حين نعرف ان استثمارات ال​لبنان​يين اليوم في اربيل كردستان العراق وصلت الى 3 مليارات دولار وهي الى ازدياد وبعدما نشهد ان شبح عدم الاستقرار الامني والسياسي يهيمن على عقول المستثمرين اللبنانيين الذين يفضلون الاستثمار خارج بلدهم نندفع للسؤال وللبحث عن الأسباب ولتبيان
 
الى اين يتجه لبنان ​اقتصاد​يا في ظل الازمات الامنية والسياسية المتلاحقة؟ وهل هناك من حلول في ملف النازحين السوريين؟
هذه الأسئلة أجاب عليها الخبير الاقتصادي د. ​ايلي يشوعي​ في حديث خاص لـ"النشرة الاقتصادية"
 
فأكد ان الاختلاف السياسي الحاد والنزاعات السياسات الخارجية لا تشجع ولا تطمئن المستثمرين مضيفا ان الاستقرار الامني معدوم بلبنان ويؤدي الى تردد اللبنانيين في الاستثمار في الداخل واللجوء الى بلاد اكثر امانا.
 
ولفت الى انه لو كان هناك سياسة اقتصادية مختلفة وتفاهم سياسي اوسع لكان تشجع اصحاب رؤوس المال للاستثمار والمساهمة في نمو الاقتصاد وتقديم فرص العمل لابناء وطنهم.
 
وقال ان اللبنانيين سئموا من انانية السياسيين واهتمامهم بمواقعهم وجهلهم الاقتصادي والمالي والاستثماري.
 
وعن تحسن الوضع الاقتصادي قال يشوعي: "السياسة الاقتصادية والمالية والضرائبية  والاستثمارية معدومة في لبنان منذ 20 عام، حتى لو اننا نشهد احيانا رخاء سياسيا اقليميا يغطي ويمحي اخطاء الداخل ولكن اليوم لم تعد تتغطى الاخطاء ولم يعد بامكاننا الاتكال على الدول المجاورة اوالعربية، فالاخطاء تظهر بشكل فاضح".
 
واشار الى ان لبنان عمل بعد اتفاق الطائف على بعض المشاريع على صعيد البنى التحتية التي كلفته مبالغ كبيرة بسبب الفوائد العالية على اقتراض الدولة والفوائد التي وضعها البنك المركزي.
 
 
وتابع د.يشوعي: ان اللبناني تحمل ايضا اعباء تكاليف السياسة الخاطئة والهدر من المال العام وكلفة المحاصصة والجهل المالي والاقتصادي والنقدي وكانت اكثر من باهظة.
 
واكد ان لا نمو ولا تحسن في الوضع الاقتصادي.
 
وفي ظل الحديث عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وعدم التمديد لمجلس النواب قال: "الذي يقال شي والمضمون شيء اخر"، موضحا ان السياسين يهتمون بالمال وبالمراكز ولا احد يهتم بالشعب اللبناني ووضعه الاقتصادي.
 
من هنا اكد ضرورة ان يكون الرئيس الجديد يفهم بالامور الاقتصادية كي يميز ويفهم الاكاذيب التي تقال له من البنك المركزي اومن رجال الاعمال او من البنك الدولي.
 
ولفت هنا الى مقولة البابا يوحنا بولس الثاني حين قال "ممنوع على اي رجل لا يفهم بالشأن العام ان يتعاطى بالامور السياسية ان لم يكن يعلم بالامور الاقتصادية والمالية والسياسية".
 
واضاف ان السياسيين في لبنان لديهم جهل اقتصادي ومالي واستثماري فمجلس النواب مثلا مؤلف من رجال اعمال مشيرا الى ان رجل الاعمال يختلف عن رجل الاقتصاد وفسر ان رجال الاعمال ناجحون في سلع معينة لكن لا يفهمون بالاقتصاد او بأمور الناس الحياتية بكل ابعادها.
 
وحول موضوع اللاجئين، أشار الى أن لبنان يحتوي على أعداد كبيرة من النازحين السوريين، تخطوا عتبة الـ1.5 مليون ولقد انضم الى هذه الاعداد اعداد جديدة للنازحين العراقيين مما يعني زيادة الاعباء الاقتصادية وتضاؤل فرص العمل للبنانيين في بلدهم.
 
واكد انه من الصعب ان يعود النازحين الى بلادهم مشيرا الى انهم وجدوا في لبنان فسحة آمان كانوا قد فقدوها في بلادهم. وقال:  "لا حلول في هذا الملف".
 
ولفت الى ان "بناء الدولة يفترض احترام الذات ويفترض التغلب على الغرائز كما يفترض الفضيلة وليس الفساد او الضعف امام المال والنفوذ والسلطة والتشبث بالكراسي وأن يكون الشخص ليس له ارتباط بالخارج للحصول اوللبقاء على الكراسي وأن يعي ويقرر انه في خدمة الشعب".
 
واخيرا عبر يشوعي عن حزنه على اللبناني والمعاناة التي يعيش فيها مشيرا الى انه من 40 عاما وحتى اليوم ما زال يدفع ويعمل ليستمتع الآخرين ب"عرقه".
 
ووجه صرخة قائلا: الى اين؟ الى المجهول!