جوزيف عساف​ هو رجل أعمال لبناني أسترالي هاجر إلى أستراليا حين كان في الثانية والعشرين من عمره، لم يكن يتكلم اللغة الإنكليزية، لم يكن لديه مال ولا أسرة، هاجر جوزيف إلى أستراليا من لبنان في حذاء شخص آخر ليعمل في مصنع ليلا ويدرس خلال النهار، لكنه أصبح خبيراً في مجال الإتصالات للجمهورالمتعدد الثقافات، وحصل على وسام الملكة إليزابيث  "AM AUSTRALIA OF ORDER"  تقديرا لخدماته التعددية الحضارية في مجال التسوق والإتصالات في المجتمع ودعمه لمجموعة من التنظيمات الخيرية.

هاجر جوزيف إلى أستراليا في عام 1967، "في حذاء شخص آخر" (عنوان الكتاب الذي نشره عساف وتحدث فيه عن تجربته)، حيث كانت تعليمات الهجرة إلى أستراليا تقضي أن يلبس المغادر إلى أستراليا حذاءً جديدا ًعند صعوده إلى الطائرة، حضر جوزيف إلى المطار ومعه حذاء جديد كان قد تعب في تحصيل ثمنه، وبعد أن لبسه ودخل الطائرة أعلنوا تأخير الرحلة، وبعد يومين اتصل موظفو شركة الطيران بالمسافرين وأبلغوهم بالحضور، فحضر إلى المطار وقبل الصعود إلى الطائرة طلبوا منه أن يلبس حذاء جديداً وأن ما لبسه قبل يومين لا يصلح، لم يكن لديه حذاء جديد وكادت أن تفوته الرحلة لولا تدخل أحد موظفي الخطوط الذي رقّ لحاله وأحضر له حذاءً جديداً أخذه من حقيبة أحد المسافرين ويقول عساف "لم يكن بمقاس رجلي وبلون أحمر فاقع لم يعجبني، لكنني لبسته وشكرته وركبت الطائرة".

في عام 1972، وبعد سنوات من العمل في الليل والدراسة في النهار حصل جوزيف على ليسانس في "النظرية الإجتماعية" من "جامعة سيدني"، ودبلوم في الترجمة من"جامعة نيو ساوث ويلز"، ثم عمل بمثابة ضابط في الإتصالات الإثنية مع "ميديبانك". وفي عام 1975 عين عضوا في اللجنة الأولى التي أسست "الراديو الإثني".

وعمل عساف مستشارا في الإتصالات المتعددة الثقافات للعديد من المؤسسات العامة والخاصة، بما في ذلك مدة ثلاث سنوات كعضو في "المجلس الوطني الإستشاري" الأسترالي المتعدد الثقافات من العام 1994 إلى عام 1997.

وأدى تصور عساف الناجح لكيفية الاتصال وادارة المجتمعات المتنوعة ثقافيا ولغويا،الى تأسيس شركات تقدم خدمات الى زبائن يحاولون الوصول الى اناس لغتهم الانكليزية لغة ثانية، حيث أسس وكالة الإتصالات الإثنية "بي تي واي" المحدودة " ETCOM" أول وكالة متخصصة في مجال الاتصالات متعددة الثقافات في أستراليا والعالم، وهي وكالة متكاملة متخصصة في الإتصالات والإعلانات، والعلاقات العامة، وأبحاث السوق، وترويج المبيعات، وإدارة الأحداث والتخطيط ووضع وسائل الإعلام .

وفي عام1985  أطلق النظرية الأولى عن البعد الاقتصادي للتعددية الثقافية وفوائد التنوع الثقافي الإنتاجية.

أسس "جوائزالأعمال الإثنية" وهي تعد احدى أكثر جوائز الأعمال الجارية في أستراليا استمرارية، والتي جذبت مجموعة واسعة ومرموقة من الجهات الراعية والمرشحين، حيث كانت برعاية حصرية من قبل "بنك أستراليا الوطني" لأكثر من 12 عاما، وتهدف الجائزة إلى تقدير مساهمات المصالح التجارية الإثنية وأصحابها في الإقتصاد الأسترالي، حيث أن 30% من مجمل المصالح التجارية الأسترالية يملكها ويديرها أشخاص وُلدوا خارج أستراليا.

وفي عام 1995 شغل منصب رئيس المؤسسة "أستراليا للثقافة والعلوم الإنسانية" وخدم لمدة سنتين. كما أسس مجلة "أخبار التسويق المتعدد الثقافات"، المجانية المتخصصة. كما عيّن في عام1999  من قبل الوزير الإتحادي لشؤون الهجرة والتعدد الثقافي، كعضو في الفريق المرجعي الخارجي المؤلف من خمس شخصيات للنظر في موضوع العمال غير الشرعيين ، وفي العام نفسه عيّن مدير مجلس "إدارة الدستور الأسترالي المئويه". وفي  عام 2001 عين مستشار لمعهد العلاقات العامة في أستراليا "نيو ساوث ويلز".

ومن المناصب الأخرى التي شغلها: عضوا في "مجلس العلاقات الأسترالية العربية"، عضوا في مجلس "الجمعية الدولية للإعلان"، عضو في "اللجنة الإستشارية للتنمية الإقتصادية" لأستراليا، عضو في مجلس "كلية كامبيون" في سيدني، كلية الآداب الكاثوليكية الأولى في أستراليا.

وفي عام 2003 أتمّ عملية بيع وكالة "الإتصالات الإثنية" لشركة خاصة محدودة واستمر رئيسا لـ"ETCOM"، ثمّ أسّس "Multicall" وهي شركة تعتبر الحل الهاتفي للكومبيوتر الذي يجمع بين قوة الاتصالات السلكية واللاسلكية مع أنظمة قواعد البيانات للشركات لتقديم قدرات تحكم قوية للمؤسسات، سواء كانت مراكز اتصال وتسويق عبر الهاتف، مجموعات عمل، ومساعدة مكاتب داخل الشركة، أو الأعمال التجارية الصغيرة التي تسعى للتمييز من خلال تعزيز خدمة العملاء.

في عام 2006 أصبح عضوا في قيادة "حوار سيدني" في بدايته لتوفير منتدى لبناء العلاقات، واستكشاف والتعبير عن الآراء، ومحاولة للمساهمة حلول لمشاكل المجتمع، وذلك بعد أعمال شغب كرونولا في عام 2005.

في شهر حزيران عام 2013، أعلنت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد تعيين جوزيف في مجموعة المجتمع المدني 20، كجزء من عملية مشاركة أسترالية أوسع لإجتماع مجموعة العشرين الإقتصادية في أستراليا في عام 2014 .

ويقول جوزيف عساف في مقابلة صحفية، "حين وصلت إلى أستراليا لم أكن أملك من مقومات النجاح سوى العزيمة والصبر والإصرار، حتى اللغة الإنكليزية لم أكن أتحدثها، أتقن اللغة الفرنسية ولغتي العربية فقط، كنت أعمل في النهار وأدرس في الليل، ولا أنسى دعم صاحب المصنع الذي شملني بتشجيعه ورعايته لي، لقد تعلمت الكثير من تلك الأيام الصعبة، ومن أهم ما تعلمته أن العلم والعمل الجاد هما الطريق إلى الغنى والحياة الكريمة، وتعلمت أن معرفة الرجال الطيبين تجارة رابحة كما يقول المثل".