار في بلد كثر محبوه لمطامع إقتصادية.

فكيف تزينت زحلة -عروس البقاع- في هذا العيد؟ وما هو حال أصحاب المحلات والأهالي؟

لبست زحلة ثوب العيد وانتظرت روادها إلى السوق لشراء حاجياتهم، لكن على ما يبدو فإن هذا الإنتظار قد يدوم طويلاً. ذلك لأن نسبة كبيرة من الأهالي تعاني في  هذه الفترة من ضيقة إقتصادية.

وخلال استطلاع أجرته "الإقتصاد" في زحلة  أشار البعض إلى أنهم قصدوا السوق فقط لكونهم مجبورين على شراء الثياب لأطفالهم كي لا يشعروا باختلاف بينهم وبين رفاقهم.

ولفت قسم من الأهالي إلى أنهم لن يبتاعوا سوى الضروريات لأولادهم ولم يشتروا لأنفسهم بانتظار الحسومات التي تلي فترة العيد.

فضلاً عن ذلك فقد التقينا بعدد من الزوار في زحلة الذين قالوا بأن زيارتهم للمنطقة في فترة الأعياد لم تكن مقصودة وإنما صادف وجودهم فيها في هذه الفترة، مع الإشارة إلى أن العيد لديهم هو مثله كباقي الأيام، فالعيد الحقيقي هو عندما تتحسن الأوضاع الإقتصادية والأمنية.

أصحاب المحلات لم يكن حالهم أفضل من حال الأهالي.

ففي حين أن أحد أصحاب المحلات المفتتحة جديداً أشار إلى حركة سوق ونسبة مبيعات جيدة ، يجمع باقي أصحاب المحلات على ذلك القول: "السنة الماضية أحسن بكثير من هالسنة، والوضع عم يسوء كل ما تقدمنا سنة".

وخلال زيارة قمنا بها إلى زحلة تبين بأن بعض المحلات قد أجرت حسومات بنسبة 30% أما الأسعار فهي تتراوح بين 10 و145 ألف ليرة، ما يؤكد أن الخلل في هذا العام ليس بالمحلات وإنما بالوضع الإقتصادي لسكان المنطقة.

وللزينة مع هند مهنا-صاحبة محل- وضع آخر: " هالعيد هالسنة شحار وتعتير، وما في أبداً حركة، مثل منك شايفي ما في حدا بالمحل".

بالفعل فإن محل الزينة هذا وغيره من المحلات التي قصدناها كانت حركتهم خفيفة وفي البعض معدومة.

وبحسب مهنا فالسبب ليس لعدم اهتمام الناس بالعيد وإنما ترجعه للقدرة الشرائية لديهم، لأن الكثيرين يدخلون، ثم يخرجون كما دخلوا.

إلى ذلك، فقد أعلن رئيس جمعية تجار زحلة إيلي شلهوب في حديث خاص للإقتصاد بأن حركة السوق في زحلة هذه السنة هي حركة مقبولة " مش هالحركة الكبيرة" مشيراً إلى أن هذا الوضع ينطبق على كل لبنان.

وعن الفارق بين الحركة هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، فقد أبدى شلهوب أسفه للتدني الكبير بنسبة   الحركة التجارية لتراجعها 30%.

أما عن توقعات السنة المقبلة التي يستقبلها العالم بالاحتفالات والسهرات إضافة إلى التمنيات بسنة أفضل، فلم يظهر شلهوب أية بوادر إيجابية " إذا بتضل الأحوال والأحداث بلبنان هيك، ومنضل بلا انتخابات، ما منتوقع يتحسن الوضع أبداً.

العيد في لبنان، ليس كباقي الأعياد في مختلف بلدان العالم. وزحلة في العام الماضي كان حالها أفضل بكثير من السنة الجارية.

سنة تختتم بانقسام سياسي يجاوره فخامة فراغ رئاسي وبوضع أمني يزداد سوءاً شيئاً فشيئاً.هكذا يودع اللبنانيون الـ2014 ليستقبلوا الـ2015  طالبين من " سانتا" أن يحمل لهم الكثير من الهدايا في وطن عجز سياسيوه على تقديم الحد الأدنى من العيش الكريم.