ولد رئيس مجلس إدارة "​بنك عودة​"، ووزير شؤون المهجرين السابق (عام 2008)، ​ريمون عودة​، في صيدا عام 1932. لم يلتحق ريمون بالجامعة، فعندما أنهى مرحلته الدراسية كان والده مريضاً فأدخله إلى "بنك مصر" ليتعلم مصلحة الصرافة كما يقول، وعمل هناك لمدة عامين.

ترك ريمون العمل في البنك بعد أن فتح عن طريق الخطأ مغلفاً يخص مديره، الأمر الذي أفقد المدير صوابه، فعاد ريمون إلى المنزل مقرراً أنه يريد ترك العمل في البنك والسفر إلى الكويت.

وفي الكويت، "عملت في الصيرفة وفي التجارة والبناء والمقاولات، وبدأ الكويتيون يعتمدون عليّ في أعمالهم في لبنان".

ثم تعاون ريمون مع والده وديع، وأخويه جورج وجان، لتطوير المؤسسة العائلية في صيدا والتي أصبحت "بنك عودة" وهي مؤسسة معروفة الآن على نطاق واسع محلياً وإقليمياً. يقول عودة "بدأنا في وقت لم يكن هناك كلمة "بنك" بل كان يسمى مصرف على أساس أنه متجر للتعامل بالصرافة".

تولى هندسة تحديث نشاطات البنك، الذي أصبح في عام 1964 أول مصرف تجاري في لبنان، وذلك بالتعاون مع مؤسسات شهيرة، كما شرع في إطلاق إصدارات دولية بالليرة اللبنانية لصالح مصدرين دوليين مثل "البنك الإستثماري الأوروبي" وشركة "رينو".

أشرف ريمون على سياسة التوسع الخارجي للبنك خلال السبعينيات. وفي عهده تم التمركز في جنيف عام 1975 كما في باريس عام 1979، وفي الأردن عام 2004، وفي سورية عام 2005، في مصر عام 2006، وفي السودان من خلال "البنك الأهلي السوداني" عام 2006، وفي السعودية من خلال شركة الإستثمار "عودة العربية السعودية" عام 2006 أيضاً، وفي قطر عام 2007، وفي موناكو عام 2010.

يعتبر ريمون أن مبدأ أساسي من مبادئ النجاح هو التواضع، وأضاف أنه يؤمن بالحظ وبأن بعض الناس محظوظين أكثر من غيرهم إلا أنه لا يعتبره عاملاً كافياً من دون الكفاءة، فهو يشير إلى أن الذي لا يملك الكفاءة حتى ولو كان محظوظاً لن ينجح.

انتخب رئيساً لـ "جمعية المصارف في لبنان" عام 1993. وتلقى العديد من الجوائز، من بينها، جائزة "يوروموني" لمساهمته المتميزة في تطوير الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط، كما حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من "الجامعة اللبنانية الأميركية".

هو عضو مؤسس وعضو عامل في الهيئة الإدارية (أمين المال) في مركز الرعاية الدائمة منذ العام 1993، وعضو مجلس إدارة كل من "مدرسة سيدة الجمهور"، "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "جامعة الحريري الكندية"، "المؤسسة الوطنية للتراث"، مدرسة الـ"International College" و"Injaz Lebanon". وهو عضو مؤسس في "The 206 A Bone Trust" الذي ترأسه ملكة الأردن، و"مركز سان جود لسرطان الأطفال في لبنان".

أسس "مؤسسة عودة"، في عام 2000، وهي مؤسسة تكرس أنشطتها لتعزيز التراث الوطني وإعادة إحياء وترويج المهن الحرفية في لبنان وفي صيدا خاصة. وتعمل المؤسسة على إقامة نشاطات فنية وثقافية من خلال الدراسات والمؤتمرات والمعارض المتعلقة بالحفاظ على تراث المدينة القديمة من النواحي الثقافية والإجتماعية والحرفية، كما تساهم في إعادة تأهيل الشوارع والأسواق في موازاة ورشات إعادة التأهيل التي تقوم بها مؤسسات أخرى ملتزمة بتحديث مدينة صيدا. وتشارك المؤسسة القطاعين العام والخاص في جهودهما التي تهدف إلى إنشاء متحف إقليمي وموقع أثري متاح للجمهور في سبيل تشجيع السياحة في المدينة.