جاك صرّاف هو ابن العائلة التي تغلب عليها ميول الصيدلة، إلا أنه مال إلى التجارة. هو رئيس مجلس إدارة "Malia Holding" التي تملك شركات تعمل ضمن قطاعات متعددة، رئيس الجمعية اللبنانية للطاقة المستدامة وفي عدة بلدان عربية، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية في لبنان، رئيس اتحاد رجال الأعمال المتوسطي، وعميد الصناعيين في لبنان.

درس صراف في مدرسة الفرير- رأس بيروت التي كان يذهب اليها بالقطار ومنها إلى الجامعة حيث درس إدارة الأعمال. ويقول صراف أنه دخل مجال العمل منذ الصغر حيث كان يعمل بعد المدرسة في الشتاء في مستودع للأدوية مع والده الذي عمل في مجال الصيدلة، وفي الصيف كان يعمل كبائع للأدوية، الأمر الذي جعله يقابل الكثير من الناس.

وفي السنة الأخيرة له في الجامعة، يضيف صراف، خلال حلقة "سيرة نجاح" التي تقيمها "الجمعية اللبنانية لإدارة الأعمال" أن "ما حدث معي هو الحادثة التي تحصل لكل انسان في حياته وتؤثر إيجاباً وسلباً على مجرى حياته، وهذه الحادثة كانت "المحور الأول" في سيرة نجاحي وهي مرض والده الذي اضطرني إلى العمل أثناء الدراسة، وحتى بعد أن شفي والدي أّجبرني على أن أكمل بالإلتزام والمثابرة في مجالي العمل والدراسة معاً". ويقول صراف أنه يؤمن بأن هذه الحادثة كانت السبب وراء نجاحه، ويؤكد أن لوالده الفضل الأكبر في هذا النجاح، والدليل على ذلك، أنه "بعد شفاء والدي، قال لي أنا لن أتعاطى في الشق التجاري للعمل من الآن فصاعداً بل سيكون ذلك من مسؤوليتك، ونزل بعدها إلى المصنع. ومنذ ذلك الحين انقسم العمل إلى قسمين: القسم التجاري لي والقسم الذي يتعلق بالمصنع له".

وعن الحظ في حياته، يشير إلى أنه حالفه كثيراً بعد أن سمح له بالتعرف على الكثير من الأشخاص الذين تعلّم منهم. ويقول صرّاف اكتسبت ثقافتي التجاري من السوق الذي كان يقع خلف البلدية في بيروت والذي كان عالماً آخر. يقول صراف "نحن تخرجنا من الجامعة نعم، ولكن تعلمنا المشاكل وحلول المشاكل التجارية من شيوخ التجار في السوق المحصور خلف البلدية، وفي عملي كان هناك بعض الزبائن الذين كنت أصر على التعامل معهم بنفسي للتعلم منهم، لأنه إذا أردت أن أتطور ولم يكن لدي زبون لأعرف منه خبايا الأمور ولم أتعاطى مع هكذا زبائن لن أستطيع أن أجابه فريق عملي بحلول، لذا بالنسبة لي سوق البلدية الذي كان خليط للفلكلور الإقتصادي التجاري الحقيقي، كان أكبر جامعة".

وعن الثقافات التجارية من البلدان الأخرى التي تأثر بها يقول صراف "كنا وكلاء لشركة أدوية في ألمانيا، فذهبت إلى ألمانيا لمدة 4 أشهر وهناك أيضاً اكتسبت الكثير من الثقافة الألمانية. وأنا بالمجمل تأثرت بثلاثة ثقافات الألمانية واليابانية والسويدية، وهي بلدان عملت فيها وتعلمت كيف يدير رجال الأعمال مؤسساتهم وفي مدة الـ 4 أشهر في ألمانيا تلاها شهر في السويد، تعلمت عن قناعتي في الإدارة التي لم أجدها في الجامعة، فكنت أرى الجميع في الشركة يتوقف عما يفعله فقط لأن المدير قد مرّ. حتى أنا كانوا يجبرونني على العمل في أشياء لا دخل لي بها وفي ظروف قاسية نوعاً ما، لكنني أعجبت بتلك الديكتاتورية في الإدارة، الديكتاتورية التي تصلح ما هو خطأ".

وعن مرحلة كونه رئيس جمعية الصناعيين منذ انتخابه في 1992، يقول صراف "علمتني هذه المرحلة الكثير، وأقول عن هذا المنصب، ساعده الله من لا يدخل في الحياة العامة في لبنان، لأنها تعطي ما يجهله القطاع الخاص، في القطاع العام القوة هي في أن تأخذ قرارات في شيء لا تملكه، عندما دخلت إلى جمعية الصناعيين كانت معركة جيدة سأذكرها دائماً ولكن ما بعد تلك المعركة، تعلمت كيف أتعاطى بقبول الأشياء وأنني لا أستطيع اتخاذ القرار بمفردي بل يجب أن أشارك مع مجلس الإدارة في اتخاذه، وتعلمت عن المعارضة والموالاة والسياسيين وعلاقتهم بالبيع والشراء وعلاقتهم بكيف أن تخرج بالنتيجة منتصراً. وأهم شيء في تجربتي في جمعية الصناعيين أنني كنت أسافر شهرياً فذهبت إلى سوريا، الأردن والكثير من البلدان الأخرى حتى كازاخستان".

وعن مرحلة ما بعد جمعية الصناعيين، يقول جاك صراف "بعد 10 سنوات، أردت أن أحافظ على هذا النجاح في جمعية الصناعيين. وأنا مع التغيير دائماً في المؤسسات، لا أحبذ أن يستمر الشخص كثيراً في نفس المركز، واليوم نراها في الكثير من المؤسسات، لا أحد يستمر في المركز نفسه بعد أكثر من 3 أو 4 سنوات إلا إذا غير الكثير".