يبدو بأن لعيد الأم خاصية كبيرة في نفوس اللبنانيين فلا الأوضاع الامنية المهتزة ولا الغلاء أثرت على هذا اليوم، فلعيد الأم صبغة خاصة، يعيشها اللبنانيون بفرح وأمل كبيريين فهم من الشعوب التي اعتادت الاحتفال بالاعياد والمناسبات السعيدة وسط الحروب وتحت القصف وفي ظل الأوضاع الأقتصادية الصعبة.

حل عيد الأم لهذا السنة ليعكس مدى تعلق اللبنانيين بهذا اليوم الأحب على القلوب، فلا الاجواء الإقتصادية الصعبة، ولا الأوضاع الامنية المتوترة حالت دون تكريس هذا اليوم للاحتفال بعيد الأم العالمي.

مع العلم بأنه خيل للبعض ان الأعياد والمناسبات التي تشغل بال العائلات اللبنانية قد لا تستحوذ على اهتمامهم لهذا العام الا انها ثبت العكس مثل عيدي الميلاد ورأس السنة نظراً للاوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيين والظروف الدقيقة التي نراقبها بحذر وخوف.

ولكن اثبت عيد الأم لهذا العام مدى الأجواء الايجابية التي تمتعت بها الاسواق التجارية فحركة البيع كانت جيدة بالنسبة لبعض المناطق ومتوسطة بالنسبة للاخرى، وقد جالت النشرة الإقتصادية في بعض المناطق مستوضحة عن الحالة الإقتصادية من حركة بيع بمناسبة عيد الأم والطفل وحلول شهر الربيع. 

بدت الحركة في اسواق قضاء الشوف جيدة بالاجمال لا سيما الاماكن التجارية التي تختص ببيع الورود والزهور اضافة الى الهدايا المختصة بيوم عيد الأم، وقد عبر بعض اصحاب المحال التجارية عن ارتياحهم للاداء التجاري ولحركة البيع، مع العلم بأن هذه المحال قدمت العديد من العروض والهدايا للتشجيع على الشراء في هذا النهار، والبعض الأخر وصف الحركة بانها عادية ومتوسطة لكن تميزت بوجود مناسبة للاحتفال بعيد الأم.

وقد "بدت ايضاً الحركة افضل من الأعوام السابقة" بحسب صاحب سلسلة محال تجارية  مختصة ببيع الاكسسوارت والعطورات والهدايا.

وكما اسواق الشوف كان الحال في بعض المحال في اسواق فرن الشباك التي شهدت حركة كبيرة في بيع باقات الورود، وبحسب  بعض المحال التجارية فقد سجلت حركة بيع جيدة جداً، و"لا احد اشتكى من ان الأسعار مرتفعة" فقد سجل سعر الوردة الواحد 5000 ليرة لبنانية في كل من الشوف وبيروت.

وبحسب صاحبة محل للورود والمشاتل في سوق فرن الشباك فقد وصفت هذا اليوم" بالجيد جداً" وبأن "الأقبال كان كبيراً"، و"سجلت كمية شراء كبيرة".

ولحسن الحظ وتزامناً مع الاحتفال بعيد الأم افتتحت  وزارة الزراعة قبل يومين المعرض الرابع عشر للازهار والشتول والذي تنظمه نقابة مزارعي الازهار والشتول في لبنان في برج حمود مقابل مجمع "فوروم دي بيروت" تحت شعار "بدنا ازهار مش دمار"، في حضور رسمي ونقابي وحشد من المهتمين مما وسع مجال الاختيار امام الناس.

وبعد جولة في ارجاء المعرض والتعرف على انواع الشتول والازهار المعروضة، القيت خلالها كلمات معتبرة ان "قطاع زراعة الازهار ليس قطاعا ثانويا او هامشيا، بل هو قطاع اساسي كباقي القطاعات الزراعية في لبنان، وان القطاع في لبنان يضاهي بجودة الانتاج باقي الدول المتطورة في هذا المجال من حيث توافر المقومات الاساسية لكن العنصر الأساس الذي يعاني القطاع من غيابه هو الأهتمام الرسمي بهذا القطاع.

وقد عبر بعض زوار المعرض عن ارتياحهم وسعداتهم لتزامن المعرض مع مناسبة عيد الأم، وعكست الأجواء الإيجابية على حركة البيع في المعرض.