أظهرت دراسة لمركز دراسات محلي ان الاستثمارات اللبنانية في الدول التي شهدت ولا تزال تشهد اوضاعاً أمنية غير مستقرة منها ليبيا والعراق وسوريا واليمن، لم تتكبد خسائر مادية مباشرة وانما لحقت بها خسائر مالية غير مباشرة نتيجة صعوبة العمل وتراجع النشاط الاقتصادي في هذه الدول.
 
واشارت الدراسة الى ان الاستثمارات اللبنانية التي هربت اساساً خلال الاعوام الخمس الاخيرة من الوضع الاقتصادي والسياسي المأزوم في لبنان الى عدد من الاسواق العربية واجهت منذ قيام ما سمي بالربيع العربي ازمات خطيرة وكبيرة تسببت بالحاق خسائر مالية بهذه الاستثمارات كما هو حاصل للمصارف اللبنانية العاملة في سوريا وللاستثمارات اللبنانية الحديثة في ​اربيل​ العراق خاصةً وعدد من المدن العراقية عموماً. كما منيت استثمارات اخرى في مصر بخسائر مالية ملحوظة، وكذلك في ليبيا واليمن حيث لا تزال تشهد هذه الدول عدم استقرار امني وسياسي.
 
 وبحسب "بنك المستثمرين اللبنانيين" في الدول التي سبق ذكرها، فإن خسائر المستثمرين اللبنانيين تتفاوت بين دولة واخرى، فعلى سبيل المثال، ان الاستثمارات اللبنانية في ليبيا التي كانت تتوزع على قطاعي الصناعة والتجارة قد انسحبت بالكامل من هذا البلد، وفي اليمن فإن الاستثمارات الفردية كانت بمعظمها افرادية  وصغيرة تتوزع على محال البيع بالتجزئة وعلى المطاعم. اما في مصر فان هذه الاستثمارات عادت اليوم لتحقق نتائج ايجابية بعد الاستقرار النسبي في الوضع الامني والسياسي.
 
اما الاستثمارات في العراق -والتي تتركز بشكل اساسي في اقليم اربيل- فهي لم تتضرر بشكل مباشر من جراء الحرب الدائرة في العراق، أي ليس هناك خسائر بالبنى التحتية لهذه الاستثمارات ومعظمها يتركز في القطاعين السياحي والصناعي، انما هناك خسائر مالية ناجمة عن تراجع حركة النشاط الاقتصادي بشكل عام في البلاد، مما الحق خسائر برأس مال هذه الاستثمارات.
 
وعلى الصعيد السوري، فان الاستثمارات اللبنانية في هذا البلد باتت في الفترةالاخيرة محصورة بالقطاع المصرفي وقطاع التأمين، وان هذه المصارف تكبدت خلال الفصل الاول من العام الحالي خسائر فاق مجموعها الـ 30 مليون دولار بسبب الحرب الجائرة في سوريا.
 
الجدير ذكره أن ​الهيئات الاقتصادية​ في لبنان تحركت في الايام القليلة الماضية باتجاه رفض وضعية الاستثمارات اللبنانية في اربيل العراق دون غيرها من الاستثمارات الاخرى الموجودة في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين، وهي قررت -وكما اعلن رئيس "اتحاد الغرف اللبانية" محمد شقير- عقد اجتماع موسّع في "غرفة بيروت- نهاية الاسبوع المقبل مع عدد من المستثمرين في اربيل العراق لمناقشة اوضاع هذه الاستثمارات كما من المفترض ان يزور وفد اقتصادي لبناني اربيل لهذه الغاية.