بقي ​الاقتصاد اللبناني​ للشهر الحادي عشر من عام 2014 في دائرة الانكماش بتأثير مباشر من الاحداث السياسية والامنية السائدة محلياً واقليمياً. وجاء المؤشر الشهري لـ "انفست بلوم بنك" شهر تشرين الاول ليؤكّد على دخول الاقتصاد اللبناني في منطقة الانكماش، إذ قال المؤشّر ان الانكماش الاقتصادي بالقطاع الخاص اللبناني استمر خلال شهر تشرين الاول حيث سجّل المؤشر 48.8 نقطة مقارنةً مع 47.6 نقطة في شهر أيلول، رغم ان وتيرة الانكماش الحالية هي الأبطأ منذ أربقعة أشهر.

واشار تقرير المصرف الى ان الشركات اللبنانية المشاركة في المسح الشهري لمؤشر الاعمال ردّت تراجع الطلب نتيجةً لتردي الاوضاع الامنية في شمال البلاد ولو بنسبة أخف من الاشهر السابقة، أما لناحية العرض، فقد سجّل مستوى التوظيف في الشركات اللبنانية زيادة هامشية جديدة كما رفعت الشركات مشترياتها خلال الشهر فيما يبدو أنه استباق لتحسن آتٍ في الطلب. أما أسعار المبيع فقد استمرت على نمطها للانخفاض في ظل الضغوط التنافسية.

الى ذلك، تترقب الاسواق ما سيقدم عليه "مصرف لبنان" مطلع العام 2015 القادم، لتحسين القطاعات الاقتصادية ورفع نسب النمو حيث من المقرر أن يطلق "المصرف المركزي" حزمة تحفيزية جديدة للسوق تتمثل بضخ مبلغ قدره مليار دولار أميركي بفوائد رمزية 1% لتسليفها من قبل المصارف للقطاعات الانتاجية وقطاع الاسكان وللمشاريع البيئية.

من جهتها، استمرت المؤسسات الدولية في تخفيض توقعاتها لنسب النمو الحقيقي للاقتصاد اللبناني في العام 2014 وأجمعت هذه المؤسسات على ان معدلات النمو لهذه السنة لن تتجاوز 1.2%. وذكر "صندوق النقد الدولي" في تقرير جديد له ان تداعيات الصراعات المتكررة القائمة في سوريا والعراق أعاقت أداء لبنان الاقتصادي، مما أثر سلبياً على الحركة السياحية ونشاط القطاع العقاري وتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة الى البلاد.

وجدد تقرير "البنك الدولي" تحذيرهُ من التداعيات السلبية التي قد تنجم عن اقرار سلسلة الرتب والرواتب على الاقتصاد من خلال ارتفاع عجز الموازنة. وتوقع التقرير أن يتّسع النمو الاقتصادي في لبنان خلال الاعوام 2014 و2015 الى 1.8% و2.5% على التوالي مقارنةً مع نسبة 1.5% في العام 2013.

وعلى الصعيد السياحي، اشارت النقابات السياحية الى استمرار التباطؤ في اداء مختلف مؤسسات هذا القطاع لافتةً الى ان القطاع الفندقي -على سبيل المثال- تراجعت حركته بنسبة 40% في العام 2014، مقارنةً بما كانت عليه في العام 2013.