تقول وزيرة الخارجية الأميركية السابقة ​هيلاري كلينتون​ في كتابها الجديد "خيارات صعبة" الذي يتوقع أن يكون احد أكثر الكتب غير الراوئية شعبية خلال العام 2014 الحالي، أنها تعمدت البحث عن صفقات تجارية كبيرة في عدد من الشركات الكبرى بعدد من دول العالم.

ويغطي كتاب "خيارات صعبة" السنوات الأربع التى شغلت فيها كلينتون منصب وزيرة الخارجية الأميركية، كما أنه يشد القراء كثيراً لأنه يشير الى تلميحات حول إذا كانت كلينتون تعتزم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، علماً أنها أنهت كتابتها بقولها أنها لم تحسم أمرها في هذا الموضوع بعد.

وقد ذكرت كلينتون في "الخيارات الصعبة" أسماء 5 شركات كبرى قامت بعمل صفقات تجارية معها، وهي: شركات "​بوينغ​"، "فدكس"، "​بومباردييه​"، "الخطوط الجوية الاميركية" و"كورنينغ".

- شركة "بوينغ"

الصفقة: 4 مليار دولار أميركي لـ 50 طائرة "737S"

"الخيارات الصعبة" هو الكتاب الذي يجمع مذكرات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والسيدة الأولى السابقة ايضاً للولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلينتون خلال فترة عملها داخل الوزارة،.. ومع أن موضوع الكتاب يظهر على أنه "دبلوماسي" بشكل عام، إلا أن هيلاري لم تتعمد الكتابة عن مشوراتها والنصائح التي قدمتها للزعماء  في جميع انحاء العالم فقط.. بل تطرقت الى عدة مواضيع أخرى ومنها صفقات تجارية كانت قد أبرمتها خلال تلك الفترة.

ويتطرق "الخيارات الصعبة" أيضاً الى أعمالها التي قامت بها على صعيد القطاع الخاص، لا سيما حين يتعلق الأمر بالمفاوضات التي أجرتها والتي تتعلق بالسياسات الحمائية في الأسواق العالمية.

وعلى سبيل المثال، باعت كلينتون في عام 2009 طائرات من صناعة شركة "بوينغ" لمسؤولين روس وصينيين، كما لعبت في بداية فترة توليها الخارجية الأميركية دور سيدة المبيعات الدولية، وضغطت على مسؤولي الحكومة الروسية لتوقيع اتفاق بعدة مليارات من الدولارات من أجل شراء طائرات من شركة "بوينغ".

وشاركت ايضاً في "معرض اكسبو شانغهاي العالمي"، حيث ساهمت بتأمين عقود للشركة نفسها بوقت لاحق، وكانت النتيجة: توفير وظائف جديدة في الولايات المتحدة، وهو الموضوع الأكثير بروزاً، ويبدو مألوفا لمن يستمع إلى أي خطاب سياسي أميركي، في أي وقت مضى.

تقول هيلاري: "قمت بزيارة مركز "بوينغ" المختص بتصميم الطائرات في العاصمة الروسية موسكو، ثم وافق الروس في عام 2010 على شراء 50 طائرة من طراز "737s" بسعر يصل الى 4 مليار دولار أميركي تمت ترجمتها لاحقاً الى آلاف الوظائف الأميركية".

- شركة "​فيديكس​"

الصفقة: "فيديكس" تقوم بتوسعة أعمالها في الصين من 58 موقع للخدمة التشغيلية إلى أكثر من 65 موقعا في كل المدن الصينية الكبرى..

كانت شركة "فيديكس" في عام 2009 تقف ضد ما أسمته كلينتون "التراخيص المقيدة بشدة" في الصين، ورفعت القضية بشكل مباشر إلى كبار الضباط الصينيين، بعد فشل سفراء الولايات المتحدة في بكين في حل القضية بأنفسهم.

في البداية، رفضت الحكومة الصينية منح جميع حقوق الترخيص التي كانت شركة الشحن الأميركية العملاقة قد طلبتها، حتى تابعت كلينتون الملف جنباً الى جنب مع المسؤولين الصينيين.

تقول كلينتون: "وبعد جهودنا الكبيرة أبلغت الحكومة الصينية شركة "فيديكس" عن موافقتها على منح التراخيص، لكن في 8 مدن رئيسية في البلاد فقط، لكني بعثت رسالة أخرى لنائب رئيس الوزراء الصيني وانغ كيشان، أعطى الصينيون بعدها عهداً بأن يتم منح التصاريح للمدن الأخرى. وأشارت السفارة الأميركية يومها، أن المسؤولين الصينيين قد تفاجؤوا باستجابات الحكومة المستمرة في هذه المسألة وبمثل هذا المستوى الرفيع".

- شركة "بومباردييه"

الصفقة: 600 مليون دولار أميركي لاستثمارات "ويتشيتا" من "بومباردييه" في كنساس.

حين كانت كلينتون في "وزارة الخارجية الأميركية" لم تكن تعمل فقط مع الشركات الأميركية،  فقد تمكنت من إقناع شركات دولية عديدة بانشاء متاجر لها داخل الولايات المتحدة ومنها شركة "بومباردييه" الكندية  للطيران، وذلك من خلال برنامج تم تصميمه خصيصاً لجذب الشركات الأجنبية.

وكشفت كلينتون في كتابها "خيارات صعبة" أن وزارتي "الخارجية" و"التجارة" الأميركيتين عملتا مع المسؤولين من اجل اعداد برنامج "SelectUSA" الذي يعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي دعمت فعلياً أكثر من 5 مليون وظيفة في الولايات المتحدة ، منها نحو 2 مليون في الصناعات التحويلية.

- شركة "خطوط الطيران الأميركية"

الصفقة: 100 مليون دولار سنوياً في مطار "دالاس فورت وورث الدولي"

كانت "الخطوط الجوية الأميركية" في عام 2009 قادرة على إنشاء خط طيران  مباشر من ولاية تكساس بالولايات المتحدة الى العاصمة الاسبانية مدريد، لكن هذه الصفقة ما كانت لتتم في عهد وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون.

ومع هذا اشارت كلينتون في كتابها الى انه "خلال سنوات ولايتي الأربع، تمكن خبراؤنا من عقد مفاوضات لـ 15 اتفاق طيران مفتوح مع دول من مختلف أنحاء  العالم.. هذه الاتفاقيات فتحت خطوطاً وآفاق جديدة لشركات النقل الجوي الأميركية".

- شركة "كورنينغ"

الصفقة: في عام 2004 ، انخفضت التعريفات التمييزية الصينية  التي تستهدف مقدمي الألياف البصرية والكابلات

وصفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الصعوبات التي واجهتها في إقناع إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش من اجل حماية شركة "كورنينغ" الأميركية للزجاج -والتي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها- من الحواجز التجارية في الصين، وذلك حين كانت تشغل منصب عضو في مجلس الشيوخ.

وتشتهر شركة "كورنينغ" بإنتاج وتصنيع "زجاج غوريلا" المقاوم للخدوش، فيما تصل قيمتها السوقية الى 28 مليار دولار أميركي.

تقول كلينتون: "لقد كانت التكنولوجيا والمنتجات لدى شركة "كورنينغ" جيدة لدرجة كبيرة جداً، حتى أن المنافسين الصينيين شعروا بحاجتهم الى امتياز غير عادل يدعم وضعهم.. وهذه الخطوة لم تكن عادلة أبداً! وقد بذلت كل جهد ممكن للحصول على دعم إدارة الرئيس بوش لي".