جاءت كلمة بيل وميليندا غيتس لخريجي جامعة "ستانفورد" للعام 2014 صادقة ومؤثرة تحثهم على التفاؤل، حيث تناول غيتس قصة دخوله إلى الجامعة وسبب اتخاذه القرار بعدم إتمام الدراسة الجامعية، متطرقاً كذلك الى رحلته مع شركة "مايكروسوفت" وزواجه من ميليندا، وبداية أعمالهما الخيرية، كما قارن أيضاً بين الفروقات التي وجدها في العالم اليوم وبين الوقت الذي كان ما يزال فيه طالباً.
 
وجاء في كلمة غيتس: "كيف يمكن أن تكون مصدر إلهام لمجموعة من الطلاب فائقي الذكاء، الذين يعملون بجهد عظيم ، يتمتعون بتفاؤل كبير، يتميزون بأنهم شباب يسيرون على المسار الصحيح متجهين الى تحقيق النجاحات..؟!" تشجعهم على التعلم ممن هم في حاجة شديدة، تحثهم على مواجهة الظلم ومكافحة عدم المساواة،  تحضهم على التفاؤل المقرون بالتعاطف مع من حولهم، وتذكرهم طبعاً بأن جميع إنجازاتهم لم تكن لتتحقق لولا جرعة الحظ الكبيرة التي حظوا بها".
 
هكذا بدأت رسالة رجل الاعمال العالمي ​بيل غيتس​ وزوجته ميليندا لخريجي جامعة "ستانفورد" للعام 2014.. بدأت بشكل مؤثر جداً إذ أن مؤسس شركة "مايكروسوفت" ومديرها التنفيذي لم يكُن ليتخيّل وهو يتخلى عن مرحلة التعليم الجامعي في عام 1975، أنه سيعود الى جامعته مجدداً بعد أكثر من 30 عاماً ليلقي كلمةً أمام الخريجين، ويحصل على دكتوراه فخرية منها.
 
في هذا الوقت وفي عصرنا الحديث حيث أصبحت فكرة "عدم المساواة" إحدى أهم القضايا المركزية، كانت أسرة "غيتس" المالكة لمؤسسة تعد واحدة من اهم المنشآت الخيرية والانسانية الأقوى في التاريخ، تحث الخريجين وتشجّعهم على متابعة الحياة بأهداف نبيلة، كما عمل بيل مع زوجته ميليندا على إلهام الخريجين، حيث كانت ميليندا هي من يلقي الكلمات الأقوى الداعمة لاهداف الشباب، وحثّهم على التفاؤل، تقول:
 
 
 
"التفاؤل بالنسبة لي ليس هو التوقع الايجابي الذي يشير الى ان كل الأمور بخير وأن كل شيء سيتحسن ويكون على ما يرام  فحسب.. هذه قناعة عندي موجودة لدي، وأنا على يقين بأننا قادرون على أن نجعل كل الأمور أفضل، بالرغم من كل ما نراه من معاناة، بغضّ النظر عن مدى سوء الاوضاع حولنا، نحن يمكننا أن نستمر في تقديم يد العون للناس، إذا ما تبقى لدينا أمل".
 
 
واستوحت ميليندا كلمتها من تجاربها الشخصية، إذ أنها شهدت حالات كثيرة من الفقر المدقع، والأمراض المفجعة التي منها ويلات "الإيدز" في الهند ، وقالت: "دَعوا قلوبكم تشعر بما حولها، فإن هذا الشعور مع التفاؤل الموجود داخلكم كفيلان بتغيير ما تفعلون"، مضيفةً: "لقد عمل بيل بجد وجهد كبيرين، وواجه المخاطر، وقدم التضحيات في سبيل تحقيق النجاح، لكن يبقى هناك عنصر أساسي آخر أيضاً للنجاح، ذاك العنصر هو الحظ.. الحظ المطلق والكلي".
 
"عندما ولدتَ أنت؟ من كان والداك؟ في اي مدينة نشأت وكبرت؟ هذه الأشياء لم يحصل أحد منا عليها باختياره، بل مُنحت لنا.. فعندما نجرّد أنفسنا من حظوظنا الجميلة والامتيازت الممنوحة لنا، ثم ننظر أين كان يمكن أن نكون من دونها،  يصبح من السهل علينا أن نرى الأشخاص الفقراء والمرضى، ثم نقول: كان من الممكن أن أكون أنا الفقير"؛ لو تدبرنا الأمر جيداً لكان تدبُّرنا كفيلاً بأن تدمع عيوننا بتأثر على ما نحن فيه من الراحة، وهذا سيفتح لنا آفاقا جديدة للتفاؤل.
 
وختمت ميليندا قولها: "هذا ما نناشدكم به اليوم.. بعد أن تتركوا جامعتكم "ستانفورد" اعتمدوا على عقولكم وتفاؤلكم وتعاطفكم، ثم انطلقوا منها لتغيروا العالم بالطريقة التي ستدعو الملايين غيركم الى التفاؤل أيضاً.
 
فيما ختم زوجها غيتس قوله بكلمة: "لا تدعوا التعقيد يوقفكم، كونوا نشطاء".