القِ نظرة خاطفة، تجسّس عليهم، قنّص مكاتبهم من بعيد، يكفيك أن تراقبها من بعيد فقط، فكّر، خذ نفساً عميقاً، انظر كبف يعمل موظّفي شركة "غوغل" الأميركيّة، هل ستبقى لحظات "قنوعة" بعد  عملك من بعدها؟!

1_بعد هذه الرؤية، تمدّد، تخيّل نفسك تجلس على هذه الكرسي المخصّصة، لازالة الضغط  والجهد خلال دوام العمل، من خلال الكبسولة الملقّبة بآلة المحاكاة، وهي ما تشبه كثيراً  الغرفة المعلّبة التي يتواجد فيها موظفو الشركات العربيّة أثناء تأنيب مدرائهم لهم.

2_لا هذه ليست كالكرسيّ الأولى، انّها سبيل آخر للتنفس، فلموظفي الشركة المدلّلة،  قاعات للاسترخاء يتمتعون فيها المناظر الطبيعية لأحواض السمك أثناء الاستماع الي الموسيقى، وهي ما تقرّب الصورة النمطيّة، لاسراحة السجارة النحيلة في دولنا النامية.

3- بعد الاسترخاء طبعاً، تتفرّغ أدمغة المحرّك العملاق، الى الابداع، هؤلاء هم رصيدها المستقبلي، هم مواردها الماديّة، فتتيح لوحات كبيرة كل مكان بالشركة، لموظفها ابداء آرائهم التنمويّة، حيث يؤكّد أحد المدراء فيها، انّ " الافكار دائما ًلا تأتي علي المكاتب"، هذه الافكار التي لا تأتي في العالم العربي، الا و"بكشّ الذباب".

4_ومن الابداع الى الحوار البنّاء المتواصل، فتعتمد الشركة على تكامل عملية الأفكار والتواصل، لانّ فكرة مبتكرة لا تصفّق لوحدها، فضلا عن بعض الاجواء الخارجية التي تؤمنها "غوغل" لتضفي عليها الجوّ المريح والحيوي، تماماً كما تفعل المؤسسات المحترمة التي تمنع التواصل بين الافراد داخل حرمها.

5- بعد التواصل لا بدّ من النقاش، في ايطار أولويات الشركة، واختراعاتها المستقبليّة، خلال احتساء فنجان من القهوة بغرفة الجلوس، ممّا يقرّب من هيئة تماسك الزملاء، مع بعضهم البعض لادخال انتاج متناسق في ابتكارات الشركة.

6_ بعد الاسترخاء والراحة، ونسف الجهد الفكري لخدمة العمل، تلحّ المعدة الى الجوع، لا مكان للتنظيم المهني بدن تثقيف العقل بالتغذية الصحيّة.

7- كذلك توفّر الشركة مكانا مستديراً خاصّا بالتدفئة، حيث تحيط به أجواء الجليد والبطريك، وهو تماماً ما يشعر به الموظّف العربي أثناء فصل الشتاء والمكاتب تعجّ بالبرودة، وذلك لتوفير المكيّفات الهوائية على تكلفة المؤسسة.

8- في "غوغل" التي تغيّر العالم بتقنيّة معلوماتها، ايضاً ركبُ وحاسوب يحطّ عليها، لتمرّ أفكار الموظف في الشركة على كل النواحي الابداعية، يمينا ويسارا على الأرجوحة.

9-وأيضا للعب مطرح، في غوغل، العمل سلسلة من المعالجات النفسية، والدراسات القائمة على ضرورة أخذ النفوس العاملة، في الشركة لاستراحة قصيرة، تتلاعب بين انجاز وابتكار، وهو ما لا يبتعد كثيراً عن أجواء الصرامة المتحكّمة حتى في حزم سلسلة من القاب المدير قبل التفوّه بأسمه.

10_تهتم الشركة بالتدليك، التدليك والمساج ضروريين لصحّة الموظّف وسلامة جسده البنيويّة، فضلا عن الكريمات والمراهم، هو ما يذكّر بحالات العنف المهنيّة، التي يرتكبها المدراء والمسؤولين أحيانا تجاه "معبوديهم".

لو كان كبار الشركات العربية التي تحترم كيانها، يقدّروا انّ بيئة الموظّف تولّد "الاموال المحبّبة" لديهم من رحم النجوم المدبرة قبل انطفائها، لما تردّدوا لحظة، عن مدّ السجّاد الأحمر للنجوم المدبّرة.